دريّة شفيق و نوال السعداوي : مجد البطولة الفريدة لنساء مصر التقدميات


حسين علوان حسين
2021 / 3 / 22 - 19:06     

في يوم عيد النوروز لهذه السنة ، فُجع العالم التقدمي بوفاة بطلة مصر الفذة في كل شيء : الدكتورة نوال السعداوي (1931-2021) ؛ مثلما سبق له و أن فًجع صامتاً بتاريخ 20 تشرين الأول عام 1975 بإجبار نظام العسكر المتخلف و المتسلط على رقاب المصريين شريكتها في البطولة المصرية الفذة في كل شيء على مغادرة الحياة : الدكتورة دريّة شفيق (1908-1975) ، الحاصلة على أول شهادة دكتوراه عربية في فلسفة الآداب بدرجة مشرّفة من جامعة السوربون بباريس عام 1940 . و لئن أسدل الموت ستاره الأخير على عينيهما الشجاعتين المعذبتين بالعسف الذكوري المستدام ، فلن يمكن للتاريخ الوفاء بحق لعظمة البطولة الجبارة و للإنجازات الفذة التي حققتها كل واحدة منهما للمرأة في مصر و للعالم العربي و للبشرية جمعاء .
ما الذي جمع بين هاتين البطلتين المصرتين ؟ الذي جمعهما إنما هو وعي الحقائق الاجتماعية العارية و ضرورة الجهر بها بكل شجاعة لكون الحق يعلو و لا يعلى عليه ، و ليكن بعدها ما يكون !
و لكن وعي الحقائق الاجتماعية محتاج للعقول الكبيرة ؛ و لقد وُهبت كل منهما عقلاً نفاذاً ، يعاضده جمال الروح الآسر .
بعد إنهاء البطلة دريَة شريف المرحلة الابتدائية في المدرسة الفرنسية بالإسكندرية ، تم رفض قبول مواصلتها الدراسة الثانوية لمجرد كونها امرأة ، فأخذت على عاتقها دراسة المناهج الفرنسية الرسمية لتلك المرحلة بنفسها ، و اجتازت امتحاناتها النهائية بتفوق مشهود و ذلك قبل الموعد المحدّد لها ، لتحصل بعدها على بعثة حكومية لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون في باريس ، فتنال منها على درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1940 في موضوع جريء و راهنيته حيوية جداً ألا و هو : "المرأة في الإسلام".
عند عودتها من فرنسا لبلدها مصر ، رفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في الجامعة بجريرة "جمعها بين الحسنيات الثلاث" : "امرأة و جميلة و واعية" . و بمواجهة هذا العسف الصارخ للمجتمع الذكوري ، فقد كرست دريّة شفيق كل وقتها للنشاط المجتمعي في تحرير المرأة المصرية ، و أصدرت مجلة "بنت النيل" : أول مجلة نسوية ناطقة بالعربية وموجهة لتوعية المرأة المصرية بعيداً عن الفوقية النخبوية . و في عام 1948 ، أسست "اتحاد بنت النيل" ، و هي الحركة النسوية التي رفعت شعار : "التحرر الكامل للمرأة المصرية" ، و أدارت برامج ناجحة جداً و مدروسة بعناية لتقديم المساعدات للعاملات المحتاجات مع افتتاح كافتيريا بأسعار مخفضة ، و أنشأت مكتباً لتشغيل طلبة الجامعات ، و نادياً لتقديم الحفلات الثقافية للشباب و الندوات التوعوية للمرأة ، علاوة على فتح الفصول لمحو أمية بحي بولاق في القاهرة ، و إخراج المسرحيات النسائية المكرسة للمطالبة بالحقوق السياسية . و من أقوالها الشهيرة و الرائعة في تلك الفترة قولها : "لن يقرّ أحد بحرية المرأة إلا المرأة نفسها . قرّرت أن أقاتل حتى آخر نقطة دم لكسر القيود المفروضة على النساء في بلادي" . علماً بأنها دأبت طيلة حياتها على نشر المقالات و النظم الشعري باللغتين العربية والفرنسية،
و يمكن اعتبار "اتحاد بنت النيل" أول و آخر تنظيم نسوي جماهيري صميمي خالص لحد الآن ناضل لتحرير المرأة باستقلال تام عن السلطة و الأحزاب السياسية و كان أنجحها في تحقيق الانجازات الملموسة للمرأة على الأرض . ففي ، يوم 19 شباط من عام 1951 ، قادت دريّة شفيق تظاهرة من (1500) امرأة اقتحمت بناية البرلمان المصري الذي كان يضم رجالاً فقط ، و لم تقبل مغادرته قائلة : "نحن هنا بقوة حقنا" إلا بعد أن سلمت لرئيس البرلمان عريضة بمطالب الحركة : منح السيدات الحق في التصويت وتولي المناصب السياسية و المساواة في الأجور وإصلاح قوانين الزواج و الطلاق. و منذ تلك التظاهرة الباهرة فقد تبوأت درية شفيق موقعاً متميزاً بين أكثر النساء تأثيراً في تاريخ العالم العربي . و ضمن إطار المساهمة في حملات أحرار الشعب المصري للاستقلال عن بريطانيا ، قادت دريّة شفيق في كانون الأول عام 1952 مجموعة من أعضاء حركتها لإغلاق بنك "باركليز" باعتباره أحد رموز الاستعمار البريطاني ، لتتدخل الشرطة وتفرّق المتظاهرين .
