لنكسر القيود ! و لنطلق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة ! عالم آخر يولد – يمكن و يجب أن نغيّر كلّ شيء !


شادي الشماوي
2021 / 3 / 17 - 22:59     

جريدة " الثورة " عدد 691 ، 15 مارس 2021
مجموعة البيان الشيوعي الثوريّ ( أوروبا )
https://revcom.us/a/691/rcmg-europe-break-the-chains-unleash-fury-of-women-for-revolution-en.html

يحتلّ يوم المرأة العالمي 2021 مركز الأحداث في 8 مارس إذ تصدر عنه صرخة قتال عبر العالم في سبيل كنس كلّ ما يستعبد النساء – وهو أم جوهريّ بالنسبة إلى النضال من أجل مجتمع إنساني عالمي قائم على أسس جديدة .
لقد صار القوّة الجبّارة للنساء المتمرّدات ضد البطرياركيّة بديهيّة في كلّ مكان . و من الأمثلة الملهمة تمرّد النساء في شوارع إيران متحدّيات الدكتاتوريّة الشرسة للدولة الأصوليّة الإسلاميّة ، جمهوريّة إيران الإسلاميّة حتّى في سجونها الخاصة و قاعات تعذيبها ؛ و معارك النساء البطوليّة للنساء في قلب أوروبا العلمانيّة " الحديثة " . هناك عاصفة تتجمّع تعبيرا عن غضب النساء . و تجسّد النساء في بولونيا معارضة مصمّمة لحزب ككزنسكى " القانون و العدالة " الذى ما إنفكّ يسعى إلى تكريس برنامج دكتاتوريّة أصوليّة تيوقراطيّة دينيّة ببطرياركية فتّاكة و كلّ التقاليد و القيم التقليديّة ، ساحبا حقّ الإجهاض لضمان الأمومة افجباريّة و خضوع النساء للرجال و للكنيسة الكاتوليكيّة .
في كلّ مكان الذكوريّة المناضلة التي تمثّل نموذج الحركات الفاشيّة البطرياركية مرتبطة بألف خيط و خيط بالقوميّة الوطنيّة الرجعيّة العدوانيّة – رأس القوميّة و رأس العائلة يدمجان في حزمة رجعيّة هي قوّة شبكة لدي النظام الرأسماليّ- الإمبريالي نفسه . و حزب AFD الألماني يُحيى عمليّا البرنامج البطرياركي النازيّ لكندر و كوش و كرش و الشوفينيّة العدوانيّة و كره الأجانب و لهذا صدى حول القارة ، من الجبهة الوطنيّة المعاد وسمها إلى أنصار خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي [ البريكسيتيّون [ العدوانيّين. ما تشترك فيه القوى الرأسماليّة – الإمبريالية الغربيّة التي فات أوانها و القوّات الفاشيّة التي تضمّها إلى صدورها مع القوى الأصوليّة الدينيّة التي فات أوانها في العالم الثالث – سواء كانت في السلطة مثل جمهوريّة إيران الإسلاميّة أو القوى الجهاديّة الأخرى كداعش و غيرها – هو النظرة و تكريس كره النساء العنيف و إخضاعهنّ بعنف و تجريدهنّ من إنسانيّتهنّ بهدف الحفاظ على النساء مقيّدات. و الحملة السياسيّة فطلاق سراح المساجين السياسيّين و المقاتلات السجينات في إيران جبهة قويّة من النضال ضد الصلة المعزّزة بشكل قاتل لفارضي الإضطهاد البطرياركي .
