إهانة المواطن العربي


عبدالله محمد ابو شحاتة
2021 / 2 / 24 - 09:10     

لقد أصبحت الإهانة واجباً على المواطن العربي أن يؤديه لكل ذي سلطة أو منصب، سواء في العمل، في أقسام الشرطة والدوائر الرسمية، أو حتى في الشوارع والاماكن العامة. ثم تجد هذا المواطن التعيس ينظر إلى تعامل في المسؤولين في بعض البلاد الديمقراطية مع المواطن ويتحسر على حاله، فيتساءل لماذا لا نملك مسؤولين يحترموننا مثل هؤلاء ؟ . لماذا مسؤولونا فاقدون للتواضع كأقرانهم في الغرب !
فهذا المواطن المُهان يظن دائماً أن المشكلة تكمن في طبيعة مسؤوليه وليس في طبيعته هو. ولكن على هذا المواطن أن يدرك حقيقة كونه يجب عليه أن يحترم ذاته أولاً قبل أن يطلب احترامها من الآخرين، أن ينظر لنفسه كإنسان يستحق الاحترام ، ويعتبر احترام الآخرين له تأدية لواجب مُستحق وليس مكرمة أو تفضلاً. بل على هذا المواطن المُهان أن يفهم اولاً معنى الاحترام بصورة صحيحة، عليه أن يفهم كون الاحترام الوحيد المستحق للإنسان هو احترامه كإنسان، لا احترامه كصاحب منصب أو سلطة أو أب أو لكونه أكبر سناً. بل عليه أن يتخلص من أخلاقيات العبيد، " طاعة وتقديس الآباء كترسيخ لطاعة كل ذي سلطة منذ نعومة الأظافر ، طاعة كبار السن، على الصغير أن يصمت في حضرة العجائز، أو الاعتقاد المنحط بأن هناك أشياء يمكن أن تُكسب الإنسان احتراماً زائداً على كونه إنسان.
أما ذاك الإنسان الذي لا يُقدر ذاته، الذي يسمح لنفسه بتقبيل أيدي الكُهان والآباء والتملق لذوي السلطة، الأنسان الذي يرى في الطاعة مكرمة وفي الاختلاف دنيئة، الإنسان الذي يردد مقولات على غرار " إحنا شعب لا نسير إلا بالكرباج " هو إنسان بالفعل يستحق أن يُداس بالأحذية لا مأسوفاً عليه. فكيف لأنسان لا يحترم ذاته أن يطلب احترام الآخرين ! . وكيف لإنسان يرى في دفئ القطيع مكرمة ونعمة ثم يغضب من عصى الراعي وكلابه . فمن ارتضى لنفسه أن يكون عبداّ فلا يتوقع من الآخرين أن يُعاملوه سوى كعبد