تهافت التهافت-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


سامى لبيب
2021 / 4 / 5 - 19:51     

- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (92) .
- خمسمائة حجة تُفند وجود إله . حجة 431 إلى 450 .

المنطق هو أسلوب عقلي للإستدلال على الحقيقة وصحة الأفكار , لتأتى المغالطات المنطقية كخطأ في الإستنتاج والتفكير نتيجة الرؤية بزاوية ضيقة أو إختزالية أو قاصرة أو متعسفة تنم عن تسرع وتبسيط وتسطيح أو عن سوء نيه وقصد بغية نصرة أفكار ورؤى ذات خصوصية إعتناءاً بمنهجية وضع العربة أمام الحصان .
الحجج القوية تكون خالية من المغالطات المنطقية , بينما الحجج الضعيفة تستخدم المغالطات المنطقية لتظهر أقوى مما هي عليه .. هذه المغالطات هي عبارة عن خدع وأوهام في التفكير , وهي تستخدم عادةً بشكل خادع من قِبل الدينيين والسياسيين والإعلاميين لخداع الناس .. ومن هنا سأقدم بشكل موجز مجموعة لأشهر الأخطاء المنطقية التي يقع فيها كثير من المتحاورين داعيا للتأمل والتفكير فيها , فعندما نصحح مفاهيمنا المغلوطة سندرك مفاتيح فهم الحياة والوجود والإنسان .

غياب التعريف .
- بداية هناك غياب تام لتعريف ماهية وكينونة وذات الإله الذي يعبده المؤمنين , فكيف يتم الإيمان بشئ مجهول ومفقود التعريف بماهيته وكينونته وذاته .. هذا يعنى أننا أمام إمام إيمان هش بغبغائي تلقيني يفتقد لأبجديات العقل والمنطق .

الإله يفوق القدرة على الإستيعاب والفهم .
- تكون حجة المؤمنين في كل الأديان أن الإله يفوق قدرة العقل الإنساني على الفهم لأنه لا يدخل في حدود العقل ولا يخضع لتجارب العلماء , فالإله مطلق بينما عقولنا المسكينة هي عقول نسبية, والإله الغير محدود لا يمكن إستيعابه بالعقل المحدود , وكما يقول الكتاب المقدس : لا ينبغي أن نرتقي فوق ما لا ينبغي ان نرتقي .
هنا نسأل عن من كيفية وصول القائل بأن الإله يفوق القدرة على الإستيعاب والفهم , فهل هو عاين وبحث فعجز عن الإستيعاب والفهم , وكيف مَرر فكرة الإله وهو عاجز عن فهمه وإستيعابه , وكيف يتأكد المؤمن بوجود الإله بينما يعجز عقله عن فهم ماهيته ؟ وأين مقولة : الله عرفوه بالعقل إذا كان العقل عاجز عن الفهم والإستيعاب !!
- فكرة الإله هى إبتداع أحدهم أراد أن يمررها ويحصنها من البحث والنقد بالإدعاء بأن الإله يفوق القدرة على الإستيعاب والفهم .

السببية .
- لكل حادث من مُحدث ولكل سبب من مُسبب ولكل مَفعول من فاعل .. هذا الكلام صحيح ومنطقي ولكن هناك مغالطة دائمة في التعاطي مع منطق السببية فلابد أن تثبت بأن هذا السَبب جاء من ذاك المُسبب وهذا الحَادث من هذا المُحدث وتلك العلة من ذاك المعلول حصراً , كما هناك مغالطة أخري فميدان بحث السببية هو الوجود المادي بكل أطرافه فلا يجوز حشر طرف غير مادي فى السببية .
- عندما تعتمد منطق للبحث والإستدلال فلا تهمله وتلقيه وراء ظهرك متى وصلت للنتيجة المرجوة , كحال تعاطي المؤمنين مع منطق السببية للإستدلال على وجود الإله , لتجدهم يلقون السببية وراء ظهورهم عندما يتم السؤال عن سبب الإله .! فهنا سقط مبدا السببية لتكون هناك أشياء بدون مُسبب لها .
- هناك مغالطة أخرى فى التعاطي مع السببية والتصميم , فلا يجوز تعميم صفات البعض على الكل , لأن معاينة مُسببات الكل هنا مُمتنعة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ , فقولك مثلا أن حك عود الثقاب يشعل ناراً لا يعنى ولا يسمح لك على الإطلاق بالقول بأن كل نار قد صدرت من حك عود ثقاب فليس مصدر كل النيران جاء من عود كبريت .
- هناك خلط بين العلاقة الترابطية أي الأشياء التي تحدث معا أو في ترتيب معين وبين العلاقة السببية , أي أن يكون شيء ما سبباً في حدوث شيء آخر , ففي بعض الأحيان يكون الارتباط مجرد عشوائية إعتباطية , وفي البعض الآخر يكون المُسبب مُشترك .

