مستقبل الماركسية!The Future of Marxism


ادم عربي
2021 / 2 / 8 - 19:35     

هذه ترجمة للكاتب Sean Sayers محاضر في جامعة كنت

ماركس ركز بصورة جوهرية على التحليل والتفسير للمجتمع الرأسمالي ، والرأسمالية كما اوضح لنا وفسر لنا هي نظام يعاني من المتناقضات و التي لا يمكن التخلص منها أو إزالتها، لهذا السبب هي ليست نهاية التاريخ ولا يمكن ان تكون ، انها فترة او حقبة محددة من التطور التاريخي لا بد انها ستزول لتاخذ مكانها حقبة أو حقب أخرى. نظرية ماركس وتفاصيلها ، وقد مضى على هذه النظرية أكثر من قرن ونصف من الزمان ، ما زالت تعمل و تمدنا بتبؤات متكاملة ومحكمة عن النظام الرأسمالي. هذا لا يعني الإفتراض بأن توقعات ماركس عن الرأسمالية ينبغي القبول بها كاملة ، مع الاخذ بعين الاعتبار محاربة الماركسية في الغرب ، فبعض تبؤاته لم تكن صحيحة خلال التطور التاريخي للراسمالية في العقودالمنصرمه ، لقد برهنت واثبتت المجتمعات الرأسمالية المتقدمة، النجاح اقتصاديا وديمقراطيا وسياسيا بخلاف ما توقع ماركس او الاشتراكيين بصورة لاحقة . ذهبت توقعات ماركس بصورة مغايرة، ف لم تعاني الطبقة العاملة ، طبقة ماركس ، في المجتمعات الرأسمالية من الفقر أو تحولت الى قوة ثورية كما هو منوط بها
ان اكبر ازمة تمر بها الراسمالية هي في هذا العصر حيث الانهيار الاقتصادي في معظم المراكز الراسمالية وحيث الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي الا اننا لم نشهد قوة ثورية ارادت الاطاحة بالنظام الراسمالي وحتى في دول العالم الثالث والتي تعيش على هامش النظام الراسمالي .

ان التجربة الاشتراكية وتورة اكتوبرهما لانجاز تاريخي دون منازع ، وكان تاثيرها في العالم واضحا ، فبفعل ثورة اكتوبر تطورت روسيا شبه الافطاعية الى دولة صناعية عظمى بل فاقت الدول الراسمالية ، فخلال الاشتراكية تطورت الصناعة والصحة والتعليم ومستوى معيشة الناس ، لكن ما هي اذن ازمة الاشتراكية ؟
من المفترض ان تكون الاشتراكية مجتمعا ديموقراطيا ، لكن التجربة الاشتراكية استعاضت عن ذلك بالديموقراطية الشعبية ، في مجتمع بلا طبقات ، حسب ماركس ان الدولة اداة طبقية وهي دولة البرجوازية في الراسمالية ، لذلك تتجاهل الاشتراكية الديموقراطية لكونها لعبة تستخدمها البرجوازية لمصالحها .
تفترض الماركسية ان الاشتراكية هي ليست اكثر من فترة انتقالية قصيرة بين النظام الرأسمالي و النظام الشيوعي ، ان هذه الفترة ستكون قصيرة حسب الاعتقاد ، وبدون أضرار جانبية ذات تاثير تذكر. لكن عندما أزيلت الملكية الخاصة ووسائلها ، فان الأسس المادية للخلافات الطبقية من المفترض أن تزول عاجلا أو آجلا بشكل أوتوماتيكيا ، لكن للأسف شيئا من هذا القبيل لم يحدث في أي مجتمع اشتراكي. بل ا كثر من هذا هناك أدلة بأن الخلافات الاجتماعية على المستوى الوطني والإقليمي والاثني قد استمرت في ظل الاشتراكية. الرأي التقليدي الماركسي بأن مثل تلك الخلافات والمنازعات ستزول أو تخف أوتوماتيكيا مع التطور الاقتصادي. مع هذا بينت التجربة بأن تلك الخلافات والأزمات الاجتماعية قد تعززت وازدادت قوة بعكس ما جاء في النظرية. وقد عادت الخلافات للظهور بأكثر قوة وخطورة في الاتحاد السوفيتي وفي شرق أوربا.


1- The Future of Marxism “ by: Sean Sayers , University of Kent at Canterbury, June .1991