كيف حرر البلاشفه المرأه


عبد المطلب العلمي
2021 / 3 / 7 - 11:51     

لا يمكن للبروليتاريا أن تحقق الحرية الكاملة دون أن تحصل المرأه على الحرية الكاملة-لينين

حررت ثوره اكتوبر النساء من الاضطهاد و العبوديه لأول مره منذ القضاء على المجتمع الامومي. من اول مراسيم دوله البروليتاريا ،كانت المراسيم التي ساوت الأجور بين الرجال و النساء عند القيام بنفس المهمات، كذلك مراسيم حمايه الأمومه و الطفوله و مراسيم تقنين العلاقات الأسريه التي ساوت بين المرأه و الرجل في قضايا الزواج و الطلاق و الحضانه و تقسيم الملكيات المشتركه.
من اجل تحرير المرأه و مساواتها في المجتمع تم اقرار قانون المساواه في الحق على العمل و الحق في التعلم ،كذلك الحق في اجازات الأمومه و الطفوله المدفوعه الأجر. قبل الثوره 80% من النساء العاملات كانوا خادمات في المنازل و عاملات في الحقول لدى الاقطاعيين،و فقط 4% في الخدمات الطبيه و التعليم ، في الصناعه كان وجود النساء بشكل اساسي في مجال الغزل و النسيج. الأتتمته و المكنكه اللتان حررت العمال من المجهود العضلي و كذلك المستوى العلمي و المهني العالي لدى النساء السوفياتيات ،ادى الى الأنخراط الواسع للنساء في جميع مجالات العمل . و من جهه اخرى تم انجاز مختلف المشاريع التي حررت المرأه من الاعمال المنزليه مثل تكوين الشبكه الواسعه من المطاعم التي تسوق الاطعمه نصف الجاهزه و الجاهزه بالاضافه الى دور الحضانه و رياض الاطفال. تحتل النساء دورا رياديا في اداره الأنتاج و بين الاختصاصيات في مختلف المجالات و بشكل عام فان نصف عدد المديرين في مختلف فروع الصناعه و على مختلف المستويات، من النساء. مثلا في منتصف الخمسينيات 39% من مجموع المهندسين كانوا مهندسات.
قبل الثوره كان وضع نساء الشرق اسوأ من وضع باقي نساء روسيا القيصريه. الأميه لدى نساء الشعوب الشرقيه كانت سائده بشكل كبير،في اول احصاء بعد الثوره تبين ان 99% من نساء الشرق كانوا اميات ،مثلا في كازاخستان كان هناك امرأه واحده فقط تحمل شهاده تقنيه متوسطه و كذلك 6 ممرضات ،اما احصاء 1959 فاشار لوجود 2000مهندسه و 5000طبيبه .قام البلاشفه بمجهود كبير لمحو الاميه بين النساء، في منتصف الخمسينيات تم محو الاميه بشكل كامل و الاكثر من ذلك فإن 36% من نساء اوزبكستان مثلا اصبحوا حاملات لشهادات جامعيه.
انتشار المزارع التعاونيه و مستوى المكنكه المرتفع ،فتح الباب امام النساء الريفيات للانخراط بشكل واسع
في العمل و خصوصا في مجال تربيه الحيوانات .الان اغلب رؤساء الورديات و مديرو الحظائر هن من النساء ، كذلك للنساء دور فعال في مجالس اداره المزارع التعاونيه و المزارع الجماعيه . عاده العمال في الريف كانوا دون اي شهاده جامعيه، و بفضل الثوره البلشفيه اغلب العمال و العاملات في الريف حائزين على شهادات اختصاص في مجال عملهم.
تأمين الظروف المواتيه لعمل النساء يشمل ايضا توفير الخدمات التي تزيح عن كاهل النساء اعباء العمل المنزلي ،كما اشرت اعلاه ، تم افتتاح المطاعم التي تقوم بتسويق الأطعمه الجاهزه و نصف الجاهزه بالاضافه الى انتشار مؤسسات غسيل و كوي الملابس و تم توجيه مصانع الادوات الكهربائيه لأنتاج جميع اصناف الأجهزه الكهربائيه التي تسهل القيام بالاعمال المنزليه.