بعد إسقاط العسكر للنظام الملكي عام 1952 ، و منعهم كل نشاط حزبي و مجتمعي مستقل منظم ، لم يُسمح للنساء بالتصويت ولا المشاركة في الجمعية التأسيسية ، بل تم تشكيل لجنة من الرجال فقط – كما لو كان الشعب المصري كله من الذكور فحسب - لإعداد دستور مصري جديد عام 1954 . عندها أعلنت دريّة شفيق مع مجموعة من مناضلات حركتها الاضراب عن الطعام حتى "النفس الأخير"، لتشكّل أخبار إضرابهن البطولي العناوين الرئيسية في الصحف العالمية. و قتها ، كتبت درية شفيق لراس السلطة تقول له : "نحن مقتنعات بأن النساء اللواتي يشكلن أكثر من نصف الأمة المصرية يجب ألا يخضعن، بأي ثمن، لدستور لا يلعبن أي دور في وضعه" . و بعد عشرة أيام من الإضراب عن الطعام ، تم إدخالها إلى المستشفى بسبب تدهور حالتها الصحية ، لتتلقى وعداً عرقوبياً من الرئيس بالوكالة بحصول النساء على "حقوق سياسية كاملة". مع ذلك و بفضل نضالات "اتحاد بنات النيل" ، فقد حصلت المرأة المصرية على الأقل على حق الانتخاب والترشح للمرة الأولى في دستور عام 1956 .
أما أشرس نضال غير متكافئ خاضته البطلة العنيدة دريّة شفيق فقد كان ضد الحكم الدكتاتوري الناصري في عام 1957 عندما بدأت إضراباً آخر عن الطعام إثر مظاهرة ضد احتلال الكيان الصهيوني لسيناء و ضد ما شخصته بصواب بأنه "الحكم الديكتاتوري للسلطات المصرية والتي تدفع البلاد نحو الإفلاس والفوضى". عندها أمر جمال عبد الناصر بوضعها تحت الإقامة الجبرية وعزلها عزلة تامة بحجرها في منزلها ، ليستمر بلا انقطاع حتى بعد وفاته طوال 18 سنة أمضتها بالقراءة والكتابة الشعرية و الترجمة ، حيث ترجمت القرآن للفرنسية و الإنجليزية . و لقد حرص جمال خلال سني تغييبها القسري على إقفال مجلتها النسوية ، و أصدر أمراً بمحو اسمها من وسائل الإعلام و الكتب ، فيما حرّك كلابه المأجورين لتسميتها بـ"الخائنة"، و اتخذ كل ما يلزم "حسب الأصول" ليقلب نساء اتحادها المناضل ضدها . كما عمّق جمال عبد الناصر جرائمه البشعة ضدها بعد عشر سنوات على الحجر عليها عندما أمر بسجن زوجها الدكتور شفيق نور الدين رجائي - والد ابنتيها عزيزة وجيهان - لأشهر عديدة لاتهامه زوراً و بهتاناً بـ "التحضير لعمل تخريبي" . ثم أُبعده عن مصر و وضع اسمه على لائحة الممنوعين من دخول البلاد ، مع اجباره على تطليق زوجته عام 1967 . و علاوة على كل جرائم عبد الناصر الجبانة هذه ضدها و ضد عائلتها ، و مع استمرار الحجر الظالم عليها إلى أجل غير مسمى ، فقد وجدت جثة الدكتورة درية شفيق ملقاة على الشارع مرماة في ظروف غامضة من الطابق السادس لعمارة شقتها بحي الزمالك في 20 أيلول من عام 1975 لتستشهد على محراب تحرير المرأة المصرية . و لعل أعدل قول فيها هو ما كتبته الناشطة النسوية فاطمة عبد الخالق في "الأهرام" بعد مضي عقود على استشهادها : "كان هناك وقت ، كانت فيه درية شفيق الرجل الوحيد في مصر… لقد استطاعت منذ عام 1957 أن تخبرنا أننا في طريقنا إلى الديكتاتورية ، لكن للأسف كنا مجموعة حمقى غاضبين" .
