تشوهات الاقتصاد العراقي من حوارنا مع البروفيسور الدكتور سعد الجيبه جي - الحلقة السابعة – من الاقتصاد العراقي المأزق والحلول - في بؤرة ضوء


فاطمة الفلاحي
2021 / 3 / 15 - 21:25     

7. ماهي طبيعة التشوهات التي تطبع واقع الاقتصاد العراقي، والأسباب التي ولدتها؟ و كيف تنظرون إلى كون الاقتصاد العراقي اقتصادًا ريعيًا يعتمد على النفط، بنحو يتجاوز 95 بالمائة؟

الاقتصاد العراقي الآن اقتصاد ريعي بإمتياز، لايوجد هيكل انتاج غير نفطي قادر
على خلق موارد لاستدامة الحياة، لقد انتهت الصناعة والزراعة اللتين كانتا تساهم
على الأقل ب40% من الناتج القومي الإجمالي، أما الآن فأنها لا تشكل مع جميع
الموارد الأخرى نسبة 5% ، مع إیرادات الرسوم والضرائب ومنها إیرادات المنافذ؛
لسبب بسيط هو هيمنة المليشيات على هذه الموارد وانتشار الفساد في جباية الموارد،
وفقدان سيطرة الدولة والقانون، وتدفق هذه الموارد لحيتان الفساد، أشخاص متنفذين وأحزاب وملیشیات،
وتهريبها إلى الخارج من خلال مزاد العملة الذي هو المنفذ لتهريب أكثر من 575 مليار دولار إلى الخارج.
بلد بدون صندوق لمواجهة الأزمات؛ لا صندوق سیادي، ولا صندوق استثماري،
ولو توقف النفط ما الذي سيحدث غير مواجهة الشعب لجوع كامل؛
بلد عريق من أوائل الدول التي تبنت التخطيط الاستراتیجي في الخمسينات والسبعينات،
لا يمتلك أي خطة استراتيجية مقرونة بأهداف ومؤشرات إداء وبرامج من شائها ضمان مستقبل بلد ومصير الأجيال الحالية والقادمة .
ماذا لو اندلعت الحرب وتوقف إنتاج النفط ؟
ماذا لو تم محاصرة البلد ؟
هذا ما نسميه بإدارة الأزمات والكوارث.