8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة لمناهضة الإضطهاد الجندريّ !


شادي الشماوي
2021 / 3 / 4 - 11:28     

يقترب 8 مارس اليوم العالمي للمرأة ! يوم تصطفّ فيه النساء عبر العالم قاطبة في صفّ واحد ! يوم تمرّد ! يوم وحدة النساء و تضامنهنّ !
إنّ الحضور القويّ للنساء على كافة جبهات النضال ضد المضطهِدِين على الصعيد العالمي كبير جدّا و واضح للعيان بحيث جذبت إنتباه الناس عبر العالم بأسره . و تتّسع نضالات النساء كلّ سنة أكثر فأكثر و تتّخذ مواقفا هجوميّة أكثر من السنوات السابقة . فنضالات النساء في المكسيك و تركيا و ألمانيا و الهند و بولونيا و الأرجنتين و إيران إلخ ضد العلاقات البطرياركيّة و الشوفينيّة الذكوريّة الفاسدة ضخّت نفسا حياة جديد في العالم في زمن قضت فيه جائحة كورونا على نفس عديد الناس . و يتردّد على الصعيد العالمي صدى صرخة النساء من أجل تغيير وضع الدونيّة الذى هنّ واقعات في أسره . و الطاقة الهائلة لمثل هذه النضالات تنبع من النقمة و الحقد على إضطهاد يسحق بقوّة مليارات النساء . هنا ، في ظلّ حكم القانون المعتمد على الشريعة الإسلاميّة ، يترك السوط ندوبا عميقة و لمدّة طويلة لدى النساء و هناك في ظلّ قوانين " حديثة " ، توضع أجساد النساء نهشا للبرنوغرافيا . و من جهة يرجم هذا الإضطهاد في ظلّ حكم الأصوليّين الإسلاميّين النساء حدّ الموت لوقوعهنّ في الحبّ ، و من الجهة الأخرى ، في ظلّ تاثير الأصوليّين المسيحيّين ، يقع حرمان النساء من حقّ الإجهاض . هنا ، يشمل سوط إخضاع النساء و جعلهنّ تابعات بموجب قوانين الشريعة جرائم " الشرف " في كلّ أسرة و هناك ، يتمّ حرق النساء حدّ الموت لتحدّيهنّ بطرياركيّة الذكور . و من ناحية ، يجلدون الجسد الرقيق و الصغير للطفلات بسوط التقاليد و التخلّف بإجبارهنّ على الزواج ، و من الناحية الأخرى ، تقطع أجهزتهنّ الجنسيّة . و هنا ، يعتبرون النساء سلعة للرجال يغطّونها بالحجاب و النقاب بقوّة السيف و يسكبون الأسيد على وجوههنّ أو يودعونهنّ السجن و هناك يعرّونهنّ و يعرضونهنّ عاريات .
يمكن أن يكون وضع النساء في بلدان متنوّعة مختلفا بيد أنّ هناك شيء مشترك : جميعهنّ عبيدات النظام البطرياركي السائد في العالم . النساء عبيدات تعانى أكثر من المضطهدِين الآخرين من البشاعة التامة لهذا النظام . يحدّد وجود العبيدات في توفير المتعة للرجال . العبيدات مولودات لتعيد إنتاج و توفّر قوّة العمل لضمان إستمرار هذا النظام الإستغلالي . الرجال يسيطرون على العبيدات و على أجسادهنّ و عقولهنّ و أرواحهنّ . و في هذا العالم ، خلف كلّ رجل مضطهَِد يوجد حكم نظام رأسمالي بطرياركي بترسانة قوّة سياسيّة و إيديولوجيّة و ثقافيّة و عسكريّة و قانونيّة .و تعانى النساء أكبر ما تعانى من إضطهاد النظام و بالتالى تتحمّل العبء الأكبر من النضال ضد المظاهر الفاسدة و الخبيثة المناهضة للمرأة لهذا النظام نفسه.
هذا هو أساس إستمرار نضال النساء على الصعيد العالمي .
إنّ النضال ضد تشويه الأعضاء الجنسيّة و ضد الإرتداء الإجباري للحجاب و ضد قتل النساء سواء باسم " الحبّ و الودّ " أو باسم " الشرف " ، و ضد تجارة الجنس و الإغتصاب و الهرسلة الجنسيّة و تقييد حقّ الإجهاض و كذلك ضد البرنوغرافيا و العنف الأسريّ و الإهانات و الترهيب و الفقر و البؤس ، و ضد و ضد ... إنّ جميع هذه النضالات تجلّى مدى إستعداد النساء لوضع نهاية لتملّك الآخرين لأجسادهنّ .
