أول عاملة في التاريخ .. من تكون غير المرأة ؟


مريم نجمه
2021 / 3 / 4 - 04:06     

أول عاملة في التاريخ , من تكون غير المرأة ؟
بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار-1921 -
أول قاطفة تفاحة , في حقول وجنّات الأرض لإطعام شريكها الرجل , وعائلتها فيما بعد , أي جامعة الثمار والخضار وأزهار الحب .
وابتدأ المشوار. مشوارالتمرّد و الكفاح والعمل المجاني لا يعرف حدوداً للعطاء والمودة
أول بذرة حب حملها رحمها البكر 9 تسعة أشهر ولم تتعب أو تتأوه أوتغضب
أول من أنجبت للخليقة النسل والديمومة , فهي شريكة أساسية مع الخالق في الخلق ووجود البشرية مع الله الذي أعطاها هذا الدور .
عاملة راضية وبحب لدورِها الأمومي الحاضن , التربوي الصحي الغذائي الروحي والرياضي
فكانت , القائدة المدبرة للبيت , والمائدة الأولى للطعام التي جنتها يداها من الحقول البرية لتطعم أول عائلة بشرية ومستمرة ليومنا هذا ...
هي جامعة القوت الأولى , الراعية , المزارعة , الفلاحة , المُدجّنة , الصيدلانية , الطبيبة البيتية . الطاهية الأولى في المجتمع البشري , وخلال هذا الدور الفعال الجبار والمهام الذي لا تحصى التي قامت بها دشّنتها ومارستها , واستمرت تعمل وتعمل دون كلل , لا تعرف للإستراحة مكان ووقت . دوامها مفتوح إلى اللانهاية لا تلتزم بساعات العمل 8 بل إلى 24 ساعة .. كلها للخدمة , للعائلة لتدبير بيتها أطفالها وحاجاته كلها ..

الأم , هي المرأة الملكة , ربة البيت وربة العمل والعامل الكادح المجاني ..
كانت الطبيبة الأولى والمربية ما زالت المهندسة والمدرسَة المزارعة الصيّادة الراعية
مارست الأعمال الشاقة الطويلة دون أجر أو راتب شهري , ربة البيت القديرة دون تحديد فترة للدوام , , لأنها الإدارية الإقتصادية الموفّرة والمنظِمة .

..... وبدأ مشوار الحب والتحدّي والثورة على الأوضاع السائدة والظلم والإستعباد
هي وبدء الخليقة واحد , يديها عقلها جسدها رحمها خلاياها كلها تعمل للبقاء للحياة للبناء .
الصيدلانية الأولى نتيجة ملاحظاتها واكتشافاتها اليومية وهي بتماس الأرض والطبيعة والحقول لتأمين قوت العائلة من الأعشاب والحشائش والنباتات وثمار الأشجار البرية
المرأة العاملة الأولى في التاريخ إذا , " القديسة , الأيقونة " راهبة العمل " .
من أين ولد العمل وابتدأت ألف باء " العجلة والدولاب " ؟
منها وبها وحدها أولاً
لأنها الآلة التي لا تهدأ ولا تكلّ أو تتوقف عن العمل , تعطي وتعطي لا تتأفف أو تحتجّ أوتمل أو تغضب .
تبقى المرأة في أي مجتمع هي محور الحركة والتقدم الأكثر والأجمل والأحدث والأجود , المرأة لولب الحركة والعمل , هي الطاقة !

أنها أول معمل بيتي , وأول ربة عمل , وأولى المشاعية والإشتراكية البدائية التي طبقتها على أفراد العائلة وأسرتها جماعتها دائرتها محيطها ومن يعاونها
هي والطبيعة أختان رفيقتان , تعطيان بالمجان والفرح والرِضا والحب والعدل .

المرأة تمثل العاملة بجدارة صانعة الجمال والحب والخير , العدالة العطاء الفياض النماء الإخضرار والحق .

