فضاءات ملبدة والطرق غير معبدة نحوالانتخابات


علي عرمش شوكت
2021 / 2 / 4 - 14:40     

تتساءل الناس وبخاصة الفقراء عن اي اجواء يراد فيها اجراء الانتخابات .؟ وان مناخ السياسة في العراق بمختلف اصوله وفصوله، ظل ملبداً باثقال عكرة. ليس من اليسير تفكيك مكنوناته، الا ان المنتفضين المقيمين بالشوارع وقبالة ابواب " الخضراء " واخواتها من قلاع السلطة. القابضات على القرار السياسي. لم يتوانوا عن قرع اجراس التنبيه والتحذير.. فأعتصموا رافسين اسفلت الارصفة باقدام راسخة متحدية عسف دوريات جندرمة الحكم. التي تعبر عن المنهج البربري للطغمة المتسلطة الذي تمارسه ضد المطالبين بحقوقهم المسروقة، حيث انها لا تعرف غير لغة القمع الذي تجلى انموذجه القبيح بما جرى لاصحاب الشهادات العليا..
ما زالت نافذة الانتخابات تتعرض الى ستائر معتمة. الا انه يلمس ثمة سعي شرس يجري لغلقها لاجل غير مسمى، مبعثه الذين يخشون ارادة الجماهير التي تعهدت على قلع الفاسدين اذا ما جرى تطبيق قانون انتخابي عادل وبنزاهة خالصة، نحو عملية تشكيل برلمان جديد. ومع كل ما تقدم من اشارات فلم تنفرد بتشكيل العامل المحبط انما الفعل الاكثر تأثيراً من غيره في عدم استثمار الوسيلة الوحيدة المتاحة امام شعبنا للتغيير " عملية الاقتراع " هو تراخي قوى الحراك الجماهيري، وافتقارها للبلورة وللرصانة و لـ "رأس النفيضة " القائد. سواء كان حزباً ام جبهة او ما تقتضيه ارادة اوسع الجماهير صاحبة القضية.
ان جماهير النهوض لتغيير الواقع المرير تشكل الاغلبية. ويمكن الاشارة الى اقرب معيار لتأكيد ذلك هو80% من عدد الناخبين الذين لم يشاركوا بالتصويت. غير انهم للاسف الشديد، قليلو الحيلة والتدبير وغير متهيئين لخوض المزاحمة مع ديناصورات الفساد، اذا ما بقوا في وضعهم المبعثر الحالي. لكونهم فاقدين للثقة في بعضها البعض وكذلك لم تتوفر لديهم الحصانة من الانتهاك. ومن الاستدراج واغراءات القوى المتنفذة وبخاصة للاجنحة الضعيفة التي باتت فريسة سهلة. و على وجه التعيّن من قبل خصومها الذين يتأبطونة لها شراً. لقد شهدنا ذلك متجلياً في هرولة البعض الى صفقة المقايضة. التي عرّفت بمعادلة رفع خيام الاعتصام مقابل بعض الوظائف، ربما تكون وهمية وغير صادقة، التي قدمتها حكومة عبد المهدي وتماثلت معها حكومة الكاظمي ايضاً، التي لعبت على ذات الحبل الوسخ.
هنالك ثمة فقاعات سياسية تطفح على سطح حركة التحالفات الانتخابية جديرة بالمعاينة. ابرزها بعض الاحزاب التي تشكلت مؤخراً، حيث تبدو باوزان هوائية. هذا وناهيك عن كون جوهرها تشكيلات بديلة لمنظمات السلطة. او صُنعت لتؤدي دور المناوبة في الاداء عن سلفها الكيانات التي عجزت عن مواجهة الجماهير الغاضبة. ولا يفوتنا ان نشير الى مفارقات ايضاً، صار اغلبها يتمظهر باسم مدني وديمقراطي" للكشر " ويرفع شعار مكافحة الفساد، متناسياً فشلهم وفسادهم الذي يزكم الانوف.. !!
لاينبغي بعد هذا المجرى الملوث، ان نخدع انفسنا ونعود الى التعلق بامل الانتخابات، التي يعول عليها كطوق نجاة من الغرق.. لكون سيول الكارثة جارفة ومتدفقة مسندة اقليمياً. وهذا ما يراد له ان يبقى الى ما لا نهاية. من قبل الكيانات المتنفذة الماسكة بزمام السلطة.. غير ان التعويل كل التعويل على قوى التغيير وحراك الشارع الذي هو الكفيل بازاحة الطغمة الباغية. اذا ما احسن الاداء السياسي والتمحور الصلب لقوى انتفاضة تشرين الطليعية واحزابها التاريخية ذات الباع الطويل بالعمل السياسي والنضال الوطني، حول برنامج التغيير المدني الديمقراطي ومن ثم خوض الانتخابات.