ما تحقق إيجابي لكن يبقى الكثير الذي يجب تحقيقه / قوى اليسار الأمريكي وخطة الانقاذ في البلاد


رشيد غويلب
2021 / 3 / 17 - 22:00     

شهدت أوساط اليسار الأمريكي بعد إقرار “خطة الانقاذ الأمريكية”، بقيمة 1900 مليار دولار، من قبل مجلسي النواب والشيوخ، مناقشات عكست تقييم هذه القوى للحدث، وما مطلوب من هذه القوى القيام به في المرحلة اللاحقة.

الشيوعي الأمريكي
في إطار اجتماعات أسبوعية بعنوان “صباح الخير أيها الثورة” يجريها الحزب الشيوعي الأمريكي عبر الفضاء الافتراضي، ناقش عدد من الكوادر القيادية في الحزب في ندوة 12 اذار الحالي سؤالا: “هل تستطيع الخطة انقاذ أمريكا”؟
لقد كان مهما، منذ عقود، أن تطرح فكرة أساسية جديدة مرة أخرى، هي أنه بإمكان الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها وتقدم على شيء ما. لقد بذلت الحكومات المحافظة منذ نيكسون وريغان كل ما في وسعها لفرض فهم أساسي يقوم على أن الحاجة لدور الحكومة يجب ان يتقلص لصالح فسح المجال للشركات لتنظيم كل شيء. وبالضد من هذا بالضبط يأتي اصدار خطة الدعم، التي تسمى أيضا برنامج المساعدات، تحفيز الاقتصاد، أو حزمة مساعدات كورونا.
قارن المشاركون في الاجتماع الحزمة بـ “الصفقة الجديدة” للرئيس روزفلت في ثلاثينيات القرن العشرين، واصفين إياها بـ “الصفقة الكبيرة” من أجل الفقراء، على حد تعبير الرئيسة المشاركة للحزب الشيوعي الأمريكي روزانا كامبرون. في حين أكدت سكوت هيلي على القرار أنه: “ نتيجة لتعبئة الناس في الحملة الانتخابية من أجل محتوى تقدمي”. ويقول مايكول ديفيد:” علينا كشيوعيين أن ندعم ذلك، وأشارت أنيتا ووترز إلى أنه: “لأول مرة يتم إقرار شيء ما للشعب العامل وليس للطبقة الحاكمة “.
إن الشيوعيين الأمريكان يركزون على المهام المقبلة والمتمثلة بـ:
رفع الحد الأدنى للأجور الى 15 دولار/ ساعة، بدلا من الحد الأدنى الحالي 7,25 دولار، المطلب الذي تم حذفه من قبل مجلس الشيوخ من حزمة المساعدات قبل إقرارها، والذي كان يمكن ان ينتشل 30 في المائة من السود من الفقر كما أكد جو سمز رئيس الحزب الشيوعي الأمريكي الذي أدار الاجتماع.
أقر قانون “حماية حق التنظيم” في مجلس الشيوخ بعد أن أقره مجلس النواب في 9 اذار. ومن شأن هذا القانون أن يضع حداً لكاسري الإضراب والأنشطة الأخرى المعادية للنقابات، ويرفع العقوبات لأول مرة بسبب خرق قوانين العمل إلى 50 ألف دولار، ويجعل عملية التنظيم النقابي أسهل بكثير. وسيكون بمثابة قطيعة تاريخية مع عقود من التشريعات المناهضة للنقابات.
ويحتل إقرار هذا القانون أولوية بالنسبة لواحد من أكبر اتحادات النقابات العمالية لهذا العام. وفي هذا السياق سيتم التحرك “للاتصال بأعضاء مجلس الشيوخ”. ويقوم الاشتراكيون الديمقراطيون الأمريكيون بالتعبئة على مواقعهم على الإنترنت؛ ويبلغ قوام هذا التنظيم اليساري 92 ألف عضو، وهي أكبر منظمة اشتراكية سريعة النمو في الولايات المتحدة.
كتب جون ووجيك رئيس تحرير جريدة “عالم الشعب” اليسارية القريبة من الحزب الشيوعي الأمريكي في 9 اذار: أن “خطة الإنقاذ الأمريكية تخطو خطوات كبيرة لمكافحة الفقر وعدم المساواة والأمراض الأخرى. ويجب على ريغان أن يتململ في قبره. إن هذا أكبر مشروع لصالح العمال منذ الصفقة الجديدة يصبح قانونًا “. ان القانون كلاسيكي، لذا فهو ليس جديدًا تمامًا، ولكنه جديد بسعته. ومع ذلك فإن: “من مشاكله أن الكثير من المساعدات في الحزمة ليست دائمة وأن بعضها سينتهي قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.
وسيوظف الجمهوريون جميع نقاط الضعف لاستعادة السلطة. وهذا سبب إضافي للضغط من أجل النجاح والعمل المستمر على التحالف الذي أخرج ترامب من البيت الأبيض “.

بيرني ساندرز
أكد السناتور اليساري بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الأمريكي، والمدافع بشكل استثنائي عن رفع الحد الأدنى للأجور الى 15 دولارًا، في حوار صحفي في 13 اذار على: “نعم، الأمر يختلف بشأن بعض النقاط التي كنت أرغب في إقرارها، لكن هذا التشريع هو التشريع الأكثر انسجاما مع مصالح العاملين منذ عدة عقود. هذه الصفحات البالغ عددها 628 صفحة ستغير حقًا اهتمامات واحتياجات الأسر العاملة في بلدنا”.

ألكسندرا أوكاسيو- كورتيز
عضوة الكونغرس اليسارية عن نيويورك، وأحد أهم الشخصيات في تنظيم الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكان ألكسندرا أوكاسيو- كورتيز، وعبر تغريدة مصورة في تويتر أوضحت بالضبط ما تعنيه القرارات للجميع: “عليكم أن تقوموا بالتعبئة، والآن حان وقت التنظيم وممارسة الضغط السياسي. لا يزال هناك الكثير الذي نريد تحقيقه، وعلينا بناء القوة المطلوبة للقيام بذلك، وعلينا إدراك معنى ما حققناه وتقديره ثم ننتقل إلى الأمام. لأنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ولكن ما تحقق مهم، ومهم جدا”!