السؤال بكيف .
-المؤمنون بفكرة الإله يفتقدون السؤال بكيف فهم يهملون تماما السؤال والتفكير فى كيف صنع الإله هذا ليكتفون بأنه صنع هذا وكفي لندخل فى باب الظن و الإدعاء , بينما نجدهم منطقيين وأصحاب عقول يقظة عندما يسألون الملحدون سؤال :كيف صنعت الطبيعة هذا ؟! .. الملحدون يقدمون إجابات من العلم في كيف تم هذا فيما توصل له العلم بينما المؤمنون لا يجرؤون على القول بكيف صنع الإله هذا ؟!

هل يجوز القول بـمن خلق الكون؟ بل هل يجوز ذكر كلمة خلق ؟!
- لا يوجد شئ إسمه خلق الذي يعني إيجاد الشئ من لاشي فلا توجد فى كل معارفنا ووعينا حالة واحدة تثبت هذا الخلق لذا تكون كلمة الخلق إدعاء وكلمة إفتراضية تخيلية يتم حشرها على واقعنا .
- لنفترض هذا المثال التالي : فرضاً كانت هناك قبيلة ما تعيش في منطقة نائية لم تتعلم يوما علم التعدين فكل أدواتها مصنوعة من الحجارة وفجأة وإذا بمجموعة منهم مارة في مكان ما من الغابة لأول مرة يجدون تمثالاً معدنياً تم صناعته وصقله من قِبَل قبيلة أخرى متطورة وقد سقط منها فماذا سيقول الإنسان الحجري عن التمثال؟ هل سيقولون.."من الذي صنع هذا التمثال؟" بالطبع لا فهم لا يعرفون أى شئ عن الصناعة والتعدين أصلاً فالأمور مرهونة دوماً بما تعلموا .
- إذا كانت البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير والكلمات المكتوبة تدل على كاتب والصنعة تدل على صانع والحدث يدل على مُحدث هي أقوال يُستدل بها على ماهو معروف , أي يمكن أن يحصل و يُستدل بها بما تم معرفة إمكانية حصوله إما بتجربته بشكل شخصي أو بمشاهدة حصوله بشكل غير مُتحكَّم به أو من خلال الخبرات , فنحن عرفنا أن البعرة من البعير بعدما شاهدنا هذا مراراً .
- هنا أري أنه لا يجوز القول بـ"من خلق الكون" لأن هكذا سؤال يحتاج لتأكدنا من معرفة أنه يوجد شئ إسمه خلق أولا , وبالإمكان خلق كون أو يحتاج منا أن نكون قد عاصرنا وشاهدنا عملية خلق كون بالشكل الذي نقصده من سؤالنا كحال الإنسان الحجري الذي يجهل الصناعة والتعدين فلن يسأل كيف صنع هذا .. فهل يوجد أحد يعلم كيف خُلق الكون ؟ كيف نقول خُلِق الكون ونحن لا نعلم ماهو الخلق .
- إن إفتراض المدعي والمتخيل أن الكون مخلوق فعليه أولا حسب ادعاءه إثبات فكرة الخلق وأن الكون مخلوق وأنه ليس جزء من الوجود , ثم إثبات ان هناك عدم مطلق , و أن هناك أشياء من الممكن أن تخلق من العدم المطلق , وأن الوجود حادث ليس أزلي , ثم يبدأ بتعريف كلمة "خلق" , و يفرق بينها و بين كلمة "صنع" ثم يثبت إن كان هناك خالق للكون فهذا الخالق هو إله بعدما يُعرف ماهية هذا الإله .

