عبد المهدي كان يبرر القمع والكاظمي يراوغ عن ايقافه


علي عرمش شوكت
2021 / 2 / 28 - 18:40     

اسقطت انتفاضة تشرين، الجزار عبد المهدي لكن نصب مصطفى الكاظمي خلفاً عنه ليستكمل نهج سلفه الذي لا يختلف مسلكه سوى باشكال اداء القمع المكرس على حراك الشارع المنتفض. ومن اوجه الاختلاف كان السلف " عبد المهدي " يبرر بصورة ساذجة لشراسة ارهاب السلطة. غير ان الخلف " الكاظمي " يعطي في الكلام حلاوة ويروغ عن القمع، كقوله المكرر السمج انه " ولي الدم " وسينتقم وسرعان ما " يُغلس " التزاما بما يُفرض علية " التغليس ".
لقد اخذ رئيس الوزراء في الاونة الاخيرة يتبع سياسة تبديل الاجهزة القمعية، للهروب من معالجة التدهور، فيستخدم" الوية حفظ النظام " الشرسة التي اسسها عبد المهدي ليحصد بها ارواح سبع مئة شهيداً وعشرين الف جريحاً. ولكي يلوذ الكاظمي بغشاوة باهتة لعلها ترضي الشارع المنتفض، فيقدم على حل هذه التشكيلة القمعية. ويبدو لم تقبل مراجعه، " الكتل المتنفذة " فالغى قرار الحل. كعادته في سرعة تراجعه عن قراراته السابقة.
وعندما اوغلت كثيراً بعدوانها الهمجي على المنتفضين استبدلها بـ " وحدات مكافحة الشغب" ولم يصل الى مبتغاه فجاء بالشرطة الاتحادية، ولم تتحقق له غايته ايضاً، المتمثلة باخماد جذوة الانتفاضة. ثم راح مؤخراً يجرب حظه باستخدام الجيش. وهكذا دواليك على غرار تبديل وجوه الحكام الذين لم يتلامس احد منهم مع معالجة الازمة الشاملة الطاحنة في عموم مفاصل الدولة العراقية. بل تفننوا بصناعتها وادامتها. هذا اذا ما كانت هنالك دولة.
وحينما اصبح منتفضو ساحة الحبوبي في الناصرية الملتهبة، يلخصون انتفاضة تشرين في هذه { البؤرة الثورية } الباسلة. وتصاعدت النداءات بقلع مستوطنات الفساد ورمزها المحافظ، درج رئيس الوزراء على ذات السلوك المخادع اي المعالجة بالمسموح له باستخدامه، الا وهو التبديل لاغير. بغية التمويه على الازمة واسبابها الناطقة بالفساد والفشل.. وقد تنادى رموز المحاصصة لتشويه جوهر تجدد الانتفاضة، فجاءت تصريحات " المالكي " رئيس كتلة دولة القانون التي جاء فيها: الصراع في الناصرية يمثل تمهيداً لاعلان اقليماً في هذه المدينة" كما ترادف معه تصريح رئيس" كتلة الفتح " الذي كان يصب في ذات المجرى بالقول " ان التظاهرات في الناصرية هي مجرد صراع حولة مركز المحافظ.
لعل بعض التصريحات قد تشير الى احد اوجه الصراع وهو اخذ مركز المحافظ الذي يعني الاستحواذ على اموال اعمار المحافظة التي خصصت لها في موازنة 2021، لكي يتم استثمارها في دعم حملات الفاسدين الانتخابية. ولا ينفصل عن الوجه الاخر الهادف الى ابعاد الاسباب الحقيقية للانتفاضة لما لها من صدى وتاثير على الجماهير العراقية الواسعة المكتوية بنار انحطاط الاوضاع المبشرة بسقوط الدولة العراقي برمتها. بعد ان تداعت اركانها واصبح البلد بلا دولة رسمية انما تقوده الدولة العميقة.
وبما ان رائحة تعفن الدولة العراقي قد فاحت لابد من ان تشمها انوف الذئاب الاقليمية المسعورة حيث استنفرت وغدت تتناحر حول هذه الفريسة الدسمة. لقد ظهر ذلك من خلال المناكدات التي جرت علناً في الاعلام بين سفراء كل من ايران وتركية. وكأن احدهم يحذر الاخر من التمادي على فريسته. في حين يبقى المتسلطون في العراق غافلين فارغين الرؤوس حتى النخاع من الشعور الوطني.غارقين في صراع حول نهب المال الحرام وقد اسفروا بلا اي تحفظ عن غربتهم بل وعدائهم لشعبهم.