ماطور اضعيف؛ وعلاهن فلاحة عاشقة...


ذياب مهدي محسن
2021 / 2 / 2 - 18:16     

تمخر الفلك والمواطير في شط ابو جفوف، شط الشامية فرع من الفرات، النهر الطافح بالماء الدهلة.. يجري جارفا، منسابا، مترقرقا، مزمجرا، عذب كعاشق يتسكع وئيدا في انتظار حبيبته.. يهمس للشجر وللقمر وللضفاف متماهيا مع النسيم الذي استحم ببرودة ظلال بساتين النخيل واشجار الغرب وصفصاف الشواطئ العاشقة، ونزق الماء الممتد الى حيث لا تخوم.. الشمس الساطعة والغافية على وسادة من سحب تتجمع وتفترق كأنها بجعات بيض ضخمة تمارس لعبة طفولية " غميضة الجيجيو" ولحد الآن لم اعرف ما معنى ( الجيجو!؟) و حسب قول: اهلنا هناك، سكان الريف القرويين، السفن، ويقصدون بها الفلك والمواطير والبلامة الكبيرة " لنجات، مفردها، لنج" وماطور اضعيف، متجه شمالأً صوب ناحية الصلاحية، ومرساته عند، قرية عكَر، عند فرع نهر اغضيب " ناظم اغضيب" وهنا، حيث ينحرف شط ابو جفوف ويشكل مجراه ما نسميه " الخورة" هذا الجرف " الشريعة" كانت تسكنه عوائل ننعتهم ( البو سلامات) وهم ممن يملكون المواطير الآلية الكبيرة للنقل النهري، وكذلك الفلك ومحركاتها تشتغل بالديزل، تصل للشامية في صباحاتها المفعمة بنشوة الفجر، والنسائم العبقة برائحة الصفصاف، وشلب العنبر، مطعمة بفوحان رائحة مياه دهلة الفرات وقت " خنيابه" حيث ماء الشط أحمر بغرينه، الطين الحري المذاب فيه من منبعه.. وبعد الظهر حيث يتجمع ممن أتى فيهم، والعودة إلى اهاليهم، حيث قضوا حاجاتهم، بيع وشراء، وتسوق ولقاء، وقضاء بعض امورهم في مراجاعتهم للدوائر الحكومية، او لمستشفى الشامية، وغير ذلك.. بعد الواحدة ظهراً تبدء المغادرة، " اتغرب " المواطير والفلك، باتجاه شمال الشامية، وبالتتابع حسب السره، فالذي يصل اولا، يعود متأخراً، والعكس هكذا، وعند العودة في اليوم الثاني يكون السره مختلف وحسب ممن يصل لمرسى المبيت اولاً، يعود للشامية متأخرا.. كنت في الأول متوسط، استأذنت والدتي بالذهاب الى مكائننا " مضخات مهدي غلآم " المنصوبه في منطقة صدر عكر، حيث تسقي المزروعات والناس والطيور، يعني تسقي الحرث والأرث.. والدي كان على سفر، اخوتي الكبار لم يمانعوا في ذهابي حيث الوالدة طلبت منهم الموافقة، أخي ( ريس ) وهو الأكبر مني وتسلسله الرابع في العائلة وانا أأتي خامساً، اخذني لحد شريعة الزوارق الألية ( المواطير، والفلك) ونحن نعرفهم، ونعرف اصحابها جميعهم، سلم أخي على " اضعيف" وهو ممن يملك ماطور كبير محركه آلي يشتغل بالديزل، رحب بنا، وطلب منه أخي ريس ان يصلني الى مضافتنا عند مكان المضخات، واوصاه: " اضعيف ديربالك تغفل عن ذيبان؟" ضحك اضعيف ورده: " يابن الشيخ تعرفني بذيبان من خلقه ما يحمله،! هههههه" ضحكنا، وركبت في اعلى الماطور على سطحه، و فيه اغراض العبريه" ركابه" من النساء والرجال، وما