فِي الثَّامِنِ مِنْ آذَار… (اليوم العالمي للنّساء)


حمه الهمامي
2021 / 3 / 9 - 15:06     


عاد حمه الهمامي، بمناسبة اليوم العالمي للنساء، ليكتب عن رفيقة دربه وحبيبة عمره راضية النصراوي… وقد كان كتب منذ أيام عن حبيبته الأخرى تونس المريضة أيضا… وحين يكتب حمه الهمامي عن هذه أو تلك من حبيبتيه، فإنّ الأمور تلتبس في ذهن القارىء… فهو لا يدري متى يتكلم حمه عن راضية ومتى يتكلم عن تونس الوطن، فالوجع واحد وهو حاضر في كل الحالات والأوقات
————————-

سَيِّدَتِي…
يَغْلِبُنِي الدَّمْعُ حِينَ لَا أَرَاكِ
فِي الثَّامِنِ مِنْ آذارْ…
تَرْكُضِينَ مَعْ رَفِيقَاتِكْ
منْ شَارِعٍ إِلَى شَارِعْ،
وَمِنْ حَيٍّ إِلَى حَيْ،
وَمِنْ دَارٍ إِلَى دَارْ…
تَصْرُخِينَ فِي وَجْهِ العَابِثِينَ
بِالحَيَاهْ،
الكَافِرِينَ بِكِتَابِ الحُرِّيةِ
وَآيَاتِ الإِنْسَانِيَّهْ:
أَلَا إِنَّ المُسَاوَاةَ دِينِي
وَعَقِيدَتِي،
فَهَيَّا بِنَا نَدُكُّ الأَسْوَارْ،
وَنَزْرَعُ فِي دُرُوبِ الوَطَنْ،
قمْحًا،
كُلُّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَهْ
شَفَى جِسْمَهْ
مِنْ رِجْسِ الطُّغْيَانْ…
وَزَهْرًا،
كُلُّ مَنْ شَمَّهْ…
طَهَّرَ رُوحَهْ…
وَغَدَا إِنْسَانْ…
———-
سَيِّدتِي…
يَغْلِبُنِي الدَّمْعْ،
حِينَ لَا أَرَاكِ في الثَّاِمِن مِنْ آذارْ
مَعْ رَفِيقَاتِكْ…
تُرَدِّدِينَ أُغْنِيَةَ الحَيَاةِ الجَدِيدَهْ،
وَتُنْشِدِينْ:
فَلَا عَاشَ فِي الأَرْضِ
مَنْ دَنَّسَ الأَرْضَ
بِالخَوْفِ والمَيْزِ ، وَالقُبْحِ والرَّذِيلَهْ…
مَنْ سَرِقَ عَرَقَ “مَبْرُوكَة”،
أَوْ”جَاكْلِينْ”،
العَامِلَة والفَلّاحَهْ،
وعَذّبَ “لويزا”(1)
أَوْ “جَمِيلةَ” الجَمِيلَاتْ…(2)
أَوْ”لَيْلَى”(3) التي تُضِيئُ فِي الظُلُمَاتْ
مَنْ قَتَلَ “سَنَاء”(4)…
وأَحْرَقَ بِالنَّابَالْمْ
جَسَدَ فَاتِنَةِ الفَاِتنَاتْ
“كِيمْ فُوكْ” الفِيتْنَامِيَّة (5)…
وَأَهْدَرَ بِاسْمِ “شَّرْعِ اللَّهْ”،
دَمَ المُكَافِحَاتِ الصَّامِدَاتْ
مِنْ أَجْلِ القَضِيَّهْ…
فِي وَطَنٍ مغْدُورْ…
———
سَيِّدَتِي…
يَغْلِبُنِي الدَّمْعْ،
حِينَ لَا أَرَاكِ فِي الثَّامِنِ مِنْ آذَارْ
فَرَسًا يَصْهَلُ فِي أَرْجَاءِ الأرضْ،
يَمْلَأُهَا حُبًّا وحُرّيهْ…
وَيَرْسُمُ قُبُلًا عَبْرَ أَمْوَاجِ السَّمَاءْ…
عَلَى جَبِينِ أَسِيرَاتِ
فَلَسْطِينِ الأَبِيَّهْ…
وَلكِنْ، سَيِّدَتِي،
وَسَيِّدةَ السَيِّدَاتْ،
فَرغْمَ اللَّيَالِي،