في إحدى قصائدها ، تكتب الدكتورة دريّة شفيق حواراً بينها و بين أبو الهول ، و تسمعه و هو يقول لها :
"أنت وحدك تعرفين
أنت وحدك تستطيعين
أنت وحدك ترغبين
أنت وحدك تجرؤين…"

أما صنوها البطلة الفذة الدكتورة نوال السعداوي فقد كان لسان حالها إزاء نباح كلاب الظلامية المصرية غير المنقطع ضدها ينطق بمقولة الجواهري الخالدة : "باقٍ و أعمار الطغاة قصار" .
جمعت الفقيدة نوال السعداوي بتميز فريد بين ممارسة الطب الباطني و النفسي و كتابة القصص القصيرة و الرواية و المسرحية و كتب المذكرات الشخصية و المنقولة و كتب عن الحيف اللاحق بالمرأة و القمع الأسري و خصوصاً ظاهرة ختان الإناث الفاشية في مصر و تأسيس المجلات الصحية الجمعيات النسوية و جمعيات الدفاع عن حقوق الأنسان و النشاط النقابي و الثوري . و قد زاد عدد مؤلفاتها المنشورة على أربعين كتاباً ، ترجم العديد منها إلى مختلف اللغات .
درست نوال السعداوي الطب في جامعة القاهرة التي تخرجت منها عام 1955 ، و تخصصت في الأمراض الصدرية ؛ فبدأت حياتها المهنية كطبيبة صدرية في مستشفى القصر العيني ليتحول بعدها اهتمامها إلى الطب النفسي . تم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتنال درجة الماجستير في علوم الصحة من جامعة كولومبيا في عام 1966 .
في عام 1981 ، ساهمت بتأسيس مجلة نسوية اسمها "المواجهة" ، فأصدر عليها السادات حكماً بخطاب رئاسي في 6 أيلول من نفس العام بالسجن ثلاثة شهور . لنستمع إلى مقالة الغارديان اللندنية في هذا الموضوع بتاريخ 12 تشرين الأول / 2015 :
"طوال الوقت ، استمرَّت في الكتابة – نَشَرَت "امرأة عند نقطة الصفر" عام 1973 ، و "الوجه الخفي لحواء" عام 1977– و استمرت الدولة في جعل حياتها أصعب . كان لا مفر من أن يصلوا إليها ، وقد فعلوا :
"كان ذلك في 6 تشرين الأول 1981. كنت بشقتي القديمة بالجيزة ، وحدي . كان الأطفال مع والدهم في القرية . كنت أكتب في رواية عندما سمعت طرقات على الباب ، ثم كلمات : "افتحي الباب ، ألم تستمعي إلى خطاب الرئيس الليلة الماضية ؟ نحن الشرطة“ . يبدو أن السادات قد أعلن أنه يجب القبض على 100 من المعارضين ، يجب أن ”يحطموا“. حاولت السعداوي البقاء هادئة . ”كنت مرعوبة ، قلبي كان يدق بعنف ، لكنني عنيدة جداً . سألت إن كان معهم تصريحاً ، وأخبروني أنهم لا يمتلكون ، فأجبت بأنني لا أستطيع فتح الباب. اختفوا لمدة ساعة. ارتديت حذائي ، و جلبت مفاتيحي و حقيبتي، و كنت مستعدة . عندما عادوا مرة أخرى ، كسروا الباب ، 30 شخصاً، شديدو الهمجية. دفعوني أمامهم إلى الشارع ، و تواجدت 10 سيارات شرطة . كنت قادرة على رؤية الجيران يطلون من نوافذهم ، جميعهم خائفون.“
وفي السجن، تشاركت الزنزانة مع 12 سيدة : منهن ماركسيات ، وإسلاميات. ”كنّ يبكين ليلاً ونهاراً ظناً أن السادات سيقتلهن . لكنني كنت واثقة من نفسي . كل صباح، أقوم بتماريني الرياضية . رقصت و غنيت . و حصلت على قلم عيون من إحدى العاهرات التي جاءت بصحبة السجان لإحضار الإفطار ، و كتبت به مذكراتي على ورق تواليت.“
امتلكت شعوراً بأن كل شيء سيكون على ما يرام – وثبت ذلك . في السادس من أكتوبر، أغتيل السادات . ”علمنا بحدوث ذلك ، لأننا هرَّبنا إلى داخل الزنزانة راديو صغير . عند سماعنا للخبر ، ركعت الماركسيات وصلّين ، و المرأة الإسلامية المتعصبة التي تعتبر الرقص من المحظورات خلعت حجابها ورقصت . لكن كان يجب علينا التظاهر بعدم معرفتنا لشئ أمام الحراس. كان علينا التصرف على طبيعتنا وإخفاء الفرحة.“
"وبعد أربعة أسابيع، كانت أمام الرئيس الجديد .
