حال الحال


محمود الرشيدي
2021 / 2 / 17 - 17:46     

لابد وإن طال أن يستقيم الحال، حالي وحالك، حاله وحالها، حالنا وحال الحال.
حال الحال هذا أحوال في ثنائيات تنعكس علينا بتناوب (كسعادة/شقاء) (لذة/ألم)...لها منطقها. لا يعلم منطقها إلاّ جاهل يدّعي العلم . وما لا يُعلم لا يحِق أن يُجهل ؛هو أملنا ومحج استقامة الحال.
نسْعد للنجاح ونرضى بطاقاتنا وكفاءتنا ونشقى للفشل ونقلق لضعفنا وعجزنا.
الضعف والعجز نكتوي بمرارتهما فقط عند التنافس البغيض المُطَعَّم بالأنانية والكراهيةالمفرطة.
التوازن النفسي يمثل القاعدة لضمان سمو الروح عن كل عدوانية تؤجج شقاءنا المُؤلِم وتنغِّص دفء الهدوء الذي يُنعِش طعم الحياة بحلاوة من أجل إسعاد الحال.
المعاناة كحالة لاستنزال حالة أخرى مرحة ومُبْهِجة هي في حقيقة الأمر اعتصار بمشيئة إرادية أو بعفوية طبيعية، كما قد يكون في مساعٍ أخرى باضطرارية مُلْزِمَة، لأنه لا أحد يَرْغَب في الشقاء، عوضاً عما نرى فيه أملاً أو بريقاً لِمَا يُزْهِـر مسرة وسعادة.
الوقوع تحت وطأة ما لا مفر منه وما لانرضاه أو نقبل به كقدرنا هو ربما جزء من بداية ما لم يتشكل بعد ، لا زال يلتئم وينتظم ، نحسه مؤلما كألم المخاض عند الولادة، أو كزوبعة من عاصفة في ضبابيتها وعصفها المرعب قبل الإنفراج والصحو، إيداناً بمرحلة أخرى من نمو يَحْصُل بعدها إن لم نَقُل بكل دِقّة ينضج فيها القدر بوجهه الثاني الجميل . وربما عكس هذا صحيح. وتنْجَرُّ السلسلة بحلقاتها التي لا قدرة لنا في معرفة أي اتجاه مسعاها، حتى نعيشه بأحد أحوالها.
أقول أحوالها لأن ما نحسبه يخصنا أو تسري عليه قراراتنا من قبيل الفشل والنجاح ، وبنظرة أعم للطبيعة والحياة، في شموليتها وذاتها، لا وجود في لغتها للثنائيات.
مفاهيمنا نكيلها من أبجديات حواسنا ونسقطها بعنف على سيرورة طبيعة أعظم منا.
النمو الطبيعي لِمَا نحن جزء منه هو في الحقيقة يتفاعل في ذاته باستمرار، ألَمُنا هناؤنا أو معاناتنا لا وقْع لها في قاموسه.
إنه حال الكون في وجوده لاحالنا..