اشتروه، وما ارجعوه حيث لم يباع، وفي الماطور يركب ويحمل به، البشر والحيوانات، طيور داجنة، ماشية وحتى الأبقار وغيرها.. بعد نصف ساعة تحرك ماطور اضعيف، يمخر مياه دهلة شط الشامية، " مغرب " اي شمالا، متحدياً تياره الجارف حيث كان في زيادة، وعكسه " مشرج"، آي جنوبا، منحدر.. الماطور مليان بالركاب، وحتى فوق سقفه كان بعضهم جالس مع اغراضه وانا بقربهم كذلك، والشمس " تصكَع" تتقد علينا باشعتها، فالفصل صيف، وهذا شهر تموز، وانا في العطلة المدرسية اتمتع بهكذا سفرة، الهوى بارد مرطوب، حيث رذاذ الماء الناتج من سير الماطور عكس جريان النهر، فيولد نثيث من قطرات ناعمة من الماء تلفح وجوه الراكبين، طيور النورس " الغاك" تلاحقنا حيث بعض الركاب يأكل ويرمي بعض فتات خبز او بقايا طعامه في النهر مما يجعل النوارس تتسابق وتزدحم في الحصول على بعض ما تأكله.. وانا متونس بهكذا مشهد، الماطور يتوقف على شاطئي النهر شريعته، تارة على جرفه اليمين لينزل بعض الركاب، وتارة اخرى على يسار جرف النهر شاطئه، وهكذا حتى يصل إلى شريعة البو سلامات، مرسى الماطور الآخير.. وكنت اساعد بعض النسوة والزلم " الرجال" حينما يريدون النزول، وارتاح لمفرداتهم في لهجتهم الريفيه " حبوبه هييجني ويالك" او " عمي أبن الحجي ناوشني هذا المرواح" ، " خاله زم وياي المعيطريه" ، " يالولد: اطني هذي التبليه" وهكذا وهم يدعون لي، ولوالديه وعفيه، واللهم يطول بعمرك، وبالبطن النكَلتك"، ومن يعرفني يتمازح " ها يالحضري وين امولي بهل ظهرية!؟" المهم انا ساعة على سقف الماطور، ومرة مع ركابه، في وسطهم، واتحرك ما بينهم اطفر مابين اغراضهم، اذهب الى مؤخرة الماطور حيث الدفة وفيها " سكان يدوي" للماطور عندما يتعطل المحرك، واضعيف: " بويه أبن الحجي أركد شويه، لا توكَع وتبلينه وي ابوك!"، لمحتها مع بيبيتها، انها ( علاهن ) التي رأيتها مرة مع أخي في طبر ناشف، تغطية الحلفاء وشجيرات الطرفه والطرطيع، يمارسان الحب، عند بستان متروك لم يزرع حيث ارضه صبخة، فيسمى بستان البور، كانت تغزوه نباتات الحلفاء الكثيفة، وشجيرات الطرفة وبعض الحشائش الطبيعية، وعلاهن؛ تسرح ببقارتهم عند هذا البستان وهو يبعد عن بيوت القريه حوالي (3كم)، وبعد هذا كانت تتودد لي وتتقرب وتعطيني بعض اشتغالات يدها، حينما تصنع من خوص سعف النخيل اشياء جميلة،( فرارات، مهفات صغيرة، مكنسه، واحيانا تسف لي ما يشبه القبعة)، وهي تسف ايضاً اشرطة عريضة لصنع منها الحصران الكبيرة، وكذلك لصناعة ( خصاف التمر) حيث يوضع فيه التمر ويكبس، حينها يسمى ( الحلان).. علاهن قمحية الوجه، مضيئة، عيناها دعجاء بسواد دامس بؤبؤها يسبح في بياض عينيها الرقراق بفيض مائه، دمعه، وحاجبين سميكين معقودين كهلال اسود يغطي عينيها المكحولتين من طبيعتهن، واما رموشها فكانا كسعف نخلة نشوة وحينما ترمش فأنهن يتلامسن مع حاجبيها كعاشقين يتلاثمان القبل.. وحينما عبرت على دوسة الماطور امسكت بي علاهن وسلمت، وانا في استحاء شديدة واخاف من كلمة تصل إلى أبي فهنا مشكلة؟