هل كان أينشتاين معاديًا للسامية؟


طلال الربيعي
2021 / 3 / 26 - 23:19     

بقلم:
Neve Gordon: يدرس في كلية الحقوق بجامعة كوين ماري بلندن. مؤلف مشارك لكتاب
Human Shields: A History of People in the Line of Fire
وأحد الموقعين على إعلان القدس حول معاداة السامية ورسالة الأكاديميين الإسرائيليين العاملين في المملكة المتحدة.
و
Mark LeVine أستاذ التاريخ في جامعة كاليفورنيا. من بين مؤلفاته عن إسرائيل
Overthrowing Geography: Jaffa, Tel Aviv and the Struggle for
Palestine Struggle and Survival in Palestine/Israel (with Gershon Shafir) and One Land, Two
States: Israel and Palestine as Parallel States (with Mathias Mossberg)

المصدر: Inside Higher Ed
March 26, 2021
ترجمة: طلال الربيعي
----------
هل كان ألبرت أينشتاين معاديًا للسامية؟ هل كانت حنة أرندت؟ هذه الأسئلة قد تبدو سخيفًة. ومع ذلك، وبحسب تعريف معاداة السامية, الذي اعتمدته أكثر من 30 دولة
Fact Sheet: Working Definition of Antisemitism
https://www.holocaustremembrance.com/sites/default/files/inline-files/Fact%20Sheet%20Working%20Definition%20of%20Antisemitism_25.pdf
بما في ذلك الولايات المتحدة من خلال ادارة بايدن -،
Biden administration ‘embraces’ international definition of anti-Semitism
https://www.jns.org/biden-administration-embraces-international-definition-of-anti-semitism/
يمكن لهذين المثقفين الرائدين جدًا أن يتم تصنيفهما على هذا النحو. هذا يعود إلى رسالة مفتوحة أرسلاها في 4 ديسمبر ،1948، الى صحيفة نيويورك تايمز، يقولان فيها أن حزب حيروت اليميني في دولة إسرائيل الذي تم تشكيله حديثًا كان "قريبا جدًا في تنظيمه وأساليبه وافكاره الفلسفية والسياسية للأحزاب النازية والفاشية".
New York Times. December 4, 1948 New Palestine Party. Visit of Menachen Begin and Aims of Political Movement Discussed
by Albert Einstein, Hannah Arendt, Sidney Hook, et.al.
https://archive.org/details/AlbertEinsteinLetterToTheNewYorkTimes.December41948/page/n1/mode/2up

قائمة المعادين المحتملين للسامية تطول. خذ على سبيل المثال اليهودي الأمريكي البريطاني المؤرخ توني جودت Tony Judt، المتوفي في 2010, الذي ووصف إسرائيل بأنها "متوحدة autistic" بعد أن وضعت غزة "تحت السيطرة ضمن نظام قمعي لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر في العالم ".
https://www.theatlantic.com/international/archive/2011/09/tony-judts-final-word-on-israel/245051/

الفيلسوف العبري وعالم الكيمياء الحيوية الراحل يشعياهو ليبوفيتز Yeshayahu Leibowitz ما كان سينجو هو الآخر من الاتهام بمعاداة السامية لانتقاده لنمو "ظواهر اليهودية-النازية" بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.
The Mengele Squad
https://www.haaretz.com/1.5119819

أخيرًا، يمكن الصاق نفس التهمة باشهر منظمة حقوق إنسان في إسرائيل, B’tselem, لنشرها مؤخرًا تقرير بعنوان "نظام يهودي للسيادة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط: هذا هو تمييز عنصري."
A regime of Jewish supremacy from the Jordan River to the Mediterranean Sea: This is apartheid
https://www.btselem.org/publications/fulltext/202101_this_is_apartheid

"التعريف المعني بمعاداة السامية هو تعريف "تحالف إحياء ذكرى الهولوكوست الدولي" لعام 2016, International Holocaust Remembrance Alliance (IHRA), الذي اصبح التعربف المفضل لمعاداة السامية من قبل ما يسمى المنظمات الموالية لإسرائيل.
Working Definition of Antisemitism
ttps://www.holocaustremembrance.com/resources/working-definitions-charters/working-definition-antisemitism