هل يصح القول بالمطلق .
- كلمة المطلق جاءت من إدراكنا للمحدودية ولكن هل للمطلق وجود حقيقي ؟ إن التعبير عن الإله بالمطلق سينفي وجودنا بالضرورة فهو غير محدود فلن يبدأ وجوده بوجودنا وبالوجود فهنا صار محدودا , كذا إستخدام المطلق فى صفاته ستصيب صفاته بالتناقض والإستحالة فلن تتحقق صفة العدل المطلق مع صفة الرحمة والمغفرة المطلقة مثلا . كذا إعتبار الصفات مطلقة ستصيبها بالهذيان , فالصفة تتحقق أساساً في ميدان وجود فكيف يكون الله رحيم وغفور عادل كريم ألخ قبل وجود الإنسان ؟!

ليس كمثله شيء .
- مقولة الله ليس كمثله شئ مقولة عبقرية تنزه الإله وتجعل له وجود مغاير ولكن هل هي كذلك أم لتحصين فكرة الله عن النقد .
- مقولة الله ليس كمثله شئ تنفي وتبدد كل الصفات الإلهية المذكورة فى القرآن , فالصفة تتعين وتتحدد لشئ بينما الله ليس كمثله شئ .
- ليس من المنطقي القول أن الله واحد وفي نفس الوقت القول ليس كمثله شيء , فإذا كان الله واحد فهذا يعني أنه خاضع للزمان و المكان , كذا خضوعه للتعداد وهذا يعني أنه شيء , فإذا كان ليس كمثله شيء فيستحيل أن نقول عنه واحد أو ثلاثة لأن الأعداد أصلا وضعها الإنسان للأشياء وبالتالي من المستحيل أن نفصل العدد عن الشيء .

