هل ممكن تخطي الراسمالية!


ادم عربي
2021 / 1 / 29 - 22:01     

منطلقي في النظر للراسمالية من منظور فلسفي ، بعيدا عن الماركسية ومفكريها بدئاً من كارل ماركس وانتهاءاَ بي ، منظوري هو قانون النفي ذاك القانون الفلسفي الواقعي الطبيعي العام والذي لا يشذ عنه شيء سوى " تجريد الحركة " ، وبناءا عليه ، ما هو النفي الخاص بالنظام الراسمالي؟
الراسمالية كواقع اجتماعي اقتصادي تاريخي ، ليست وليدة العقل ، بمعنى لم يخترعها شخص ما ، وليست فكرة بقيادة شخص ما ، والراسمالية او فكرة الراسمالية لم تخلق نفسها ، وانما الراسمالية الحالية هي التي خلقت الافكار الراسمالية ، من هنا نسميها واقع اقتصادي اجتماعي تاريخي ، عناصره هي الملكية ، العمل ، وسائل ومواد العمل و الانتاج .
النفي الجدلي الهيجيلي ، ان هذا النفي الذي يحتوي ويتضمن التالي : الغاء واستبقاء واضافة ، ولنجرب ذلك على الراسمالية ، ونبحث عن النفي الخاص بالراسمالية ، فما الذي نفته الراسمالية واحتفظت بالجوهري منه وما الذي اضافته ؟ قديما كان الراسمالي يقوم بجميع الاعمال ، من عمل وادارة وانتاج وتوزيع ، فيحصل بذلك على قيمة عمله كاملا ، لكن بغية استحواذ على فائض قيمة اكبر توسع باستحواذ اكبر عدد من العمال من اجل فائض قيمة اكبر ، اذن اننا امام مشهد جديد من الراسمالية قائم على نفي القديم مع الاحتفاظ بما هو جوهري وهو فائض القيمة لكن هذه المرة مع اضافة وربح اكثر وتوسع في تقسيم العمل ، وهذا بمثابة النفي الاول للراسمالية ، وما زالت من يملك لا يعمل ومن لا يملك يعمل او مات جوعا , ومع ذلك فان اكثر الناس غبائا هم الاغنياء واكثر الناس ذكاءا هم الفقراء.

ويبقى التناقض قائما بين مالك ادوات الانتاج وبين من لا يملكون الا قوة عملهم ، ان هذا التناقض بوجهه الاخر تناقض بين مستَغلين ومستغَلين وهو جوهر الراسمالية الحالية ، على ان هذا التناقض يزداد حدة مع تطور وسائل الانتاج ودخول التكنولوجيا كمرله متطورة من الراسمالية ، فالتكنولوجيا والتي حطت من حياة العمال رفعت في الوقت نفسه من حياة المهرة في مجالها ، وتعاظم راس المال وتلاشت رؤوس اموال شركات قديمة او ممن لم يُطوروا انفسهم تبعا للتكنولوجيا ، ومحصلة هذا الواقع ان تركز المال لدى فئة قليلة من البرجوازيين ممن اندمجوا في شركات عابرة للدول ، وعلى صعيد العمال زاد الفقر وكثرت البطالة ، من هذا التناقض في نمط الانتاج الراسمالي ونمط الانتاج الراسمالي الحالي ، يجب ان يخرج للوجود نظام انتاجي جديد ولا بد ان ينفي القديم مع الاحتفاظ بالجوهري منه واضافة ما هو وليد ، فهل العامل يبقى عاملا؟ وهل الراسمالي يبقى راسماليا؟ في ظل تعظيم الانتاج الفكري واندماج الشركات وتركز الثروة لدى فئات قليلة من البرجوازيين ، تنتفي الحاجة لوجودهم في عملية الانتاج ، وقد يوظفون امهر الخبراء لادارة فروع وتنوع استثماراتهم على قاعدة الشراكة والحوافز المالية وهذا نوع جزئي من النفي الراسمالي والذي اذا ما استمر لنفت الراسمالية نفسها دون ان تقع وسائل الانتاج في يد الدولة واحتفاظ الراسماليين بامتيازاتهم وتحولهم الى طبقة من الارستقراطيين وترك العمل من ادارة وغيرة للشعب على قاعدة الشراكة وليس الاستغلال .