هذا التعريف يغير معنى معاداة السامية من تركيزها التقليدي على كراهية اليهود في حد ذاتها -الفكرة القائلة بأن اليهود بطبيعتهم أدنى منزلة و / أو أشرار ، أو على معتقد المؤامرات التي يقودها اليهود أو السيطرة اليهودية على الرأسمالية، أو مزيج ما من ذلك - إلى تعريف يعتمد إلى حد كبير ، ويبدو ، الأهم من ذلك، على الموقف تجاه سياسات إسرائيل الاستعمارية والتي تخرق حقوق الانسان. المشكلة بالطبع هي أنه عندما لا يمكن نقد سياسات وتصرفات الدولة وحكومتها, فان ذلك يهدد السعي وراء المعرفة والحرية الأكاديمية. إذا نجح ذلك، فإن استخدام إسرائيل تهمة معاداة السامية لإسكات الانتقادات الجادة وذات الأسس المتينة يمكن أن يصبح نموذجا للبلدان الأخرى، بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة، والشركات القوية لتعبئة أنواع مختلفة من اتهامات خطاب الكراهية لحماية السلوك التعسفي وخرق حقوق الانسان.

تعريف محير ومضلل
وفقًا لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) ، فإن معاداة السامية هي تصور معين عن اليهود، والذي يمكن التعبير عنه على أنه كراهية لليهود. المظاهر اللفظية او الجسدية لمعاداة السامية موجهة نحو اليهود أو الأفراد من غير اليهود و / أو ممتلكاتهم، تجاه مؤسسات الجالية اليهودية والمرافق الدينية ". هذه الصيغة، كما يعتقد العديد من علماء الهولوكوست غامضة لدرجة أنها غير صالحة للاستعمال.
Labour should ditch the IHRA working definition of antisemitism altogether
https://www.opendemocracy.net/en/opendemocracyuk/labour-should-ditch-ihra-working-definition-of-antisemitism-altogether/
فهي تعتمد على عبارات غامضة مثل "تصور معين" و "يمكن التعبير عنها ككراهية "، مع عدم ذكر القضايا الرئيسية مثل "التحيز" أو "التمييز." يقدم الجزء الثاني من تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) 11 مثالاً عن المظاهر المعاصرة لمعاداة السامية، سبعة منها تشير إلى دولة اسرائيل. أحد الأمثلة على معاداة السامية هو القول بأن "وجود دولة إسرائيل هو مشروع عنصري"بينما يشمل آخر اشتراط أن لا تتصرف إسرائيل بطريقة "غير متوقع منها أو كما هو مطلوب من أية دولة ديمقراطية ". بالتأكيد يجب أن يكون مشروعًا، ليس على الأقل في الأوساط الجامعية، مناقشة ما إذا كانت إسرائيل، التي نصبت نفسها بنفسها كدولة يهودية، هي "مشروع عنصري" أم "دولة ديمقراطية" دون التعرض لتهمة معاداة السامية.

من ناحية أخرى، كما قالت مؤرخة الهولوكوست الشهيرة ديبوراه ليبستادت Deborah Lipstadt ان الأمثلة تهمش أنواع الهجمات المعادية لليهود في السنوات الأخيرة -من بيتسبرغ إلى هاله بألمانيا - مما أدى إلى وقوع إصابات جماعية أو الصعود الأوسع للفاشية في الولايات المتحدة بمناهضتها الراسخة بعمق للسامية، كما يتضح ذلك في أعمال الشغب في 6 يناير في مبنى الكابيتول في واشنطن.
U.S. Jewish Groups Want to Fight Antisemitism, but Struggle to Agree What It Is
https://www.haaretz.com/us-news/.premium-u-s-jewish-groups-want-to-fight-antisemitism-but-struggle-to-agree-what-it-is-1.9556698?fbclid=IwAR1m3-AO7K8hJbD7KNnhWK15kSFyN4uEjWO9uzZ2EqjSla7zwwkTDjFNDMc