* المنطق الصحيح وتهافت المنطق .
- هناك فرق بين الاعتقاد بأن كل شئ يحدث من سبب ما , والاعتقاد أن كل شئ يحدث لسبب ما .
- هناك مغالطة إلتفافية قائلة ليس معنى عدم إكتشاف الشئ إن هذا يعنى عدم وجوده .. هذا قول حق يراد منه باطل , فهذا ينطبق فقط على الوجود المادي القابل للبحث والإكتشاف والتجريب والإستدلال , كذا عدم وجود أي دلالات بدئية عن الشئ فهذا يعني أنه غير موجود .
- عندما تُطرح إدعاءات غير عادية فهي تحتاج إلى أدلة غير عادية لإثباتها , والقول بأن هناك حكمة وراء تلك الإدعاءات لا نعلمها فهذا يعنى التهرب والخجل من تهافتها أو قل شكل من أشكال النصب والاحتيال .. كذا لا صحة في القول بأن مسؤولية إثبات صحة أو خطأ حجة ما لا تقع على الشخص الذي أتى بها إنما تقع على عاتق قدره شخص آخر على دحض هذه الحجة أو نقضها !..عبأ الإثبات يجب أن يقع على عاتق الشخص الذي قام بطرح وروج لهذه الفرضية وليس على مدى استطاعة الآخرين دحضها.
- يكفي أن تعجز عن دحض إيمانه ببعث بعد الموت في العالم الآخر مثلاً حتى يطمئن إلى سلامة معتقده , وكأنه لا يملك ولا يمكنه أن يملك من دليل إثبات سوى عجزك عن الإتيان بدليل نفي ! .. فالقول بفكرة الحياة الأخرى يشبه أن يقول لك أحدهم إن "العنقاء" موجودة مُتحدياً إياك أن تُثبت أنّها غير موجودة !.. فأنت من ينبغي أن تأتي بما يقيم الدليل الواقعي على أن العنقاء غير موجودة ! أما هو فيرى أنه مَعْفي من الإتيان بأي دليل واقعي على وجود العنقاء بدعوى أن ثمة حقائق لا يمكن الوصول إليها بالعقل أو التجربة وإنما بعقلٍ ثان لا وجود له في دماغك هو الإيمان , ومن هنا خرجنا عن دائرة العقل والمنطق للهذيان والعبث .
- مغالطة محاولة إثبات صحة فرضية ما عبر الإستناد لشعبيتها أو توافقها مع العرف السائد .. هذه المغالطة شائعة تتلحف بشعبية فكرة ما ولكن هذا لا يعنى بالضرورة صحتها , فلو كانت الشعبية والعرف السائد دليل على الصحة لكان علينا التسليم الآن بأن الكرة الأرضية مُسطحة لتتناسب مع الاعتقاد العام للحقبة الزمنية الماضية .
- إستخدام السُلطة أو التوسل بالسلطة لإثبات صحة وقوة الأفكار هو منطق مغلوط يعتمد على تبني فكرة شخص ذو شهرة أو مكانة أو سُلطة معينة لرأي معين ليرى أن هذا يعنى صحة هذا الرأي , فمثلا وجود عالم يتبنى الإلحاد أو مشهور يعلن عن مسيحيته أو لاعب كرة مشهور يعلن عن إسلامه , فهذا لا يعنى صحة الفكرة .. هذه المغالطة لا يجب أن تستخدم لتجاهل آراء الخبراء أو الإجماع العلمي فى قضايا علمية وبحثية , ولكن عندما يتناول العالم أو المشهور أمور خارج علمه وإختصاصه فهنا يقع تحت مقصلة الحوار والمناظرة والنقد .
- من التهافت أن تعتمد وتؤسس إيمانك بفكرة ما على وجود مجموع يؤمنون بذات الفكرة أو هناك مشاهير يؤمنون بمثل إيمانك فهنا لا يوجد منطق أو عقل بل ثقافة وميديا القطيع .. هذه المغالطة شائعة ولا تركز على منطقية الحجة بعينها وإنما تقوم بالتضليل وصرف الأنظار عن منطقية الفكرة إلى وجود مجموع حاضن لها , فهل تصح هذه الرؤية إذا كانت أكثر الإيمانات فى العالم مثلا لمعتقدات وثنية ليست إبراهيمية .
- المنطق الدائري من أكثر المغالطات شيوعاً عند الدينيين , فهو منطق شديد التهافت هذا إذا صح تصنيفه كمنطق , فصاحبة يستعين بالفرضية التي يريد إثباتها ليقدمها في مصوغات إثباته , كالسؤال: من قال أن القرآن والكتاب المقدس كلام الله لتكون الإجابة : الله هو من قال هذا في قرآنه وكتابه المقدس .!
- الرد على النقد بالنقد شائع فى الحوارات بين الدينيين بعضهم مع بعض , وبين الدينيين والملحدين بتجنب التعامل مع النقد الموجه وذلك بتحويله لنقد مواجه للفكر الآخر كمنهجية خير وسيلة للدفاع هو التهجم ,ولكن هذا لم يحل مشكلة النقد .
- مغالطة التذرع بالإستثناءات أو تغيير دفة الموضوع عندما يم إثبات أن إدعاءك خاطئ , كأسلوب نفسى بعدم الإعتراف بالخطأ أمام الآخرين , فبدلاً من تصحيح الأخطاء يتوجه لإختراع أسباب للتمسك وتبرير الأفكار القديمة كالمعجزات .. فمن الطرق السائدة التي يستخدمها الناس لذلك هي إختلاق الأعذار ليستمروا في تصديق ما يدعوه بدلاً من تغييره , فعادة من السهل كثيراً أن نجد أسباباً للاستمرار في تصديق شيء نحبه ليكون ثمن الوصول للحقيقة هو التسليم وعدم التفحص فيما إذا كانت رؤيتنا للواقع صحيحة أم خاطئة , فداءاً لتبرير نظرتنا الحالية للعالم حتى لو كانت خاطئة .