و هذه النضالات تأتى تعبيرا عن القدرة الهائلة التي لدى النساء و لو تشرّبت وعيا ثوريّا يمكن أن تنهض بدور هام في بناء مستقبل خالى من الإضطهاد الجندريّ و خالى من أيّ إضطهاد و إستغلال .
تحتاج النساء إلى وعي و تنظيم ثوريّين للتقدّم بالنضال في هكذا مسار و توجّه . إنّهنّ في حاجة إلى الوحدة و التضامن مع نساء العالم و شعوبه . و في حاجة إلى التعاون مع حركات تقدّميّة أخرى . و كذلك في حاجة ملحّة للغاية إلى تمييز خطّ نواياهنّ عن خطّ مختلف الأعداء الذين يمكن أن يقدّموا أنفسهم بأقنعة و لبوس متباينة . و على هذا النحو يمكن أن تضطلع النساء بدور حيويّ في رفع راية تحرير الإنسانيّة .
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان ) – 8 مارس 2021
8 March Women’s Organization (Iran- Afghanistan)
www.8mars.com
[email protected]
https://facebook.com/8Mars.org
https://t.me/hashtemars
www.youtube.com/8marsorg
Instagram:@zanane8mars
Twitter:@HashtMars
--------------------------------------------------------------------------------------
لا لتملّك جسد النساء !
بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء - منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان )

هذه السنة في 25 نوفمبر ، يحلّ يوم النضال ضد العنف الممارس ضد النساء في ظرف يتميّز بإندلاع جائحة فيروس كورونا و قد سلّطت الأزمة الناجمة عنها الضوء على إحتدام تناقضات المجتمع الطبقي في شتّى المجالات الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و السياسيّة و الإيديولوجيّة ، و فضحت نظام الإضطهاد و الإستغلال أكثر من ذي قبل . و تصاعد العنف ضد النساء على الصعيد العالمي في بضعة أشهر فحسب من هذا الوباء أحد أبرز و أسوأ علامة من علامات الشناعات التي فضحها سير هذا النظام . وهو نظام من أعمدته المستمرّة كره النساء و إضطهادهنّ .
و هذه السنة ، في 25 نوفمبر ، يحلّ هذا اليوم و ظلّ تهديد وباء كورونا يخيّم على العالم و يواصل دقّ ناقوسه . لكن على النساء ، نصف سكّان هذا العالم ، فضلا عن النضال في ظروف صعبة و قاتلة ناجمة عن هذا الفيروس ، عليهنّ أيضا النضال ضد فيروس البطرياركيّة الذى إشتدّ فتكا في هذه الفترة ! و قد أدّت الأزمة التي تخنق العالم اليوم إلى تغييرات في حياة الناس و خاصة الأسرة و الدور المفتاح للنساء فيها . و أفرزت هذه التغييرات نموّ إنتشار العنف ضد النساء الإضطرار إلى الحياة اللصيقة بين أعضاء الأسرة خلال ساعات طوال تحت سقف واحد و في وضع فاقة إقتصاديّة و فقر و بطالة و تخوّف من العدوى بالفيروس و تصاعد طلب مغالى فيه للجنس من قبل الرجال إلخ يمكن إعتبارها أسبابا لتصاعد العنف ضد النساء . و نزر قليل من أخبار العنف الوحشيّ ضد النساء في بضعة أشهر لا غير يبلغ وسائل الإعلام و شبكات التواصل الاجتماعية على الأنترنت ، وهو لا يمثّل سوى الجزء الظاهر من جبل جليد إضطهاد النساء .