، قالت:" بيبي هذا ذيبان أبن مزكاية، ابن حجي مهدي غلآم"، مدت يدها الجده وامسكتني من شعري، ثم سحبتني وقبلتني من خدي، وخصة والدتي مزكاية بالسلام.. علاهن مبتسمه، ركاب الماطور كلهم ينظرون، لهذا المشهد فقسم منهم لا يعرفني بأنني أبن الملاك مهدي غلآم، المهم قالت لي علاهن:" اكعد اهنا، موش اخيك وصى اضعيف ان تكعد وتركد"! واشعرتني بقرصه من يدها عند فخذي، جلست وانا محمر الوجه، خجلا ومن الحر، وتحركاتي في الماطور.. وهمست:" ذيبان راح اتبات عند خوالك"؟ هززت رأسي بموافقة كلامها، ثم نهضت اساعد بعض النساء حيث ( جدم، توقف) الماطور عند جرف النهر، ورجعت حينما تحرك الماطور، جلست قرب المقدمة، كانت علاهن شابحة بعينيها نحوي، واحس ببريق عينياها ولهفتها وبنشوة القاء، لكن لا افهم مقصدها، حيث تغمز لي بطرف عينها، وتلاعب شفتيها العنابية بلسانها، وصلنا ناحية الصلاحية، بعض الركاب نزلوا، وانزلوا اغراضهم، وانا اساعد بعضهم، تقريبا لم يبقى من العبريه إلا القليل من الرجال والنساء بضمنهم علاهن وجدتها، ويمخر ماطور اضعيف تقارب لمنطقة نهر الحدادي ومن هنا تبدء حدود اراضينا، وبعد نهر الحدادي وعلى ضفتي النهر بقج، مفردتها بقجه، حديقة بيتوتيه، وبالشعبي " بكشه" تسيجها اشجار الصفصاف غالباً مع اشجار التين، وكل بكشه امامها شريعة تستعمل لأهلها، حيث لا اسالة ولا مياه صالحة للشرب فتستعمل مياه الشط بعد التصفيه البدائية للشرب وكذلك للاستحمام وتنضيف الملابس والسباحة في الشط صيفا، وهنا يقع بيت،" جرير"، ( العاشق الذي فقد عقله بعشقه)، وكان من الاذكياء والنوابغ في دراسته فهو تخرج من الثانوية، الفرع العلمي بمعدل عالي جدا، وقبل في الكلية الطبية، جامعة بغداد، ولكونه من الطلبة الشيوعيين، وحدث انقلاب 8 شباط الاسود 1963 وهو في الصف الثاني طب، وعاشق، تم سجنه وتعذيبه في مقر الحرس القومي في الاعظمية، وبعد انقلاب 18 تشرين الأول اطلق سراحه ولكنه فقد السيطرة على عقله، فترك الأول والتالي، ورجع الى قرية عكَر، يقرأ، ويغني بصوت شجي، حينما يجلس على جرف النهر عند شريعتهم، وفي الظهاري كان الجو يهزه، وللنهر امواج لا تنتهي.. وللغناء سلطة وسطوة وعرش عليه.. دون ان يعي يرفع صوته الجميل الصادح بالغناء.. فتقف ضفتا النهر على أقدامها انبهارا.. فصوته الجميل يتغلل في متاهات الروح ويستفز ما نام او قر او رسخ من الهموم.. واطلق هذا الجو الساحر والحلمي العنان لعواطف ( جرير العاشج) الذي يجد صعوبة بالغة في السيطرة عليها كل ظهيرة حينما تمر المواطير او الفلك من امام شريعتهم. علاهن تنظر لي وتهز رأسها غفلة عن جدتها، وانا إبتسم بوله، اشبيب لا يعرف طريق