فتحية حب وتقدير للمرأة أينما كانت .. تزرع على وجه البسيطة أو ترسم أو تكتب وتنتج هي والطين والماء واحد .
هي البيت " المانيفكتورة " المعمل المصنع والمغزل . الخلية المنتجة الأولى خاصة في بلادنا العربية اليوم التي تشارك في صنع مجتمع التغيير والحرية تساهم في الحراك الشعبي والإنتفاضات والثورات والحصة الأكبر في تحمل المسؤولية بكل كيانها وعقلها وجسدها وفكرها
تضحيات بلا حدود
كل عام والمرأة بخيرواحترام في يومها العالمي 8 آذار
يد واحدة لبناء الأوطان والمجتمعات الخلاقة المبدعة المنتجة بكل ألوان الحياة والتقدم والإبداع , لقلب الصورة النمطية التقليد الروتين الترهل والعقلية الرجعية البدائية لها وعنها لبناء دولة القانون والمواطنة .. الدولة العلمانية فصل الدين عن الدولة المتحررة من كل قيود العنصرية والطائفية والسياسية المتحجرة , والماضي المستبد الذي يحدّ من خطوات المسيرة والحقوق في ركب الحضارة وسباق العصر الإكتروني الافتراضي وثوراته العلمية
مرت مرحلة المشاعية الاولى او الشيوعية البدائية مهد " عصر الامومة " وسيدة البيت .. حيث كانت هي الإلهة والمعبودة - الأنثى هي الأصل -
ثم دخلت البشرية في مرحلة الاستغلال والتسيد والابوة وكانت فيها السيدة الاولى هي الام الناهية والآمرة- انقلبت الآية بانقلاب وسائل الانتاج وتطورها حيث انتقل دورها الى دور العبدة المسبية المظلومة المعنَفة الجارية المعتقلة المجروحة المُتّهمة المُغتصبة حتى يومنا هذا خاصة المرحلة الرأسمالية والبرجوازية الوضيعة الناشئة , جعلتها سلعة استهلاكية رخيصة وشيئا من الاشياء المنزلية تباع وتشرى الزواج المبكر الإغتصاب الجواري الطلاقتعدد الزوجات الختان زواجها لأجل المال بغير رضاها إحتقار عملها نظرة المجتمع لتحررها لعملها الخ ...
اجتازت المرأة أشواطاً ومراحلاً وعهوداً مريرة قاسية , و بفضل نضالها ووعيها المتدرج وكفاحها الطويل حتى حصلت الكثيرمن نساء العالم على حقوقهن ومساواتهن وقيادة بلدانهن وشعوبهم سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا بصورة رائعة محترمة برهنت على نجاحها ونزاهتها وقدراتها كقائدة ورئيسة وصاحبة قرارصائب في كثير من بلدان العالم في العصر 20 وال 21
ما زال الكثير أمام المرأة لتعمله وتناضل من أجله وتحققه ليصبح الكون أرقى وأعدل
فعندما تتبوأ المرأة الجديرة بالقيادة والإ‘إحترام قيادة أي دولة بالإنتخاب الحرالديموقراطي ضمن دولة القانون القانون والمؤسسات والدستور العصري والتعدد والديمقراطية , سوف تزدهر البلاد وينتصر السلام العالمي الحقيقي وتنتهي الحروب والنزاعات وصراعات الهيمنة , لتنعم الشعوب بحقوقها و ببركات الأرض وفيضها وغلالها .
... اقلدك الوسام على صدرك
و الخاتم في إصبعك
العاملة الأولى في التاريخ البشري ..
يا امرأة
جبال التعب أنتِ
أنهار عطاء ووفرة
تلال ضوء
ومساكب عطر للبشرية
من يرفع ميزان الحق
والسلام , من يدافع عنه ويحميه
أيتها الثائرة
لا تتوقفي
استمري في التغيير
للبناء للتجديد
من يعترف
مَنْ يحترمك ..!؟