لكن المسألة الأساسيّة هي : ما العوامل التي تشدّ> و تنشر العنف ضد النساء ، في أيّة أزمة و اليوم في ألزمة الناجمة عن وباء فيروس كورونا ؟ يجب أن نتذكّر أنّه بالرغم من كون العنف ضد النساء إستشرى على نطاق واسع في هذه الفترة الممتدّة على الأشهر الأخيرة بما جعل حياة النساء في خطر جدّي ، فإنّ هذا العالم الذى كان و لا تيزال يهيمن عليه الحكم الرأسمالي- الإمبريالي البطرياركي ، مثّل دائما مكانا مميتا للنساء . فأحد الأعمدة الأساسيّة و المحدّدة لهذا النظام ولكافة المجتمعات الطبقيّة المنقسمة إلى مستغِلّ و مستغَلّ هو تقسيم العمل القائم على الجندر و فرض العنف و الدونيّة على النساء، الذين في غيابهما ليس بوسع هذه المجتمعات أن تسير بالضبط كما ليس بوسعها السير و التحرّك قدما دون الإستغلال الوحشيّ لملايين العمّال و الشغّلين و دون حروب إمبرياليّة و حروب بالوكالة و دون نهب البيئة و دون عنصريّة و شوفينيّة قوميّة و ما إلى ذلك . و بالفعل ، إمكانيّة تعرّض النساء للأذى في أيّة أزمة بما فيها أزمة كورونا تكمن في طبيعة المجتمعات الطبقيّة و التملّك الذكوريّ للنساء .
في ناحية من أنحاء العالم ، في بلدان مثل أفغانستان و إيران حيث الدين الإسلاميّ مندمج مع الدولة ، أضحى العنف ضد النساء التى توجّهه هذه الحكومات الطبقيّة و القوانين المعادية للنساء المستندة إلى قوانين الشريعة الإسلاميّة و القوى القمعيّة للتحكّم في النساء ، أضحى هذا العنف كارثيّا أكثر في الأشكال التي يتّخذها .
و لنضرب مثالا و نلق نظرة على " جرائم الشرف " في شهر لا غير هو شهر جوان 2020 :
- سميّة فتحى ، امرأة عمرها 18 سنة قتلت على يدي والدها و أخوها .
- طعن رجل شقيقته حدّ الموت .
- فاطمة بحرى ، امرأة عمرها 1 سنة طعناها حدّ الموت زوجها و إبن عمّها .
- رومينا أشرفى ، فتاة ذات 13 ربيعا قتلها أبوها بواسطة منجل .
- ريحانة عامرى ن مرأة عمرها 22 سنة قتلها أوبها بفأس .
و بعدُ تغيب عن هذه القائمة أسماء عشرات النساء اللاتى تمّ قتلهنّ في هذا الشهر و لم تبلغ أخبار قتلهنّ و لا أسماءهن أبدا وسائل الإعلام . و لكن لماذا كانت هذه النساء ضحيّة الغضب النيف لرجال من الأسرة أدّى إلى قتلهنّ ؟ " جريمتهنّ " كانت تحدّى إلى درجة معيّنة للقوانين و الثقافة البطريكيّين ، و " سمعة " العائلة و سلطة الرجال و ملكيّتهم . و فى الوقت نفسه ، الجزء الأمؤلم أكثر هو تواطؤ بعض النساء مع الرجال الذين إقترفوا جرائم شرف لحماية " شرف و كرامة " الأسرة!
في عالم اليوم ، في ظلّ النظام الحاكم أين بات كلّ شيء سلعة ، جندر النساء الذى يتحكّم فيه الرجال بات أيضا سلعة و يزداد هذا قوّة جرّاء إنتشار الثقافة البطرياركيّة في مصنع المجتمع . في هذا النظام البطرياركي و في جميع البلدان حيث يوجد الأصوليّون الدينيّون في السلطة و في البلدان التي تزعم أنّها " حداثيّة " ، إضطهاد النساء مبنيّ في هيكلتها . و قد أبانت جائحة كورونا أكثر من ذي قبل أنّ النساء تتقاسمن المصير ذاته فيما يميّز النظام العالمي بأسره الرجال و يدفعهم نحو تعميق علاقات سلطتهم كأساس من أسسه .
و روايات صادمة عن النساء من كافة الفئات و الطبقات و القوميّات و الألوان و عن الهرسلة و الإغتصاب الجنسيّين الذن تحوّلا إلى جائحة أخرى ، و عن قتل نساء باسم " الشرف " أو " الحبّ" ، و عن توجيه الضرب للنساء و تأنيث القتل و تأنيث الفقر و ما إلى ذلك سلّطت مرّة أخرى الضوء على الواقع الذى لا يمكن إنكاره ألا وهو أنّ التملّك الذكوريّ لأجساد النساء جزء لا يتجزّأ من هذا المجتمع الطبقيّ . و تشكّل هذه الوقائع قاعدة وحدة كافة النساء عبر العالم في نضالهنّ المشترك ضد جذور الإضطهاد و الإستغلال .
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان ) – 17 نوفمبر 2020
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++