العشق وما ورائه! " جرير عاشق مسودن" سمعت اضعيف يتكلم مع احد الركاب الأفندية وعلى مايبدو هو ليس من اهل الريف، من اهل قرية عكَر.. وجرير العاشق، بركان أشواقه المستيقظ دائما لا يلويه او يحجزه شيء.. فيسعى تملصا من هديره الداخلي فيصدح بصوته وصداه، من ضفة النهر الثانية وبساتين النخيل، شاردا في النهر الذي ينتهي حيث تنتهي الأمواج الجميلة.. وتشتعل الاجساد الجامحة بالرغبة والاماني والاحلام.. وينتظر العشاق، والعاشقات من صبايا الفلاحات خاصة، في حقولهم كانوا او في بيوتهم، يسمعوا صوت جرير.. جرير العاشق الكبير والمخضرم.. الذي شاعت قصة غرامه منذ نيف من السنين.. ويطوفوا مع صوته وأغانيه المكلومة دائما. جرير، ذلك الرجل الاسمر القوي الواثق من نفسه، الذي لم يتنازل عن حبه رغم سواتر اليأس والعذابات التي تعترض طريقه، وجميع اهل القرية بل اهل الناحية، يعرفون قصته تماما ويعتبرون ظفره بمن يهوى من المستحيلات.. قرب ماطور اضعيف، حيث يمر امام شريعتهم، وانا اصغي السمع لهذا الصوت الجميل والذي يذكرني بصوت رادود حسيني في النجف ( كاظم القابجي) فصوته يشبهه بالتمام وايضا طور غنائه يتقارب مع طوره " اقصد طور القابجي الحسيني النجفي" وجرير يغني دون ان يشعر بالتعب او تتقطع انفاسه او يتحشرج صوته الهادر الذي راح يوقظ ظهرية النهار، مترنما بطوره وكما قلت بالحسيني العاشورائي، صوته الشجي يمطر حزنا واسى، وما صعد من جرعة الحزن والاسى موال الحاج زاير الدويج الشاعر، الثريا، في سماء الشعر الشعبي العراقي، والذي كان تلك الظهرية على مايبدو، موافقا لمزاجه ومتماهيا مع روحه العاشقه والمظلومة.. إذ راح يردد بشوق وشغف وبصوت يصدح كلمات دويج المعبرة.. ويفرط في تطريزها بما يملك من عرب قوية.. وهو يقول :
من يوم فركاك ما لذن جفوني بسنه
ومن كثر شوكي تسعرها لدليل بسنه
يا ترف حسنك يفوك اعله البدور بسنه
من دون كل الخلك سيفه عليه شهر
حين رماني ولأسرار المودة شهر
انته عليك السنة تمضي بحسبة شهر
وانه عليه الشهر كل يوم منه بسنة
يبهر السامعين...فترمى عليه كلمات الإعجاب من الصوبين... (عاش حلكك)...( تسلم) ..( الله يساعد كلبك) قالتها بيبية علاهن، وهي تهز برأسها طربا وشوقا، عجوز وتتذكر ايام عرسها!؟ اما اعلاهن فضحكت وغطت وجهها بعبائتها حيائا واستحاء من كلمة بيبيتها" الجده" اما أنا فكنت وله، فتقربت من علاهن، وسألتها : " شسمه هذا الديغني؟" وهي مدنجه :" اسمه جرير المسودن!" ضحكت انا!:" علاهن شلون مسودن ويغني يهيج حلو ويخبل!؟" همست:" ذيبان باجر تعال لبستان البور، واكعد بطبر الحلفة هناك ولا تضل تكمز ويشوفونك، عندي وياك حجي.. موش تنسه الصبح من تفك اريوكَك، اتختل وروح للبستان، ولا تكَول الواحد" صفنت ولا اعرف شنو السبب!