Burn the Cage, Free the Birds @burn_the_cage Instagram[ أنظروا " أحرقوا القفص ن أطلقوا سراح العصافير " على أنستاغرام]
لقد مثّلت الهزيمة الإنتخابيّة لنظام ترامب / بانس و فشل الإنقلاب الذى نظّمته القوى المساندة له مبعثا للإرتياح على أنّ ذلك لا ينبغي أن يخدع أيّ شخص فيجعله ينام هنيئا فالفاشيّون تشجّعوا و باتا حتّى أكثر تصميما على فرض برنامجهم لتفوّق الذكور و تفوّق اللبيض و الوطنيّة المعادية للمهاجرين و شيطنة المتحوّلين جنسيّا و " الحقّ " الإمبراطوري للتحكّم في مصير الآخرين بالقوّة ، ما يمدّ القوى الفاشيّة القريبة منها بالجسارة في أوروبا و غيرها من الأماكن . و يغدو هذا بديهيّا في التهديد و التأثير المتصاعدين للقوى الفاشيّة بأنّ يحتلّوا المسرح السياسي و يتسرّبوا عميقا ى هياكل الدولة و البرلمانات و القوّات المسلّحة كما كُشف بصفة ملائمة في ألمانيا التي تزعم أنّها المسيّر " الممكن " لعصابة الإتّحاد الأوروبي من القوى الإمبرياليّة .
للمقاومة و التمرّد أهمّية حيويّة كما أنّ دورهما و قوّتهما ضروريّتين لنضال النساء بلا هوادة ضد إضطهاد و إخضاع النظام البطرياركي/ الأبوي . و مع ذلك ، مثلما أشار بوب أفاكيان :
" ينبغي أن ننشأ إستقطابا مختلفا بعمق ، يتماشى و إمكانيّات إيجاد عالم مغاير راديكاليّا و أفضل ، يمثّل المصالح الفعليّة للجماهير الشعبيّة و في نهاية المطاف مصالح الإنسانيّة قاطبة ز ينبغي تبنّى مقاربة مختلفة جذريّا لفهم و العمل على أساس علاقات و مشاكل المجتمع – منهج و مقاربة علميّين صراحة و تماما . "
لقد نزل الناس إلى الشوارع و قاتلوا بجسارة متحدّين كلّ الإحتمالات السيّئة و كانوا ينوون الإقرار بالحاجة إلى التعويل على العلم للتعاطى مع جائحة كوفيد-19 أو تدمير البيئة لكن غالبا جدّا ما أخفقوا و حتّى رفضوا ضرورة التعويل على إستخدام نوع المنهج و المقاربة القائمين على الأدلّة لفهم التغيّرات و التحوّلات في المجتمع الإنسانيّ و معالجة تناقضاته و مشاكله والعمل إنطلاقا من ذلك. و قد تقدّم بوب أفاكيان ، مهندس الشيوعيّة الجديدة ، بإطار جديد لتحرير الإنسانيّة راسخ بعمق في المنهج و المقاربة العلميّين لإحداث التغييرات الثوريّة التي يحتاجها المجتمع الإنسانيّ.
و جزء مفتاح من عمل أفاكيان يتضمّن تحليلا علميّا منسجما للتغيّرات في شتّى جوانب المجتمع الإنساني التي جدّت في العقود الحديثة من النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و يعرض هذا التحليل كيف أنّ كلّ هذا يفكّك العلاقات النموذجيّة للهياكل الموجودة للديمقراطية البرجوازيّة و يشدّد ن المساعى نحو فرض الفاشيّة كشكل دكتاتوريّ مختلف بوضوح من الحكم البرجوازي. و يشمل هذا أيضا تغييرات لها دلالتها في ظروف النساء و إعادة فرض الإضطهاد البطرياركي و القيم التقليديّة فرضا إنتقاميّا . و تحليل بوب أفاكيان و منهجه في بيانه للسنة الجديدة " سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء " مفيد للغاية عالميّا :
