تشويهات عبد الحسين سلمان (1-3)


حسين علوان حسين
2021 / 3 / 5 - 22:57     

في العدد : 6831 - 2021 / 3 / 4 من الحوار المتمدن الأغر ـ نشر الاستاذ عبد الحسين سلمان المحترم مقالته الموسومة :
(تَشْوِيهُ caricature ماركس)
قال فيها – من بين أشياء أخرى– ما يلي :
"وأول هذه الأكاذيب , هي كذبة إنجلز الذي أعتبر نظرية ماركس هي قوانين. فقد كتب في مقدمة الكتاب الثاني من رأس المال بتاريخ 15 تموز 1893 :
...قوانين خاصة كان ماركس أول من أكتشفها ( فالح عبد الجبار , صفحة 20 ).
وفي الخطاب عند قبر ماركس بتاريخ 17 أذار 1883 يقول إنجلز:
فمثلما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري .
بينما واقع الحال أن مفهوم ( النظرية) عند ماركس هو ( علم مفتوح open science ). و هكذا حوَل إنجلز فكر ماركس إلى قوانين غير قابلة للنقاش."
انتهى اقتباسي من نص الاستاذ عبد الحسين سلمان المحترم .
السؤال هو : ما مدى صحة زعمات الكاتب في النص أعلاه ؟
الجواب : كلها أكاذيب كاريكاتيرية ، مع شديد الأسف .
ليس إنجلز وحده هو مَنْ أعتبر نظرية ماركس عن نمط الانتاج الرأسمالي هي قوانين ، بل إن ماركس نفسه هو الذي أعتبرها قوانينا مثلما بينت الوقائع صحتها ؛ و لا يمكن للمقالات الكاريكاتيرية نفي هذه الحقيقة الثابتة من نصوص ماركس نفسها ، و هي وثائق منشورة و ثابتة و لا تقبل التزوير قط .
أولاً / في مقدمة ماركس للطبعة الألمانية للجزء الأول من "رأس المال" (1867) يقول ماركس :
Intrinsically, it is not a question of the higher´-or-lower degree of development of the social antagonisms that result from the natural laws of capitalist production. It is a question of these laws themselves, of these tendencies working with iron necessity towards inevitable results. The country that is more developed industrially only shows, to the less developed, the image of its own future.
"في جوهرها ، فإنها ليست مسألة تخص الدرجة الأعلى أو الأدنى من تطور التناقضات الاجتماعية الناجمة عن القوانين الطبيعية للإنتاج الرأسمالي . إنها مسألة هذه القوانين نفسها ، هذه الميول التي تعمل بضرورة حديدية باتجاه نتائج حتمية . إن الدولة الأكثر تطوراً صناعياً لا تظهر للدول الأقل تطوراً إلا صورة مستقبلها."
في النص أعلاه يتحدث ماركس بعظمة لسانه عن "القوانين الطبيعية للإنتاج الرأسمالي" التي "تعمل بضرورة حديدية باتجاه نتائج حتمية" في أن الدولة الأكثر تطورا صناعيا تظهر للدول الأقل صورة مستقبلها . و قد أثبت و يثبت هذا القانون الماركسي صحته بعدئذ في مختلف أرجاء العالم من فرنسا و ألمانيا و بقية الدول الأوربية إلى أمريكا و اليابان والصين و كوريا و الهند ... إلخ.