في المقابل انتقد العديد من العلماء والمفكرين دولة إسرائيل، مؤكدين على سياساتها التمييزية والعنصرية تجاه غير اليهود. "مشروع قانون الدولة القومية" المثير للجدل 2018 يعيد التأكيد على الطابع اليهودي لدولة اسرائيل وتقنين السياسات التمييزية ضد المواطنين الفلسطينيين، ويشكل مثالا ساطعا لقانون عنصري.
https://www.theatlantic.com/international/archive/2018/07/israel-nation-state-law/565712/

علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن الملايين من الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 50 عامًا ومعدومين من الحقوق المدنية الأساسية يقوض افتراض وثيقة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست بأن إسرائيل ديمقراطية ليبرالية مثل غيرها. لذلك ليس من المستغرب أن يكون هناك قلق واسع بشأن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.

الجمعيات المهنية،
BRISMES Statement Regarding the IHRA Working Definition of Antisemitism
https://www.brismes.ac.uk/images/BRISMES-IHRA-28012021.pdf
مثل الجمعية البريطانية للشرق الأوسط, دراسات، مجموعات طلابية
Statement from Students on IHRA Definition of anti-Semitism
https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSeuPHdPLMVLXKQdvpK7RMWC_z_HAOJpn49JH3xhOALKLQtPFw/viewform
وأكثر من100 أكاديمي ومثقف فلسطيني وعربي,
Palestinian rights and the IHRA definition of antisemitism
Letters
https://www.theguardian.com/news/2020/nov/29/palestinian-rights-and-the-ihra-definition-of-antisemitism
قد جادلوا بأن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) يُستخدم ليس فقط لقمع انتقاد الانتهاكات الإسرائيلية, ولكن أيضا، وعلى نطاق أوسع، لكبح دعم حقوق الفلسطينيين. ما يقرب من 200 باحث دولي يعملون في دراسات معاداة السامية والمجالات ذات الصلة - بما في ذلك اليهودية والمحرقة وإسرائيل وفلسطين ودراسات الشرق الأوسط - نشروا للتو ملف إعلان القدس حول معاداة السامية، كرد على تعريف IHRA لمعاداة السامية وهو مستوحى من لائحة حقوق حقوق الإنسان 1948 واتفاقية عام 1969 للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. هدفهم ذو شقين: 1) تقوية محاربة معاداة السامية من خلال توضيح ما هي وكيف تتجلى و
2) توفير مساحة للنقاش المفتوح حول السؤال المحير حول مستقبل إسرائيل / فلسطين.

في غضون ذلك، "تعارض" 40 منظمة يهودية بما في ذلك المنظمة اليهودية الأسرع نموًا - والمعادية للصهيونية بشكل واضح - في الشرق الأوسط والولايات المتحدة ، صوت اليهود من أجل السلام Jewish Voice for Peace،" بشكل لا لبس فيه" تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، وعلى وجه التحديد بسبب تركيزه على إسرائيل, الذي يعطي التعريف "احتمالا قويا لاساءة الاستخدام."
FIRST EVER: 40+ JEWISH GROUPS WORLDWIDE OPPOSE EQUATING ANTISEMITISM WITH CRITICISM OF ISRAEL
https://jewishvoiceforpeace.org/30jewishgroupsbds/

اليوم ، ومع ذلك ، لم يعد الأمر يتعلق بإساءة استخدام محتملة. لقد أصبح ذلك واضحا حتى في الكليات والجامعات، التي يفترض أنها معاقل مفتوحة للنقاش الفكري والسياسي. تتبعت مقالة في The Conversationh كيف لاحقت السلطات في الولايات المتحدة أشخاصا في العديد من المؤسسات لانتقادهم إسرائيل بتهمة معاداة السامية, حيث اعتمدت السلطات القضائية المحلية تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA).
Criticizing Israel is not antisemitic — it’s academic freedom
https://theconversation.com/criticizing-israel-is-not-antisemitic-its-academic-freedom-148864?utm_source=twitter&utm_medium=bylinetwitterbutton

هناك حاليا تحقيقات جارية في جامعة روتجرز
Education Dept. Reopens Rutgers Case Charging Discrimination Against Jewish Students
https://www.nytimes.com/2018/09/11/us/politics/rutgers-jewish-education-civil-rights.html
وجامعة ديوك وجامعة ولاية كارولينا الشمالية
DeVos Launches Investigation After Allegations Of Anti-Semitism At Duke And UNC Conference
https://dailycaller.com/2019/06/18/devos-investigation-duke-conference/
ومع تحقيق معلق آخر في جامعة نيويورك.
Student Allegations of Anti-Semitism at NYU Gain National Attention
https://nyunews.com/news/2019/04/29/student-files-doe-complaint-against-nyu/

هذه الهجمات تبدو أنها نذير للأشياء القادمة. انهم يدمرون ليس فقط الحرية الأكاديمية, ولكنهم يقوضون أيضًا النضالات المناهضة للعنصرية في الحرم الجامعي.

