خفايا من حياة علي الوردي


محمد جواد فارس
2021 / 3 / 29 - 15:06     


خفايا من حياة علي الوردي

سلام الشماع


صدر هذا الكتاب عن دار العرب للنشر والتوزيع بطبعته الأولى عام 2015 . الكتاب يحتوي على 224 صفحة من القطع الكبير ، يتضمن الكتاب 23 مقالة ، مع 4 ملاحق وملحق للصور. و في الغلاف كتب الشاعر حميد سعيد :

قال لي عبد الله :ألا تشاركني الرأي، في أن صاحبك سلام الشماع ، كان محظوظا في علاقته مع الدكتور علي الوردي ،إذ أفاد منه علما ، واغتنى بتجارب ، ما كانت لتتاح له ،لولا هذه العلاقة ؟ قلت نعم

لكن غير واحد ممن أعرف ، كان له علاقة بالوردي ، حقيقة أو أدعاء ، غير انهم ما أفادوا منها علما ، ولا أغتنوا بتجربة ، وما تسميه الحظ ، ما كان ليتجلى في هذا الإنجاز الثقافي المتواصل ، في كل ما يتعلق با لوردي ، فكرا وسيرة ، كشفا ونقدا ، لولا ما يتوفر عليه صاحبي من كفاءة و وعي وخلق كريم . لذا أقول : كان الوردي هو الاخر محظوظا في علاقته بسلام الشماع ، و لولاها لغاب الكثير من تراث الوردي على صعيدي الفكر والسيرة ، و ضاعت حقائق بفعل الكذب و الادعاء و الانتحال ، وهي جميعا ،لم يسلم منها الرجل حيا وميتا . لكن سلام الشماع ، الأمين على الدكتور الوردي ، إنسانا ومفكرا ، يواصل عمله الموسوعي ، في الكشف والإضافة و التقويم ، وبعد كل الذي أنجزه مازال يعدنا بما هو جديد ، ليصل بموسوعته ( الوردية ) إلى أمداء أبعد وافاق أوسع . وأعرف أنه قادر على الوفاء بهذه الوعود .

بهذه الكلمات الشفافة والرقيقة عبر الصديق الشاعر حميد سعيد ، عن الاعمال التي كتبها الكاتب سلام الشماع وما سوف ينجزه من كتابات عن العلامة علي الوردي .

اما كتابنا موضع العرض فقد سطر الكتب الشماع ما دونه من أفكار وانطباعات حياتية ، في حياة علي الوردي ، لقد كتب سلام عن الوردي في كتابه خفايا من حياة علي الوردي : نعم ، ستغيب عن ذاكرة الأجيال المقبلة أسماء كبيرة من معاصريه ، ربما بعد عقود من الزمن ، إ لا الوردي فإنه سيضل عصيا على النسيان ، لسبب بسيط جدا هو أنه كان يمد بصره بعيدا إلى المستقبل ، فإذا كان أبناء عصره ظلموه و لم يولوه الأهمية التي يستحق فإن المستقبل الذي مد الرجل بصره إليه سينصفه و يعطيه حقه ، على الرغم من أن الوردي كان يردد في كل مناسبة وفي كل مجلس من مجالسه : ما فائدة أن يذكرنا التاريخ وسيأكلنا الدود عندما ننزل إلى قبورنا ؟.

ويروى الوردي أن الظلم الذي يقع بين البشر أنواع شتى كالظلم السياسي و الظلم الاقتصادي و الظلم الطبقي و الظلم الشخصي ، وكان يؤلمه أإن يكثر الحديث عن الظلم و أنواعه منذ زمن قديم ، مع إغفال الناس نوعا من الظلم ، فلم يتحدثوا عنه إلا نادرا وهو الذي نسميه " الظلم الاجتماعي ".

