العراقيون المتأمركون والتحف الفخارية (الثمينة)!


طلال الربيعي
2021 / 3 / 21 - 02:25     

كتب السيد فالح مهدي مقالا يتساءل فيه
-هل لنا ان نناضل على نحو آخر؟-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712830
ولأنه غلق باب التعليقات, فاني مجبر على التعليق هنا.

وفيه يقول:
-في رسالة بعثها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الى الرئيس بوش في عام 2002، تتضمن تحذيرا ذكياً لعواقب تلك المغامرة المجنونة التي لم تربح منها الولايات المتحدة،-
والكاتب لم يذكر لنا المصدر الناشر للرسالة. ولكننا نذكر مصدرا يقول شيئا معاكسا بالضبط! فكولن باول لم يكن عبدا ولكنه تصرف كعبد للمؤسسة وماكنتها الجهنمية. ولا ادري كيف يترجم صديق الكاتب الضليع بالإنكليزية هذا الكلام
The evidence is irrefutable: Powell consciously deceived the world in his 2003 presentation making the case for war with Saddam Hussein.
ولكن ترجمتي هي:
-الأدلة التي لا يمكن دحضها: باول خدع العالم عن قصد في عرضه الذي قدمه عام 2003 شارحا فيه قضية الحرب مع صدام حسين-
LIE AFTER LIE: WHAT COLIN POWELL KNEW ABOUT IRAQ 15 YEARS AGO AND WHAT HE TOLD THE U.N.
https://theintercept.com/2018/02/06/lie-after-lie-what-colin-powell-knew-about-iraq-fifteen-years-ago-and-what-he-told-the-un/

والكاتب يشّبه مسؤولية (!) الولايات المتحدة عن اصلاح خراب احتلاله للعراق ب fix it ,كما لو إن العراق معرض لبيع -التحف الفخارية الثمينة-, على حد تعبير الكاتب (الثمينة!؟, واكثر من ثلث العراقيين يعيشون قي حالة مزرية و تحت خط الفقر ولا يعرفون كف يسدون رمق جوعهم, ناهيك عن التفكير في التحف الفخارية الثمينة او غير الثمينة!)
https://www.alaraby.co.uk/%D8%AB%D9%84%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1

ويضيف كاتب المقال
‎-في عام 1952، كان هناك معرض لبيع التحف الفخارية الثمينة في ميامي. وضع مدير ذلك المعرض هذا الشعار "إذا كسرتها، يعني قمت بشرائها If you break it you have bought it.
‎هذا الشعار التجاري الذي يتفق مع السلوك والثقافة الأمريكية دخل عالم السياسة في سبعينيات القرن الماضي ونجد أثراً له في فترة الرئيس كارتر (1977-1981).- (هل لفتت انتباهكم عبارة -السلوك والثقافة الأمريكية-؟ ارجو ان تكون فعلت هذا!)


وحسب نظرية -التحف الفخارية الثمينة-, يقول الكاتب
-لا نحتاج الى رفع السلاح بوجه هؤلاء القتلة والمجرمين (الإيرانيين .ط.ا). الطريقة الأمثل في تقديري تتمثل بخروج عدد من العراقيين ممن يعيش في الولايات المتحدة برفع شعار واحد وباللغة الإنكليزية- (أليس الأفضل بالإسبرانتو كاللغة العالمية!؟)
You break It You fix it(كسرتها، عليك بإصلاحها )-

وجسب دراسة اشهر مجلة عالمية في الطب قاطبة The Lancet, أن حوالي 600000 عراقي قتلوا في أول 40 شهرًا من الحرب والاحتلال في العراق, إلى جانب 54000 من غير العراقيين.
Iraqi deaths survey was robust
http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_politics/6495753.st
ولا بد ان العدد سيكون اكبر بكثير اذا اعتبرنا الفترة اللاحقة للدراسة.
واني لا افهم كيف يقارن العراقيون المتأمركون الضحايا من بنات وأبناء بلدهم ب -تحف فخارية ثمينة- ( ثمينة كثمن الضحايا أم اكثر إن كان للضحايا ثمنا!؟ يا لبؤسكم ايها العراقيين المتأمركين!)

وكيف سيكون شكل ال fix هذا؟ هل تستطيع الولايات المتحدة, مثل رب العالمين, بعث الحياة في الأموات؟ ولماذا يعتقد العراقيون المتأمركون ان الولايات المتحدة مهتمة باصلاح اوضاع العراق؟ هل هو جنون العظمة من جانبهم , ام لسواد عيون العراقيين؟