، وبعد برهة وافقت لها، : " بس تحوجيلي مهفات، وتسويلي فرارات مو؟" ضحكت :" ولك مهبول لا تصييح، باجر هناك اشوفنك؟" المهم قفزت الى دفة الماطور، حيث وصلنا شريعة الرسو، والتوقف الاخير، ونزل الركاب وانا اساعدهم، ومع علاهن ايضا اساعدها، وبعد ذلك اشار اضعيف:" ذيبان بويه انتظرني، خل ازتك احذه خوالك، لا تمشيش وحدك، جلاب أبن مشيعل يمرعدنك، مجلوبات،" وبعد انتظار دقائق، ربط ماطوره عند الضفة بشكل جيد، وتكلم مع رجل شايب يحرس شريعة الرسو، واخذ بعض اغراضه معه، و ودعنا الرجل الحارس، الساعة تقاربت السادسة عصراً، وعند بيت خالي حيث مضافتنا، نادى على بيبيتي : " ام عبد الواحد، ام عبد الواحد، هذا ذيبان أبن الحجي جبته وياي؟" ركضوا اولاد خالي الصغار بنات وبنين، ومن وراء السعف اليابس سياج البيت، كانت بيبتي ترد السلام وتتشكر من اضعيف.. " شكراً خالي اضعيف "، سلمت عليه مودع اياه، ودخلت بزفه الى بيت خالي وبالحضن بيبيتي اخذتني، حيث تغدينا ومن بعد ذلك الى النهر للسباحة، ومن ثم ليلة جميلة بحكايات، وسوالف، وغفوة، وكنت اللوب لماذا طلبت مني علاهن ان انتظرها في بستان البور؟ المهم في الصباح، اغتسلت، واكلت الفطور، ولعبت قليلا مع اولاد خالي، وبحجة اروح للمضخات وحدي، وصلت بالقرب منهن، سلمت على الميكانيكي والمشغل للمكائن ( سيد عباس مسيباوي) وتحاينت الفرصة حيث لمحت من بعيد مابين النخل علاهن تسرح مع بقراتهم وبأتجاه بزايز الارض، الى مكان اللقاء.. فانسليت ما بين النخل والارض المزروعة بشلب العنبر، متخذ تعرجات اجتاف فرز الواح البساتين المزروعه، ومن ثم نزلت في طبر الحلفاء الجاف باتجاه نهايته عند بستان البور، موعدي مع علاهن.. جلست على بعض الحشائش الطبيعية التي نمت في رمل منتصف الطبر، انتظرها، واصيغ السمع لهديل اليمامات عند سعفات النخيل، وبلابل تتواكح بصداها تغريدا، وثمة فخاتي يتناغن بعشقهن واللقاء، والعصافير الدورية تلعب وتمرح بكل نشاط اجنحتها وتزقزق بحريه، نسائم فيها طعم الرطوبة وبنكهة صبخ الارض، وبعض لفحات رائحة عثوق التمر التي في طريقها لتنضج، وفي لحظتي هذه سمعت صوتها وهي تصرخ على بقرة دخلت لوح زرع شلب العنبر" الدبسه اهناااا، هوووو" فرفعت هامتي قليلا، لاستطلع الأمر، رأيتها تسوق بقرتها السوداء " الدبسه" لتلحقها مع البقية، وهي تتلفت يمينا ويسارى، بعد ذلك راحت لفسائل بجانب نخلة وسط بستان البور، على صفحة طبر الحلفاء، فصرت امامها مباشرة، نظرت لي واشارت بيدها ان اجلس، وهكذا تركتها ولا اعرف بعد ذلك عنها شيء.. لكني اسمع حركتها وتهش على بعض بقراتهم، واخذت تغني بصوت هادئ، وانا في الانتظار ولولا بعض ظلال نخيل بستان البور على الطبر لكانت شمس الضحى التموزية اخذت مني مأخذها.. بعد انتظار دقائق جاءت تسير وسط الطبر، وهي تضحك، شفتيها قاتمة الأحمرار من اثر الديرم، وعينيها بالكحل يسرقن اللب وهن دعجاء سوداويتان، عينان المهى، واهدابها، رموش