ردا على ذلك، كتب عشرات الأكاديميين الإسرائيليين العاملين في المملكة المتحدة خطابا يستنكرون فيه التعريف
Call to reject the IHRA s working definition of antisemitism
https://www.israeliacademicsuk.org/the-letter
ويدعون فيه قادة الجامعات إلى رفض طلب وزير التعليم جافين ويليامسون بتبني التعريف وبخلافه سيواجه بعقوبات.
Williamson accuses English universities of ignoring antisemitism
https://www.theguardian.com/education/2020/oct/09/williamson-accuses-english-universities-of-ignoring-antisemitism

كما لوحظ في تقرير شامل حول معاداة السامية في الحرم الجامعي أُعد من قبل مجموعة عمل في كلية لندن الجامعية:
ان "التعريف العملي ل IHRA غير مفيد في تحديد حالات المضايقة (للأكاديميين) ... جوهر التعريف في حد ذاته غامض وضيق للغاية، وغالبًا ما تكون الأمثلة الإحدى عشر مجانبة للواقع. "
Report of the Academic Board Working Group on Racism and
Prejudice
https://www.ucl.ac.uk/ucu/sites/ucu/files/wg-racism-and-prejudice-report.pdf

بناءً على هذا التقرير, اوصى مجلس الجامعة الأكاديمي بسحب اعتماد التعريف والاستعاضة عنه بواحد "مناسب للغرض".
UCL board rejects IHRA definition of antisemitism
https://www.theguardian.com/news/2021/feb/12/ucl-board-rejects-ihra-definition-of-antisemitism

بالنظر إلى أن معظم الجامعات لديها مبادئ توجيهية قوية تحظر العنصرية أوا لأقوال المعادية للسامية، لا يضيف اعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست محتوى جوهريا قد يساعد في تقليل الكلام الذي يحض على الكراهية في الحرم الجامعي.

علاوة على ذلك، ان مجموعات العمل المناهضة للعنصرية داخل الجامعات التي تحدثنا إليها جميعها هي ضد تبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA).
حتى المؤلف الرئيسي للتعريف نفسه، كينيث ستيرن Kenneth Stern, أعلن ان "اليهود اليمينيين يستخدمون التعريف كسلاح", في الحرم الجامعي على وجه الخصوص. على حد تعبيره، فإن الاستخدام الفضفاض للتعريف في الجامعات "لا يلحق فقط الضرر بالمدافعين الموالين لفلسطين فحسب، بل يلحق الضرر أيضًا بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود والمؤسسة الأكاديمية نفسها ".
I drafted the definition of antisemitism. Rightwing Jews are weaponizing it
Kenneth Stern
https://www.theguardian.com/commentisfree/2019/dec/13/antisemitism-executive-order-trump-chilling-effect