بعد انتصار ثوره اكتوبر بذلت السوفيتات جهودا جباره للقضاء على الأرث القيصري و بالأخص على الأميه . في روسيا القيصريه 86% من النساء كانوا اميات ،اما نسبتهن في الريف فوصلت الى حدود 91% .اما بعد الثوره فقد تم تثبيت حق المرأه في التعليم كخطوه على طريق مساواتها مع الرجال . و بعد عقدين من الزمن اصبحت النتائج واضحه للعيان. 59% من حمله الشهادات الجامعيه هن من النساء ،74% من الأطباء نسوه و 70% من المعلمين و المدرسين هن من النساء.
النساء السوفيتيات يشاركن بشكل واسع في اداره شؤون الدوله و في كل العمليه السياسيه و الاجتماعيه و الاشاره الى ان اول سفيره و اول وزيره في العالم كن مواطنات الاتحاد السوفياتي لا يعني الكثير بالمقارنه مع مشاركه المرأه السوفياتيه في مجمل العمليه السياسيه و الاجتماعيه .ففي منتصف الخمسينيات في مجلس السوفييت الاعلى كان هناك 390امرأه ، اي ان عددهن يفوق مجموع عدد النائبات في برلمانات الدول الرأسماليه مجتمعه.في نفس الفتره كان مجموع عدد النساء في السوفييتيات 744الف امرأه ،او41% من مجموع عدد النواب .و من الجدير بالذكر ان النائبات كن ممثلات لمختلف المهن و الاختصاصات ،بينهن الطبيبات و المهندسات و عاملات المزارع التعاونيه و الاكاديميات و عاملات مختلف فروع الصناعه. لا يقتصر دور النساء على مشاركتهن في السوفييتات .30% من عدد القضاه هن من النساء و37% من المحامين نساء .كذلك نصف عدد اعضاء النقابات هن من النساء، و تشغل النساء نسبه 49% في مجالس ادارات النقابات على مختلف المستويات . جميع الارقام اعلاه تشير بشكل لا يقبل الجدل الى المشاركه الواسعه للنساء في الحياه السياسيه و الاجتماعيه ، على الروح الديمقراطيه السوفياتيه و على مساواة المرأه في المجتمع السوفياتي.
حين الكتابه عن دور النساء في دوله السوفييتات ، لا بد من التعريج على دورهن في فتره الحرب الوطنيه العظمى ،هن من شغلن المصانع ما وراء الاورال و شاركوا كمقاتلات على الجبهه . 76 امرأه تم تكريمهن بوسام بطل الأتحاد السوفياتي الذي يعتبر ارفع وسام في الدوله ، و2879 تم تكريمهن بوسام بطل العمل الاشتراكي و هو وسام معادل لوسام بطل الاتحاد السوفياتي يمنح للمتميزيين في مجالات العمل الغير عسكري ، كذلك في نفس الفتره تم منح755 امراه جائزه الدوله (جائزه لينين و ستالين) على انجازاتهن العلميه و التكنلوجيه.
لم تكن الحرب الوطنيه العظمى قد وضعت اوزارها بعد،حين اصدر مجلس السوفييت الأعلى مرسومه لتكريم الامهات كثيرات الاطفال بوسام (الأم البطله) .كذلك اهتم المرسوم بالامهات العازبات و العائلات كثيره الاطفال حيث اقر معونه شهريه لهن. كذلك اود الاشاره الى اجازه الولاده مدفوعه الأجر و التي ترقت تدريجيا من ثلاثه اشهر الى ثلاث سنوات، مع ضمان عوده المرأه الى نفس مكان عملها السابق .كذلك يمنع القانون فصل المرأه الحامل من العمل تحت اي ظرف كان. و من نافل القول الاشاره الى ان الرعايه الصحيه للحوامل و عمليات الولاده مجانيه مثلها مثل جميع الخدمات الصحيه .
نقطه مهمه اخرى تميز النساء في دوله السوفييتات ،هي سن الخروج على التقاعد.الرجال يخرجون على التقاعد و يحصلون على 100% من الراتب التقاعدي في سن 60سنه على شرط حيازه 30 سنه خدمه.اما النساء فيخرجون على التقاعد في سن55سنه و 25 سنه خدمه ،و النساء امهات 5 اطفال في سن 50 مع امكانيه الاستمرار في العمل ،اي جمع الراتب الاساسي و الراتب التقاعدي.