عينيها، يعانقن الحاجبين، الهلاليين، كقوس آيوان الاضرحه، كانت تلبس ثوب رماني طويل لحد كعبيها، نهديها النافران بدون ستيان، حيث ثوبها مفتوح عند الصدر، لم تزرره كانت متعمدة، وشيلة تحف بها رأسها، وفي يدها " شكَه " قطعة من عبائة قديمة تستعملها لجمع الحشيش بعدما تحشه من السواقي الصغيرة التي تروي المزروعات فهي تنموا على كتفيها، تجمعه بها وتأخذه لتطعم بها بقراتهم في فترة الليل.. نهضت من جلستي، احتضنتني بقوة وبشغف، ومن ثم باستني في خدي، كان جسدها متوهج، ورائحتها الريفيه اشمها، خليط من نكهة حرق السعف، دخانه، ورائحة ثوبها كانت معطرته بدهن الورد.." شلونك ذيبان، امس اتونسيت بماطور اضعيف مو؟" ضحكت ولقد توهج وجهي باحتقان دمه، هكذا احس به! " ذيبان شمالك تحومرت، ها ابو الطماطة، يالحضري" ضحكتُ، ففرشت قطعة العبائة " الشكَه" و وضعت عبائتها على شجرة الطرفه المسدية على الطبر، وجلست وكنت واقفاً، " اكَعد ذيبان" جلست بصفها، راحت تمسد شعري، ومن ثم ضمتني إلى حظنها، وسحبتني لكي اجلس فيه، وتكلمت عن حبها لاخي الكبير، وكيف تحبه وهو لا يحبها فقط حينما يأتي للارض، ويكون عنده فراغ و وقت يلتقيها، ويقضي معها وطراً في ممارسة الحب ومن بعد ذلك يتركها ويغادر، وهي تقسم لي بأنها تحبه من قلبها! وانا في تيهان هكذا كلام، مرة رأيتهما معاً، اخي يضاجعها، وحينما شاهدني، تركها وعدل نفسه، وتابعني الى حيث سيارتنا وتواجد والدي، وتقرب مني واوعدني بأن لا اقول ما شاهدته حتى يساعدني في يوميتي اضافة على ما احصله من والدي يومياً، بس السكوت وعدم البوح بما شفته في لقائه مع علاهن في طبر الحلفاء.. علاهن خلعت شيلتها من رأسها وكانت تملك ظفيرتين " كصيبة" طويلتين، ورائحة الحناء تفح من شعرها، كان نهديها يتدافعان حينما تتحرك في جلستها وانا انظر لفتحة الصدر الدالعة وعلاهن تتعمد بحركتها ان تجعل نهد منها يريد الخروج من فتحة الثوب المدلوعه، كان صدرها قمحي فاتح يغلبه البياض، افتح من وجهها المشرق بلونه الحنطي.. ومن شعر رأسي سحبتنا حتى صدرها وما بين نهديها غمرت وجهي واخذت تداعبه بنهديها، وانا مبتسم ولكن دب دبيب انتصاب قضيبي تحت سروالي حيث اخذ راتفاعه يدفع دشداشتي، وانا جالس في حضنها، هي عرفت بأني اخذت اتوهج، وعيري اخذ ينتصب ليتوتر، " ذيبان انت تعرف اتسوي مثل اخوك!؟"..:" شنو علاهن، شنو اسوي!".. ضحكت، " جا ماتعرف كليش !" علاهن اني ما ادري لويش اجيت يمج"؟.." يابعد روحي ذيبان، موش اني احبك على محبة اخوك"، هنا اتضح لي الأمر، وتداركت الفهم والغاية، " علاهن وحق سيد فلحي، اني احبك قبل ما يحبك اخوي، بس كنت اخاف" ( سيد فلحي، مكان فلاح متوفي، من زمان يعتقد ان له كرامات) فاهل القرية يحلفون به، ومن يكذب في قسمه، فسوف يتلقى شارة او عاهة تصيبه، وانا على هكذا سماعي، اقسمت لها.. ضحكت واخذت تعانقني بقوة هي اكبر مني واقوى، فلاحة، نشطه، شابة، ونشوة وكيحة، مهرة جامحة، واخذت ايضا اقبلها من فمها، هي لا تحبذ البوسات من الحلك، هكذا قالت لي!