لماذا يتم تجاهل النقد لتعريف IHRA؟
لسوء الحظ، بالكاد أثرت مثل هذه الانتقادات في قبول التعريف داخل أروقة مؤسسات السلطة. فيما يلي ستة أسباب رئيسية لذلك.
أولاً، كل حكومات إسرائيل، منذ عام 1948 حتى الوقت الحاضر ، قامت بمساواة إسرائيل مع الشعب اليهودي. ومع ذلك، فإن المعادلة تستند إلى مغالطة تجريبية empirical fallacy، لأن أكثر من نصف اليهود في جميع أنحاء العالم لا يعيش في إسرائيل، وأكثر من 20٪ من مواطني الدولة ليسوا من اليهود، وخمسة ملايين فلسطيني عديمو الجنسية يعيشون في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل. في الواقع، كانت المساواة بين إسرائيل وجميع اليهود هي الهدف الأساسي للصهيونية منذ البداية، وقد أدى نجاحها إلى تركيز قصير النظر حول انتقاد إسرائيل باعتباره التهديد الرئيسي لليهود في جميع أنحاء العالم.
ثانيا، حقيقة أن التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكست صاغ التعريف بخلق ارتباطٍ فوريً بالهولوكوست. هذا يجعل من الصعب للغاية التشكيك في دقة التعريف أو بواعثه.
ثالثًا، أكثر من نصف قرن من التغطية الإعلامية المشوهة جعلت غالبية الأمريكيين والعديد من الأوروبيين يجهلون إلى حد كبير سياسات إسرائيل التي تنتهك حقوق الانسان، مما يساعد على تصوير اليهود الإسرائيليين على أنهم الضحايا الأبديون والفلسطينيين كمعتدين. وقد سمح ذلك لمؤيدي التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) في ان يصنفوا إسرائيل على أنها ديمقراطية ليبرالية في حين أنها ليست كذلك لنصف الشعب الذين يعيش تحت سيطرتها، من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
رابعًا، كانت الحياة اليهودية المؤسسية في الشتات لأكثر من نصف قرن ،تركز على دعم إسرائيل. وبالتالي، فإن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) يخدم أغراض المنظمات اليهودية الرئيسية بشكل جيد، خاصة عندما يتعلق الأمر برقابة خطاب وسائل الإعلام والمجالات الثقافية وكذلك في الكلية والحرم الجامعي. في هذا الصدد، ليس من المستغرب بشكل خاص أن 145 منظمة تمثل الجماعات الصهيونية اليمينية المؤسسية ارسلت رسالة إلكترونية إلى مجلس إدارة Facebook ، يدعوها إلى تبني تعريف IHRA بشكل كاملا ك"حجر الزاوية لسياسة خطاب الكراهية في Facebook بخصوص معاداة السامية ".
https://www.stopantisemitism.org/open-letter-to-fb

خامساً، في حين أن وثيقة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) تصف التعريف بأنه "غير ملزم" من الناحية القانونية،وبالتالي فهي غير قادرة على خنق حرية التعبير والحرية الأكاديمية, الا انه يسوّق باعتباره ذا صلة خاصة باجهزة تنفيذ القانون وب-تدريب جهاز الشرطة".
The Mengele Squad
What is the connection between the occupation and references to the Holocaust in IDF slang?
https://www.haaretz.com/1.5119819
وبالتالي فإن تأثير الوثيقة واضح: إن الزعم بكون التعريف "غير ملزم" يؤطر التعريف على أنه "غير خبيث" ويشتت انتباهنا عن حقيقة استخدامه لمراقبة وحتى تجريم الكلام النقدي. السبب النهائي والأكثر أهمية من نواح كثيرة لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست انه يسمح باعتماده على نطاق واسع من قبل الساسة المحافظين وحتى المعتدلين لإسكات وتهميش الأصوات التقدمية ضد االعنصرية والفقر وأزمة البيئة والحروب والرأسمالية المتوحشة. نجح الفلسطينيون في عولمة نضالهم من أجل تقرير المصير، ولقد دافع التقدميون من مختلف المشارب عن قضيتهم على مر السنين. ومع ذلك، إذا كان ناشطو Black Lives Matter, والناشطون من السكان الأصليين, أو الناشطات النسويات, وناشطو البيئة, الذين كلهم يدعمون القضية الفلسطينية, بينما ينتقدون إسرائيل، يمكن اتهامهم بمعاداة السامية، والتي يمكن، في الواقع، ان تنزع الشرعية عن القضايا التقدمية الأخرى لهؤلاء الناشطين.

يدعمون صفقة الشيطان
حقيقة أن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) يتم استخدامه كسلاح لقمع مجموعة متنوعة من القضايا التقدمية وكأداة لمعاقبة النشطاء الذين رفضوا ايقاف دعمهم للقضية الفلسطينية واضح أيضًا في الحرم الجامعي. إذا كان مقال رأي في " داخل التعليم العالي" على وجه التحديد استشهد بتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) بكونه "عظيم ... ومتوفر على اوسع نطاق" للتدريس حول معاداة السامية في الجامعات، فانه في الحقيقة يهمش الطلاب اليهود المعنيين بالعدالة الاجتماعية.