- من المغالطات أو قل المراوغة أن تسأل سؤالاً يحوي افتراضاً مسبقاً بحيث لا يمكن للطرف الآخر الإجابة على السؤال دون الظهور بصورة المُخطأ أو لتمييع وتشتيت الموضوع , هذه المغالطة فعالة في تغيير مسار النقاش الموضوعي حيث أنها تضطر مُتلقي السؤال إلى أن يُحشر فى زاوية معينة مما قد يجعله يبدو كالمُخطأ , كالسؤال الذي يسأله المؤمن للملحد عن مَن خلق الكون والحياة ؟ فهو هنا حدد الإجابة بوجود كيان عاقل بإستخدام كلمة (من) !
- المغالطة بإستخدام التمييع وتعمد إستخدام معاني مزدوجة أو مُبهمة لغوياً بغرض التضليل والتحايل أو تحريف الحقيقة , وكمثال سأل القاضي المدعى عليه : لماذا لم تدفع غرامة ركن سيارتك في المكان الممنوع , فأجاب بأنه لا يتوجب عليها دفع الغرامة لأن اللوحة كانت غامضة حيت أشارت إلى منع الوقوف في أوقات الذروة , ولكن اللوحة لم تحدد ماهي أوقات الذروة بالضبط .!
- التعميم بإفتراض أن إثبات صحة جزء واحد من شيء ما يدل على صحة أجزاءه الأخرى أو بعض منها .. نعم كثيراً ما تمتد صحة الجزء لتشمل صحة الكل إلا أن هناك استثناءات لهذه الحالة مما يعني أن هذه الحالات لا تقبل التعميم , ومن هنا لابد من إظهار حجة موضوعية تدعم صحة جميع الأجزاء .
- مغالطة الثنائية الحادة .. أى عرض خيارين على اعتبار أنهما الخيارين الوحيدين المتاحين كالأبيض والأسود , بينما في الحقيقة هناك خيارات أخرى ممكنة .. إشكالية هذا التكتيك أنه يظهر وكأنه مبني على منطق سليم بينما يتطلب الأمر من الطرف الآخر تجاوز الخيارين والنظر خارج الإطار للخيارات الأخرى المتاحة .
- إستخدام تجربة شخصية أو مثال معزول بدلاً من حجج أو إثباتات موضوعية , خصوصاً في محاولات تفنيد الإحصائيات .. ففي الغالب يصدق الناس التجارب الشخصية حينما تستخدم لدعم صحة حجة معينة بدلاً من فهم الظروف الموضوعية المعقدة التي أنتجتها .. إلا أن الرجوع إلى دراسه علمية أو إحصاءات تمثل أكثر من تجربة واحدة فهي بلا شك الطريقة الأكثر دقة لتقييم الحجة المطروحة .
- مغالطة الانتقائية هى الوسيلة التى يلجأ لها البعض فى اختيار وإنتقاء معلومات دون سواها لإثبات حجتهم وإهمال القسم الذي لا يثبتها , هذه المغالطة كمثال الرامي الذي يدعي مهارته بالرماية بينما في الحقيقة أنه قام بالرماية عشوائياً على الجدار ثم بعد ذلك رسم دائرة حول الجزء الذي يحتوي على أكبر عدد من الثقوب , فظهور نتائج معينة أو تجمعها في وقت ما وظهورها على نمط معين لا يدل بالضرورة على أن هناك علاقة أو ترابط بينها .
- مغالطة منطق الوسطية .. أى تلمس حلول وسطية بين نقيضين متصوراً أن هذا هو الحل والصواب .. قد تكمن الحقيقة فى الوسطية بين متناقضين ببعض الأحيان إلا أن هذا ليس على الإطلاق فهناك أمور موضوعية لا تقبل الحلول الوسط , ففي بعض الأوقات يكون الرأي أساسا خاطئ ومحاولة التوسط فيه لا يقلل من خطأه , فمنتصف الطريق ما بين الحقيقة والكذب لا يزال كذباً .
- النظرية هى تحويل الواقع لصورة فكرية .. أما منطق تحويل النظرية لصورة فكرية فهو الهراء واللامنطق وتمرير الخرافة .
- إذا كان أمامك عدة طرق مختلفة لتحمل حيرة فأيهما تسلك ؟ فتأكد أن أفضل الطرق المنطقية هو طريق الطبيعة .
- المنطق وسيلة عقلية بشرية للبحث والإستدلال فلا يجوز إستخدام المنطق للإستدلال على وجود إله , فبالرغم من تهافت الأساليب المنطقية ومغالطاتها التي تستدل على وجود إله كما ذكرنا , فلا يجوز التعاطي بها منطقياً لكون الإله المُفترض غير مادي وذو وجود مغاير فرضاً وليس كمثله شئ فيستحيل أن تجد هنا وسيلة عقلية منطقية للإستدلال .
- فهمنا المغلوط للوجود وخلقنا للخرافة والأوهام وتعاطينا مع منطق مغلوط لكوننا نرى الإنسان مشروع ومضمون الحياة وليس موضوع من مواضيع الحياة .
- فكرة الإله لا تزيد عن جهلنا بالوجود وحيرتنا أمام سؤال كيف تمت الأشياء لننسب جهلنا لفكرة إله ذو فوة خارقة , فتصورنا أن للمطر والرياح ألخ إله , ولكن الآن بعد أن عرفنا سبب المطر لم نعد بحاجة لإله المطر .

دمتم بخير.
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع