فى معتقل القلعة السياسي بمصر عام 1968


سعيد العليمى
2021 / 2 / 23 - 14:11     

صورة من التسعينات التقطت أما م زنزانتى رقم 6 فى معتقل القلعة السياسي حين " شرفته " فى مايو 1968 فى أعقاب الحركة الطلابية فى فبراير من نفس العام مع محمد عبد الرسول وصلاح عيسي وأحمد عبد الرحمن الخميسى . كانت التهمة هى عضوية تنظيم شيوعى يتبع الخط الصينى ، والمقصود وحدة الشيوعيين المصريين ، وكذلك التحريض على / والاسهام فى المظاهرات الطلابية . كان وزير الداخلية آنذاك شعراوى جمعة ، ومدير المباحث العامة حسن طلعت ومعاونه حسن ابوباشا المفتش العام ، مع فتحى قته ، ومنير محيسن من قسم مكافحة الشيوعية ، والعاملون المقيمون من الضباط زكريا عمار ، سمير حسنين ، رضا عبد السلام ، وعاصم الوكيل ، ومن المخبرين سعيد فرح ومحمد عبد المقصود - ومن رجال السلطة الذين اعتقلوا بعد خلاف ناصر - عامر : الوزير شمس بدران ، وغول السجن الحربى حمزة البسيونى ، وعلى شفيق مدير مكتب المشير ( وزوج الفنانة مها صبرى ) . بالطبع لم ننعم بالمعاملة التى كان ينعم بها رجال السلطة السابقين . بعد اقامة فى الحبس الإنفرادى لمدة أربعة شهور - انتقلنا الى معتقل طرة السياسي وكان قائده ناصف مختار معتدلا فى ادارته ثم جاء بعده عبد العال سلومة وقد كان ناصريا متعصبا - كانت هناك قيادات الاخوان المسلمين : محمد قطب ، حسن الهضيبى وولده مأمون ، وصالح أبورقيق ، ومن الشباب الذين شكلوا تنظيمات السبعينات مثل التكفير والهجرة : شكرى أحمد مصطفى ، وعبد الله السماوى ( الشيخ طه ) وقد توثقت علاقتى بالأخير ونشأت بيننا صداقة حميمة . بدأ بالطبع يدعونى الى " الهدى " فكنت أقرأ معه صحيح البخارى صباحا ، وفى المساء كنت أدعوه إلى "الضلال " فيقرأ معى كتاب أسس الإقتصاد السياسي للماركسي جان بابى . وانتهت علاقتنا بشكل درامى عاطفى مؤثر لأنه لم يفلح فى اقناعى بفكره ولم افلح فى اقناعه بفكرى . كان هناك ايضا الكاتب الدكتور على شلش اختصاصى الادب الافريقى ، والوفدى البارز يوسف حموده ، والاستاذ ثروت سرور أخ الشاعر الراحل نجيب سرور، فضلا عن يساريى منظمة الشباب ممن ارتبطوا بالقوميين العرب الخارجين فى التو على العباءة الناصرية : سمير حمزة وعثمان عزام . كما تواجد عدد يعتد به من اليهود المصريىن الذين لايمكن ان تميز بعضهم عن اى " معلم " فى حارة شعبية . وللأسف كانت سياسة غبية هى التى مورست ضدهم فقد حولتهم السلطة بسبب الاضطهاد غير المبرر الى اعداء شاءوا ام ابوا ، وتوهمت اجهزة القمع ان " الانتصار " عليهم انتصار على اسرائيل . هاجر معظمهم لغياب دولة مواطنة ديموقراطية وكان يمكن احتضانهم بوصفهم مواطنين مصريين كغيرهم .