راخيل سيلفرمان، المنظم المحلي للمجموعة "اليهودية بشروطنا" (المعروفة الى وقت قريب باسم Open Hillel)
Judaism On Our Own Terms
https://www.facebook.com/judaismooot/
أوضح لنا، "الموقف الرسمي ل Open Hillel هو ضد أي تعاون مع معادي الصهيونية أو داعم لـ BDS (المنظمة المعادية لسياسات اسرائيل والتي تعتبر معادية للسامية حسب IHRA) داخل الحرم الجامعي أو خارجه وتمنع الطلاب اليهود من العمل
مع قوى تعمل من اجل العدالة الاجتماعية والعرقية و عبر الأديان ، بما في ذلك الجماعات اليهودية التقدمية, لا يمكننا العمل ضد تفوق البيض أو الانخراط مع مجموعات التضامن الاسود- الفلسطيني لأن هذه المجموعات تدعم حركة مقاطعة اسرائيل على الرغم من أن العديد من الطلاب اليهود يدعمون حركة المقاطعة أيضًا".
We are Jews Fighting For Our Future — a new campaign
https://medium.com/ifnotnoworg/we-are-jews-fighting-for-our-future-a-new-campaign-170311747421

ومع ذلك، في نهاية المطاف، لا يتم نشر تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست كسلاح فقط ضد التقدميين، لكنه يسمح أيضًا لإسرائيل بإقامة تحالفات مع مناهضي السامية. في الواقع، يمكن النظر إلى التعريف على أنه يلعب دورًا في تحقيق رغبات تيودور هرتزل، التي تم التعبير عنها في 12 حزيران (يونيو) 1895 ، في دفتر اليوميات ، حيث تشير إلى أن دولة يهودية ستقود معاداة السامية إلى "أن يصبح معادو السامية أكثر أصدقاءنا الذين يمكن الاعتماد عليهم. الدول المعادية للسامية هي حليفاتنا" The anti-Semitic countries our allies.”
The Complete Diaries of Theodor Herzl, Volume 1
https://books.google.at/books?id=s3_iAAAAMAAJ&q=our+most+dependable&re-dir-_esc=y

انتقاد إسرائيل يصبح العلامة الأساسية لمعاداة السامية، ثم بلا شك يعتبر دعم الإنجيليين الأمريكيين لإسرائيل نعمة حتى وان الصور النمطية المعادية لليهود لا تزال سائدة في صفوفهم,
Anti-Semitic Beliefs Grow Among Evangelicals
https://forward.com/fast-forward/430142/anti-semitic-beliefs-grow-among-evangelicals/

في حين أن تحالف إسرائيل مع الحكومات الأوروبية غير الليبرالية والمعادية للسامية (خاصة المجر
A Friend to Israel, and to Bigots: Viktor Orban’s ‘Double Game’ on Anti-Semitism
https://www.nytimes.com/2019/05/14/world/europe/orban-hungary-antisemitism.html
وبولندا)
ANTISEMITISM CREEPS BACK AS HUNGARY AND POLAND FAIL TO DRAW RED LINES
https://balkaninsight.com/2020/09/11/antisemitism-creeps-back-as-hungary-and-poland-fail-to-draw-red-lines/
يعتبر محللا "كوشير" أخلاقيا.

على الرغم من العمل المتواصل للوبي الموالي لإسرائيل والحكومة الإسرائيلية, هذا النوع من صفقة الشيطان لن يفيد اليهود في نهاية المطاف، ولا سيما المتواجدين في الشتات. فقط النقاش الأكثر صدقًا وحيوية حول إسرائيل والصهيونية، في الحرم الجامعي وكذلك على نطاق أوسع ، سوف يضمن للطلاب اليهود والمجتمع اليهودي الأوسع حماية حقًة بالضد من معاداة السامية, وسيمكنهم ذلك المشاركة الكاملة في النضالات من اجل العدالة الاجتماعية والعرقية والاقتصادية والمناخية في عصرنا هذا.