وهؤلاء العراقيون بتحدثون عن fix اوضاع العراق وكأن العراق جهاز عاطل او سيارة عاطلة تستدعي التصليح حسب قوانين وآليات علم الميكانيكا الامريكانية! مقدار السذاجة والوقاحة هنا لا مثيل لهما! ولو قرء هؤلاء العراقيون اصحاب شعار ال fix تاربخ الدولة التي يقطنون فيها لاكتشفوا انها قتلت عشرات الملايين من سكان امريكا الاصليين, فلماذا ستكترث لسكان العراق إذن؟ فحسب هذه الدراسة الاكاديمية الصادرة من جامعة
University of Houston-Downtown
Estimating the Loss of Life in
the Indigenous Holocaust, 1492-Present
appears to be about 175 million.
175 مليون ضحية من السكان الاصليين قتلوا على يد الرجل الابيض الذي غزا امريكا-الولايات المتحدة. ويضيف التقرير
By any reckoning, the Indigenous Holocaust in the Western Hemisphere was, as
Stannard has pointed out, “the worst human holocaust the world had ever witnessed.” No
words´-or-numbers can adequately convey the scale of the horror and tragedy involved in
the greatest sustained loss of human life in history
وهي جريمة تقزّم حتى جرائم النازيين في معسكرات الاعتقال!
Counting the Dead: Estimating the Loss of Life in
the Indigenous Holocaust, 1492-Present
https://www.se.edu/native-american/wp-content/uploads/sites/49/2019/09/A-NAS-2017-Proceedings-Smith.pdf

ولكن اصحاب شعار fix ونظرية -التحف الفخارية الثمينة-, يبدو انهم لا يطالعوا الصحف والمجلات ولا يقرؤوا التقارير. فالقراءة لا تتفق مع, على حد تعبير الكاتب, -الشعار التجاري الذي يتفق مع السلوك والثقافة الأمريكية-!

يقول هذا التقرير:
-العراق هو المثال المثالي لانعدام الأمن المادي والسياسي والاقتصادي ، حيث يظهر خسائر مذهلة ومستمرة في الأرواح وفقدان الحرية وفقدان الموارد. كدولة ضعيفة، يواجه العراق تهديدات أمنية ليس فقط من الخارج، ولكن أيضًا من الداخل، حيث تحاول النخب الحاكمة إقامة حكم دولة فعال وإثارة الاحتجاجات والتمرد.
ساهم انفتاح الاقتصاد العراقي على الاستثمار الأجنبي في تكوين اقتصاد بائس ودولة فاشلة.
على الرغم من إعلانه الديمقراطية، فإن العراق يفتقر إلى الأمن. لقد أدى عنف النظام إلى ظلم اجتماعي واقتصادي، وصدمات جسدية ونفسية، وتمرد، ومكافحة التمرد، والتشرذم والعنف الإجرامي اليومي وانعدام الأمن في جميع القطاعات: الغذاء ، والصحة ، والمجتمع ، والأمن الاقتصادي والسياسي والشخصي. من خلال توجيهات ومساعدة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اتبعت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سياسات اقتصادية ليبرالية جديدة أدت إلى تفاوتات كبير في الدخل وتركيز للثروة بين النخبة السياسية الصغيرة.-
ساهم انفتاح الاقتصاد العراقي على الاستثمار الأجنبي في انتاج اقتصاد بائس ودولة فاشلة، وفقر جماعي وبطالة بين الشباب، وحكومات عراقية فاسدة، وتزايد استياء السكان.
اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة بشكل منتظم في العراق منذ عام 2015 ، لكن احتجاجات سبتمبر 2019 - مارس 2020 هي الأكبر والأكثر دموية. لمدة سبعة أشهر، خرج المتظاهرون إلى الشوارع في البلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بالوظائف والخدمات الأساسية ووضع حد للفساد. وقتل المئات من الشباب وأصيب آلاف آخرون في اشتباكات مع قوات الأمن. إن قتل المدنيين على أيدي القوات الحكومية ليس بالأمر الجديد في العراق؛ منذ أن أصبحت العراق دولة "ديمقراطية" في عام 2005، قتلت الدولة حوالي 6000 مدني.
إن رسم خارطة للصراع وضحاياها يمكن أن يغير فهمنا لهذه الحرب وأي حرب، من حرب محررة إلى الديمقراطية وانتصار التدخل، إلى حرب الهيمنة والقمع وقتل الأبرياء بلا رحمة.-
Casualties of ‘war on terror’ in Iraq: life, security and liberty
https://www.opendemocracy.net/en/north-africa-west-asia/casualties-of-war-on-terror-in-iraq-life-security-and-liberty/

وشعار العراقيين المتأمركين هو
fix it
والنظرية التي -يناضل!- بموجبها العراقيون المتأمركون هي
نظرية -التحف الفخارية الثمينة-!

والكاتب يقول -إيران هؤلاء الدجالين-! هل كل شعب ايران دجال؟ كيف, وهي بلد ذات عمق حضاري لآلاف السنين؟ وهل بعتبر الكاتب من يناضل ضد نظام الملالي أيضا -دجالين-؟ واذا لم تكن هذه عنصرية, فما هي العنصرية اذن؟

فهل علينا ان نضحك ام نبكي يا أيها العراقيين المتأمركين!؟ ولماذا تغلقون باب التعليقات, يا أيها العراقيين المتأمركين, رغم تشدقكم بالديموقراطية واعتباركم أمكم الحنون زعيمة -العالم الحر-!؟