ثورة يناير ليست مجرد ذكرى

الاشتراكيون الثوريون
2021 / 1 / 26 - 09:42     

أدَّت ثورة يناير 2011 إلى الكثير من التغييرات المهمة في الوعي والخبرة التي لا تزال قائمة إلى اليوم، وستظل قائمة لسنواتٍ مقبلة. منذ عقدٍ مضى، دشَّنَت الانتفاضة الشعبية عمليةً طويلةً من التغيير الثوري لا تزال تستحق النقاش والتفكير والتعمُّق فيها لاستخلاص دروسها. بعد عقودٍ من الحكم الاستبدادي، جاءت الثورة المصرية لتوحِّد الجماهير سويًا لتتحدَّى القمع والتعذيب والانقسامات الاجتماعية الشاسعة بين الطبقات، وبين المسلمين والمسيحيين، والنساء والرجال، ولتتحدَّى السياسات النيوليبرالية التي فرضت الخصخصة والبطالة وإجراءات التقشُّف القاسية على الجماهير.

ومع الثورة المضادة في 2013، التي ملأت السجون بالنشطاء والمعارضين، وشيَّدَت جدرانًا من الخوف والترهيب، وحاصرت الثورة بالقمع والقتل والتشويه، أصبحت الأوضاع في مصر خانقةً ومؤلمة، وهو ما يزيدنا إصرارًا على تحدي هذه الأوضاع. لقد خلقت الثورة التي شقَّت طريقها منذ عشرة أعوام وجدانًا شعبيًا ظلَّ صامدًا لفترةٍ طويلةٍ في وجه ديكتاتورية تعمل في خدمة الرأسمالية في نسختها النيوليبرالية القبيحة الحالية. وهذه الثورة، التي هي شرفٌ لكلِّ من شارك فيها ودافع عنها، ليست الآن مجرد ذكرى، بل إن أفضل طريقة للاحتفاء بها هي تعلُّم دروسها ومحاولة إعادة بناء الحركة الجماهيرية مرةً أخرى، ببطء ودأب، في ظلِّ الظروف الراهنة شديدة الصعوبة.

في الذكرى العاشرة للثورة، نجدِّد العهد بالتزامنا بأهدافها، بالنضال من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبناء مجتمعٍ عادل، وإن طال الزمن. سنظل متضامنين مع العمال والفلاحين والطلاب، ومطالبات النساء، وحقوق المضطهدين كافة، في نضالٍ مشترك، حتى في أصغر المعارك، وحتى في ظلِّ هذه الظروف القمعية العصيبة -بل وبالذات في ظلِّ هذه الظروف.

25 يناير 2021