، فرحت اشمشم ما بين اذنها ورقبتها الطويلة، وبحركة من لساني لا اراديه مسست وسط اذنها، فارتعشت واستلذت، فتعمدت ان اعض شحمة اذنها باسناني عضه خفيفة، قرصتني من فخذي، ولقد انتصب عيري بشدة، وضعت يدها على رأسي ودفعته ببطئ نحو صدرها، اقبله واشمشم به حيث عطر دهن الورد يفوح منها وهي محرورة ومحمومة، بعد ذلك ازاحتني من حضنها، ومدت يدها واخرجت نهدها الايسر كان متكور متضخم وحلمته حمراء كجمرة، نافرة كبيرة، ونظرت لي، عرفت انها تريد ان ارضعه، فالقمته بفمي، ورحت ارضعه كطفل مفطوم من حليبه والآن حان اشباعه، كانت آهاتها، ونشيغها، وزفيرها، اسمعه وهي تنفث به نحوي، بوجهي، وبرقبتي، وتضغط على راسي، وكأنها تريد ان تلحم وجهي بنهدها، فمدت ساقيها، واستلقت بجسدها على قطعة العبائة المفروشة، نهدها الايسرامامي، يشع بوهجه وانا من كثر مص حلمته، حولتها الى احمر قاني، وكانت هالة تحفه، نهدية اللون.. " ذيبان انت شفتنا من جنه انسوي اني واخوك مو؟"، هززت برأسي بالرضى، فسحبت ثوبها وكشفت عن ساقيها، وباعدت مابين فخذيها المرمري الأبيضان بمسحة حنطية، حينما كشفت عن ساقيها، راح قلبي يرقص كالمجنون وهو يشاهد اول مرة امرأة كاملة الأنوثة مستلقيه امامه وكاشفه عن جسدها بعدما رفعت ثوبها لحد نهديها، كان خصرها ظامراً، وسرته، زهرة من شقائق النعمان، وعند وركها متسع من الجمال، " ذيبان انزع دشداشتك، يا الله بسرعه،" خلعتها، وكان قضيبي يدفع بسروالي منتصبا، " انزع أللبيسك " خلعت سروالي " لباسي" فبرز عيري كوتر ممتد برأسه الأحمر المحتقن، " نام فوكاي ذيبان" فاستلقيت فوقها، وراحت تشبك يديها على ظهري بعنف وانا احتضنتها بشوق جارف وهي كذلك ريفيه وحبة اشبيب للتو يعرف يتضاجع مع امرأة ناضجة وليست صبية، وبعد عناقي لها الطويل، توقفت وانا مشدوه البال من رؤيت جسدها الممد امامي، كان الدم يفور بداخلي، مدت يدها وامسكت زبي، " ذيبان تعرف وين اتخليه ياغاتي" ضحكت بخجل، وكنت مركز بنظري على شعر عانتها الكثيف الاشقر، كيف شعرها اسود ونرجسي بالحنة، وشعرتها شقراء؟، كنت في تيهان كيف يحدث هذا، هل انا في حلم! لكن ما يجري حقيقياً.. سحبتني بعدما وضعت يدها خلف وركي، " نام عليه ذيبان" وما بين فخذيها كان عيري اولجه، وانا اتحرك باحتكاكي مع جسدها، جسدها الصبي، البض، والناعم ببياضه الغالب على قمحية شكلها، كانت اشهى امرأة في الكون في نظري، نعم فلاحه واعمالة الرعي، والفلاحة تكون قاسية على المرأة الريفية عامة، واشعت الشمس الصيف التموزي اللهاب التي تفرغ عليها غضبها في النهار، كنت ألهث من الحب والشبق، " علاهن خلي افوته بيج من وره" ابتسمت وهي تنفض وهجها وزفيرها