ويروي حادث مروع حدث في الولايات المتحدة الامريكية مشابه لما حدث في بيروت في الأشهر الماضية تفجير في ميناء بيروت ، تحت عنوان انفجار مروع يقول : إن الوردي يتحدث عما سمي ، في حينه ، مأساة مدينة تكساس ، في عام العام 1947 شب حريق على متن سفينة بضائع تدعى (غرنادا كامب ) كانت ترسو على رصيف ميناء مدينة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية ، وكانت تحمل حمولة تقدر ب 2300 طن من نترات الأمونيوم ، وهو مركب يستخدم في صناعة الأسمدة ، وشديد الانفجار ، بعد الحريق انفجرت الحمولة ، وكان الانفجار من الشدة بحيث أطاح بطائرتين كانتا تحلقا قرب الموقع ، كما أفضى الانفجار إلى سلسلة من ردود الفعل أدت إلى انفجار سفينة أخرى قريبة محملة ب 1000 طن من المادة نفسها ، وقتل في هذا الحادث 600شخص ، وجرح نخو 3500 ، ويعد هذا أسوأ حادث صناعي في تاريخ الولايات المتحدة .

ويكتب سلام الشماع عن ندوة في جامعة الكوفة عام 1991 كان علي الوردي دون بعض من الملاحظات في قصاصة ورق بيضاء واحتفظت في هذه الورقة ، كانت الملاحظات هي التالية : إن لمجتمعنا العربي طابعه الخاص به كما هو الحال في أ]ي مجتمع آخر من مجتمعات هذا العالم ، ونحن لذلك لا نستطيع فهمه أو دراسته إلا بعد استكناه طابعه الخاص به )

( هناك فرق كبير بين منهج الدراسة العلمية وطريقة الفخار والحماس التي يتبعها بعض كتابنا و شعرائنا عند وصف مجتمعهم أو أمتهم )

( طريقة الفخار والحماس تقوي الروح المعنوية في الناس وتدفعهم نحو التضحية و الكفاح ، ولكننا يجب ألا ننسى في الوقت نفسه أن لهذه الطريقة حدا ينبغي أن نقف عنده ، فهي إذا زادت عن حدها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الغرور وإلى إهمال المشاكل والعيوب التي نعاني منها )

وفي الكتاب في الملحق الرابع الوردي في كتاب مير بصري كتب مير بصري عن على الوردي في مقدمته كتاب وعاظ السلاطين : " ولقد أتيح لي في بدء حياتي فرصة ثمينة ، حيث كنت أكسب قوتي بعرق جبيني ، وعانيت من الذل والحرمان و المهانة قسطا كبيرا ، ، فأدركت آنذاك مبلغ ما يقاسي أبناء السوقة و الصعاليك من عذاب و مذلة على أيدي الطغاة المترفين والجلاوزة ".

وفي الكتاب يلخص حياة الدكتور علي الوردي المولود في مدينة الكاظمية سنة 1913 وكان مدرسا في الثانوية ثم اوفد الى الولايات المتحدة للدراسات العليا وكان موضوع اطروحته عن ابن خلدون ، وعين مدرسا في كلية الاداب عام 1950 واصبح أستاذا لعلم الاجتماع في كلية التربية وبعها كلية الآداب واعتزل التدريس عام 1970 و اهتم بالتأليف وكتب مجموعة من الكتب في علم الاجتماع ومن كتبه :

شخصية الفرد العراقي عام 1952 و عاظ السلاطين عام 1954 ومهزلة العقل البشري عام 1955 أسطورة الادب الرفيع 1957 و الأحلام بين العلم والعقيدة عام 1959 منطق ابن خلدون عام 1962 طبيعة المجتمع العراقي عام 1965 نشأة الوضع السياسي في العراق عام 1968 لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث أربعة أجزاء كتبت منذ عام 1969 لغاية 1974 ..

قدم العلامة الجليل الموسوعي علي الوردي للمكتبة و لطلابه وللباحثين في العراق والعالم العربي الفكر في علم الاجتماع ، و اصبح مؤلفاته مرجعا أساسيا في علم الاجتماع .

وللمؤلف الكتاب سلام الشماع مشكورا لما قدمه في هذا المنجز من معلومات تخص العلامة علي الورد ي من خلال ملازمته لعلي الوردي في مدينهم الكاظمية .