" طوال العقود العديدة الماضية ... ، حدثت تغيّرات عميقة في وضع النساء و في العلاقات صلب العائلة. في واحدة من عشرة عالات يُوجد الوضع " النموذجيّ " حيث الزوج هو " العائل الوحيد للأسرة " و الزوجة مرتبطة تماما ب " الشؤون المنزليّة ". و مع هذه التغيّرات الإقتصاديّة أتت تغيّرات ذات دلالة في المواقف و التوقّعات – و حدود هامة جدّا ليس فحسب بالنسبة إلى مصنع العائلة لكن أيضا بالنسبة إلى العلاقات الإجتماعيّة الأشمل ... باتت كامل مسألة موقع النساء و دورهنّ في المجتمع تطرح نفسها بحدّة في الظروف القصوى اليوم – إنّها برميل بارود اليوم في الولايات المتّحدة اليوم . لم يكن من المتصوّر أنّ كلّ هذا سيجد أيّ حلّ إلاّ بالمعنى الأكثر جذريّة و عبر وسائل في منتهى العنف . المسألة التي لم تحسم بعدُ هي : هل سيكون الحلّ حلاّ راديكاليّا رجعيّا أم حلاّ راديكاليّا ثوريّا ، هل سيعنى تعزيز سلاسل الإستعباد أم كسر الروابط الأكثر حيويّة في هذه السلاسل و فتح المجال لإمكانيّة تحقيق الإلغاء التام لكافة أشكال هكذا إستعباد ؟ "
و مجريا تحليلا للتأثيرات الضارة ذات الطريق المسدود للقوى الليبراليّة و المؤسّسات " السائدة " و القوى الباحثة عن الإصلاحات المروّجة ل " سياسات الهويّة " والمعرقلة لنضال الجماهير و المقيّدة له في حدود و في إطار النظام القائم ، شدّد أفاكيان على المخاطر:
" إلى درجة بقاء الأشياء ضمن حدود هذا النظام ، ستكون تبعات ذلك عمليّا بالنسبة إلى الإنسانيّة مزيد الفظائع المبنيّة في أسس هذا النظام و كذلك تعزيز و إعطاء المزيد من الدفع إلى القوى الإقتصاديّة – و الإجتماعيّة و السياسيّة – الكامنة التي ستعزّز الفاشيّة التي قد أبانت بعدُ عن قوّة كبيرة في هذه البلاد ( و عدد من القوى الأخرى )."
و بيّن أفاكيان أنّ فقط برفع راية المنهج العلمي في مواجهة الواقع في هيكلته و ديناميكيّته المعقّدتين سيتمكّن الناس من تجاوز الحدود القاتلة للنظام الرأسمالي- الإمبريالي السائد :
" فقط من خلال الثورة التي تهدف على الإطاحة بهذا النظام – تهدف إلى إلحاق الهزيمة و تفكيك هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و كلّ مؤسّساته الإضطهاديّة و القمعيّة العنيفة ، و تبديلها بمؤسسات يمكن أن تخدم قضيّة تحرير الإنسانيّة قاطبة و تمكذن البشر من التحوّل معتنين بكوكب الأرض – فقط على هذا النحو يمكن في نهاية المطاف القضاء على كافة أشكال الإضطهاد و النهب والإستغلال . "
تصوّروا ما سيعنيه وجود قوّة متنامية من الناس هنا في أوروبا و حول العالم يتعاطون مع المقاربة العلميّة التحريريّة – مناقشين و مجادلين المسال الحارقة التي تواجه الإنسانيّة ، من الكارثة البيئيّة الداهمة بسرعة أكبر أبدا إلى الحروب من أجل الإمبراطوريّة ، و من تفوّق البيض و البطرياركيّة المتجذّرين عميقا إلى إقتلاع مئات ملايين المهاجرين المدفوعين إلى خارج ديارهم ، خاصة في البلدان الفقرة و المضطهَدَة لجنوب الكوكب . لقد آن الأوان منذ زمن لكسر العراقيل أمام التفكير – عراقيل تبقى الناس يعلّقون الأمل على إصلاح هذا النظام غير القابل للإصلاح و تحريرنا لنرتئي عالما جديد راديكاليّا وهو ضروري و ممكن – إذا تجرّأنا على من المسك بها . توجّهوا إلى موقع أنترنت revcom.us
و إطّلعوا على مضامين الشيوعيّة الجديدة و راسلونا لتصبحوا جزءا مجموعة متنامية من المحرّرين الثوريّين للإنسانيّة !
[email protected] مجموعة البيان الشيوعي الثوري ( أوروبا ) – للمراسلة
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------