ثانياً/ و في نفس المقدمة ، يصف ماركس هدفه من تأليف كتابه "رأس المال" بأنه الكشف عن "قانون الحركة الاقتصادي للمجتمع الحديث" فيقول :
One nation can and should learn from others. And even when a society has got upon the right track for the discovery of the natural laws of its movement — and it is the ultimate aim of this work, to lay bare the economic law of motion of modern society — it can neither clear by bold leaps, nor remove by legal enactments, the obstacles offered by the successive phases of its normal development. But it can shorten and lessen the birth-pangs.
بوسع أي أمة أن تتعلم من غيرها من الأمم ، بل ويجب عليها ذلك . فحتى عندما يسير المجتمع على المسار الصحيح لاكتشاف القوانين الطبيعية لحركته - وهذا هو الهدف النهائي لهذا العمل ، الكشف عن قانون الحركة الاقتصادي للمجتمع الحديث - فإنه لا يمكن الازاحة لا بالقفزات الشجاعة ولا بالتشريعات القانونية ، العقبات التي تفرضها المراحل المتتالية من تطورها الطبيعي . لكنها يمكن أن تقصر وتقلل من آلام الولادة .

ثالثاً / و في هذا النص من المجلد الأول لرأس المال ، الجزء الأول : السلع و النقود ، يقول ماركس : " إن وقت العمل الضروري اجتماعيًا لإنتاجها يؤكد نفسه بالقوة مثل القانون الطبيعي للطبيعة " و يقارنه بقانون الجاذبية :
The character of having value, when once impressed upon products, obtains fixity only by reason of their acting and re-acting upon each other as quantities of value. These quantities vary continually, independently of the will, foresight and action of the producers. To them, their own social action takes the form of the action of objects, which rule the producers instead of being ruled by them. It requires a fully developed production of commodities before, from accumulated experience alone, the scientific conviction springs up, that all the different kinds of private labour, which are carried on independently of each other, and yet as spontaneously developed branches of the social division of labour, are continually being reduced to the quantitative proportions in which society requires them. And why? Because, in the midst of all the accidental and ever fluctuating exchange relations between the products, the labour time socially necessary for their production forcibly asserts itself like an over-riding law of Nature. The law of gravity thus asserts itself when a house falls about our ears.[29] The determination of the magnitude of value by labour time is therefore a secret, hidden under the apparent fluctuations in the relative values of commodities. Its discovery, while removing all appearance of mere accidentality from the determination of the magnitude of the values of products, yet in no way alters the mode in which that determination takes place.
إن ميزة اكتساب القيمة ، ما أن تنختم على المنتجات ، حتى تحصل الأخيرة على الثبات فقط بسبب تصرفها وإعادة التصرف فيما بينها ككميات ذات قيمة . و هذه الكميات تتباين باستمرار ، بغض النظر عن إرادة وبصيرة وعمل المنتجين . بالنسبة لهم ، فإن عملهم الاجتماعي يتخذ شكل فعل الأشياء التي تتحكم بالمنتجين بدلاً من أن يتحكموا هم بها . و يتطلب الأمر إنتاجًا متطورًا تمامًا للبضائع قبل أن ينشأ الاقتناع العلمي من الخبرة المتراكمة وحدها بكون جميع الأنواع المختلفة من العمل الخاص - التي يتم إجراؤها بشكل مستقل عن بعضها البعض - إنما هي فروع مطورة تلقائيًا للتقسيم الاجتماعي لـ العمل و التي يتم تقليصها باستمرار إلى النسب الكمية التي يتطلبها المجتمع . لماذا ؟ لأنه في خضم كل علاقات التبادل العرضية والمتقلبة دائمًا بين المنتجات ، فإن وقت العمل الضروري اجتماعيًا لإنتاجها يؤكد نفسه بالقوة مثل القانون الطبيعي للطبيعة. ولهذا فإن قانون الجاذبية يؤكد نفسه عندما يسقط منزل ما حول آذاننا. إن تحديد حجم القيمة حسب وقت العمل هو سر مخفي تحت التقلبات الظاهرة في القيم النسبية للسلع . لذا ، فإن اكتشافه ، وإن كان يزيح كل مظهر من المظاهر العرضية المجردة عن تحديد حجم قيم المنتجات ، إلا انه لا يغير بأي شكل من الأشكال الطريقة التي يحدث فيها هذا التحديد.
يتبع لطفا .