عالمة الأحياء الجزيئية إيلينا كالّيه: 90 ٪--- من الناس لا يحتاجون إلى تطعيم ضد كوفيد-19


مشعل يسار
2021 / 3 / 11 - 02:07     

يُعتبر التطعيم اليوم الطريقة الأساسية لهزيمة ما يسمى وباء الكوفيد-19. ومع ذلك لا نرى الكثير من الناس في عجلة من أمرهم لتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا. وبعض العلماء مقتنعون بأن البشرية قادرة على التأقلم مع الوباء المذكور بقواها الذاتية ومن دون وسيط. بهذه الكلمات بدأت إيلينا كالّيه، المتخصصة في التقنيات الطبية الحيوية، عالمة الأحياء الجزيئية حديثها عن سبب عدم حاجة 90 ٪ من السكان إلى لقاح ضد الكوفيد-19. قالت كالّيه:
“لماذا 90٪ مقاومون لفيروس كورونا؟ أنا أنظر في الإحصائيات. حتى الآن، تم تحديد 4,351,553 حالة وتعافى 3,945,527 شخصاً. وهذا يعني تعافي أكثر من 90٪. لقد بذلت محاولة لمعرفة ما إذا كان مصطلح "تعافى" يشمل أيضا المرضى الذين لم تظهر عليهم أعراض؟ لكن لا توجد أرقام منفصلة. لم يستطع الخط الساخن أن يشرح لي ما هو "عدد الحالات النشطة". يبدو أن المرضى الذين لا يعانون من أعراض يندرجون أيضًا في هذا المفهوم. على الرغم من أن مصطلح "مرضى من دون أعراض" هو مفهوم جديد من وجهة نظر علم الفيروسات وعلم الأحياء، لم أكن أعرفه من قبل ".
وتساءلت إيلينا كالّيه عن الشكل الذي كانت ستبدو عليه الإحصائيات لو لم نكن نتعرف على مرضى فيروس كورونا باستخدام اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR، بل نشخصهم من خلال الأعراض لديهم. هذا يشبه مثلا أن نأخذ عينات من أراضي سيبيريا، ونعثر على الحمض النووي لحيوانات الممّوث المنقرضة هناك، وبناءً على الاختبارات، نُعلن أن هذه الحيوانات المنقرضة موجودة حتى يومنا هذا. أو أسهل: أن نأخذ عينات من الإشريكية القولونية الموجودة عند كل شخص ونقول إنه مريض.
تقول إحدى افتراضات كوخ: إذا كان هناك عامل مرضي ما داخل الجسم، فلا بد أن تكون هناك أعراض للمرض. إذا كان هناك عامل مرضي، ولكن لا توجد أعراض للمرض، فلا صلة بينهما. أنا مقتنعة بأن 90٪ من الناس يمكنهم التعافي من خلال مناعتهم الذاتية. يكفي أن تتخيل مدى السرعة التي يبدأ بها جسم الإنسان في التحلل بعد الموت. إنها سويعات بالمعنى الحرفي للكلمة. ماذا يعني التحلل؟ أن تبدأ الكائنات الحية الدقيقة الخاصة بأجسامنا في التكاثر على حساب الجسم الذي تعيش فيه وعليه. فالشخص السليم يحافظ على كل هذه الكتلة من الكائنات الحية الدقيقة تحت السيطرة، لذا فإن أنظمة الدفاع لدينا قوية جدًا. والآن ها نحن نعلن أننا لا نؤمن بآليات دفاع الجسم، بل نعتمد على اللقاح. أي أننا لا نعتمد على جيشنا، بل نعتبره ضعيفاً أصلا ولا ندرّبه. ونأمل بالمقابل في الحصول على مساعدة من الخارج، من قوات خاصة ما تتغلب على المرض".
وتقول إيلينا كالّيه: إذا أخذنا الإحصائيات الموجودة حول الإصابة بفيروس كورونا، فمن السهل حساب أن 90٪ من الحالات قد تعافى أصحابها حتى الآن. وهؤلاء هم فقط الأشخاص الذين تم تحديد مرضهم وتعافيهم.
"حتى استنادًا إلى الإحصائيات الموجودة، يمكننا أن نستنتج أن 90٪ من المصابين قد سيطروا على المرض من دون أي لقاح. اللقاح هو الدواء الوحيد الذي يُعطى لشخص سليم. أصادف الكثير من الأسئلة حول التطعيم ضد الإنفلونزا. ومبدئي: أليس من الأفضل أن تحافظ على مناعتك؟ لماذا يعتبر نهج "يجب أن نحافظ على مناعتنا" أسوأ من نهج التطعيم الإلزامي؟ كلا النهجين العلميين بحاجة إلى أن يناقشا. لكن يبدو أن أسلوب نمط العيش الصحي وتناول الطعام الصحي والنوم كما يجب قد عفا عليه الزمن!!! فيما استخدام شيء من الخارج يعتبر من الحداثة. لكن البلاد أي بلاد هي بحاجة إلى أشخاص أصحاء يتمتعون بمناعة قوية. فتعزيز صحة السكان هو لصالح الدولة. إلا أن هذا سيتطلب تكالّيف مختلفة تمامًا من جانب الدولة والفرد. ولذلك، فإن هذا النهج لا يحظى بشعبية ".
وأشارت الأخصائية في علم الأحياء الجزيئية إلى أن هناك اليوم أسئلة كثيرة تتعلق بفكرة التطعيم ذاتها. يُعتقد أن العديد من أمراض البشرية قد هُزم بفضل التطعيمات ضدها. ولكن، ربما مرد هذا ليس فقط إلى التطعيم، بل أيضًا إلى تزايد العناية بالنظافة والتغذية الجيدة، تلك التي أصبحت ممكنة مع تطور الحضارة، فساعدت في القضاء على كل أنواع العدوى الرهيبة.
واختتمت إيلينا كالّيه حديثها بالقول:
"التطعيم ليس طريقة عفا عليها الزمن بقدر ما يبدو أنه طريقة زائدة عن الحاجة. ويساور المرء الشك في أن هناك من يستفيد منها لأسباب اقتصادية بحتة، للبزنس. أعتقد أن أنظمة الدفاع في الجسم السليم يمكنها التعامل مع فيروس كورونا والسيطرة عليه. لذلك، فإن الأمر يستحق، أولاً وقبل كل شيء، الاهتمام بالصحة وتدريب جهاز المناعة الخاص بك".
في وقت سابق، صرح الخبراء بأن من الضروري لخلق مناعة مستدامة لدى السكان تطعيم أكثر من 60 مليون شخص في روسيا وحدها. وها هم العلماء اليوم يقيّمون جميع اللقاحات الحالية لكوفيد-19 وقد حذروا من مخاطرها المحتملة.