بوجهي، انقلبت على بطنها، رفعت فخذيها إلى الاعلى، وباعدتهن فانفلق وركها بردفيه، وكان شعر عانتها يملئ النهر الفاصل عجزيتها، وفتحة عانتها مغطاة بشعرتها الشقراء، " علاهن شوي شعرتج شكره، وشعر اراسك اسود!" ضحكت، " حاطتلها حنه بقهقهه" رفعت وركها عاليا، وكنت واقفا، منتصبا، محتقنا، وعيري متوتر وتدا، " علاهن اشويه فركي ازرورك" باعدت فخذيها اكثر، بحيث صار وركها مقابل حوض زبي، بسقت في زرف طيزها، وامسكت قضيبي بيدي ورحت احكه في دبرها، كانت شعرتها تثير دغدغة رأس زبي، ودفعته فيها، لم تسهل لي ان ادخله فقط حشفة رأس قضيبي، فسحبته من دبرها، وبسقت من جديد، " علاهن لا تعصين حتى افوته مو راح اجب بره" مسدت زرفها باصبعي، وفرجت الشعر عنه، كان احمر وكأنه جنبذة للتو تريد ان تتفتح، بساقي عليه كثيف وضعت رأس قضيبي ودفعته فيها وراح منزلق، فسمعت شهيقها، ونفثت آهة وزفيرها، واخذت ارهز عليها ولوجا وخروجا، لم اتأخر حيث كنت محتقن بشدة، وبعد دقائق قذفت في جوف دبرها، واحسست انها صكت بعضلة فخذيها على قضيبي، وبحيث لم استطع في البدء ان اسحبه، وسرسحت بجسدها، وانا معها مستلقي وعيري فيها لصيق، نامت على بطنها وانا فوقها كغطاء صغير، لا يقاس مع جسدها الوفير والمتوهج، " ذيبان حك كسي بيدك" ومن بين فخذها والقطعة المفروشه، كانت يدي تداعب كسها بعدما باعدت شعره الذي يغطيه كان مائها ساخن، وكلما لاعبت بكسها، كلما تصبب منه ماء ساخن ورائحته تشبه فوحان طليع النخل ممزوج برائحة البول، ومن طيزها كانت رائحة المنيي الذي سال من زرفها، بعدما سكن عيري وانسحب منها وانا مستلقي على ظهرها، كنت اتصبب عرقا، وتعبت كثيرا، وكل جسدي احمر، بعدها استعدلت واسترحت، لبست سروالي، ومن ثم دشداشتي، وهي سحبت ثوبها لتغطي جسدها وجلست حيث لبست شيلتها وعبائتها، واحتضنتني مجددا، بالقبل والنشوة، " ذيبان انت رجل صرت، واحسن من اخوك تتونس وياي" وقفت على طولها، نظرت ذات اليمين وذات الشمال، ومن ثم رفعت شكة العبائة المفروشة ونفضتها عن الرمل العالق بها ومن بعض الحشائش الجافة، " ذيبان اتغرب بالطبر وما اطلع راسك إلا عند الجادة ".. " نعم" وصعدت على كتف الطبر استطلعت المكان وبقراتها وكل شيء هادئ في بستان الصبخه، " يالله ذيبان روح، ها ولا تحجي لواحد وكلما تجي تعال اهنا، مودع بالله" ذهبت حيث امرت، لحد الجادة " الطريق الذي يربط الصلاحية، بناحية المهناوية، حيث يمر على منطقة عكَر، بمحاذاة مكائن مهدي غلآم، ومشيت حتى وصلت بيت خالي، وبعدها سمعت سائق سيارتنا ( شعلان ابو رغيف، ابو ميري) ينادي "ذيبان، ذيبان، ام عبد الواحد حبوبه، انريد انولي لأهلنا، ذيبان يمج؟" المهم ركضت بعدما سلمت على بيت خالي وعلى بيبتي، وركبت في سيارتنا، وشعلان يسألني " بويه ذيبان شمالك مورث، ليش تركض بالشموس، صعد أبي، وتحركت سيارتنا بأتجاه الشامية..