”فجأة ، كنت أمام مبارك . دعا بعض منا إلى قصره : اختار 20 ، من بينهم سيدتين . كنت إحداهن ، و الأخرى كانت متدينة . اعتقدت أنهم ينقلونني إلى سجن آخر. لم يخبروني بأنه سيتم إطلاق سراحي . جلس معنا لساعتين ، ثم أخبرنا أننا يمكننا الذهاب إلى منازلنا . لكنني كنت غاضبة جداً. قلت إنني سأقاضي الحكومة . لا يمكنك احتجاز امرأة لثلاثة أشهر دون ارتكاب جريمة و هي لا تعرف ما حدث لزوجها أو أبنائها ، و إبقائها في ظروف لا تستطيع الحيوانات حتى تحمّلها ، ثم بعد ذلك تقول : إذهبوا إلى منازلكم . لا ، يجب أن تكون مسؤولاً . كنت المواطنة الوحيدة التي قاضت الحكومة ، و ربحت القضية و ملايين الدولارات ، بالرغم من أنني لم أر هذه النقود أبداً.“
ماذا حدث بعد ذلك ؟ تحرك كتفيها بلا مبالاة وتتحدث ”استمريت كما كنت. كتبت بالتحديد ما أردت.“
المصدر :
https://web.archive.org/web/20160921052947/http://zahma.cairolive.com/?p=35102
و بسب كتاباتها التقدمية فقد رُفعت العديد من القضايا ضدها من قبل المحامين من قوّادي الدينجية المتطلعين للشهرة الزائفة للتفريق بينها وبين زوجها بتهم الردة و ازدراء الاديان ، كما هُددت بالموت ضمن "القائمة السوداء للجماعات الظلامية" ، الأمر الذي اضطرها للسفر خارج مصر عام 1988 للتدريس في أرقى الجامعات الأمريكية ، و لم تعد إلى مصر إلا بعد 8 سنوات ، أي في عام 1996 .
و عندما تفجرت ثورة يناير الشعبية عام 2011 ، كانت الدكتورة نوال من ضمن حشود المتظاهرين المتجمهرين في ميدان التحرير حيث طالبت بإلغاء التعليم الديني في المدارس .
و من أقوالها المأثورة :
• "إن جذر اضطهاد المرأة يرجع إلى النظام الرأسمالي الحديث و الذي تدعمه المؤسسات الدينية " .
• "الدين هو تجسيد للعنصرية . كل الآلهة غيورين . يُقتل الناس لأنهم لا يصلّون إلى الإله الصحيح".
• "تقبيل الحجر الأسود والطواف حول الكعبة أفعال وثنية".
• "تهمة "ازدراء الأديان" مزيَّفة ومسيَّسة وسبوبة لهواة الشهرة" .
• "المرأة مقهورة في جميع الأديان" .
• "كل نظام سياسي يفسر الدين كما يشاء" .
• "إن تعدد الزوجات يخلق الكره بين الأطفال والزوجات كما يزيد من الحوادث ، و أن تعدد الزوجات كذب وليس بالقرآن وبلاد عربية مثل تونس منعته " .
• "الجنس عادة وتعود والمثلية لها أسبابها جزء منها وراثي بجانب التربية والخوف، والأمر يتطلب تحليله وإرجاعه لأسبابه الاجتماعية والبيولوجية وليس وضعهم في السجون، لأن هذا ليس الحل، ولازم يكون فيه حرية، فالمجتمع والدين لا دخل لهم بالجنس. لم نتربى على حرية الجنس ، و العلاقات الجنسية شخصية" .
• إن غزو أمريكا لأفغانستان هي " حرب لاستغلال النفط في المنطقة " ، و أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية و دعمها لإسرائيل هو "الإرهاب الحقيقي" ، وأن "المساعدات الأمريكية" غرضها "إبقاء المصريين في حالة فقر وعوز دائم" .
و لقد وجدت الفقيدة في موقع "الحوار المتمدن" الأغر فضاءً فسيحاً للنشر من قلمها السيال منذ 2004 / 12 / 25 ، فبلغت عدد مشاركاتها لموقعها الفرعي فيه (459) موضوعاً متنوعاً بين السياسة و الأدب و حقوق الإنسان و قضايا المرأة ، و كان تاريخ آخر مشاركة لها فيه بعنوان : "الدكتورة نوال السعداوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول : المرأة العربية ، آفاق التغيير و معوقاته" و الذي لم يكتب لها القدر اتمامها .
لقد ماتت الدكتورة المناضلة نوال السعداوي و القلم الحر بين أناملها الثورية التقدمية العنيدة .