لا تغيير من دون حراك الشارع المنتفض.. فما العمل..؟؟


علي عرمش شوكت
2021 / 1 / 25 - 14:43     

يرى الباحثون عن التغيير ان الدولة المدنية الديمقراطية العادلة هي البديل عن ما حل من خراب شامل في العراق. ولا يخفى على فاهمة او فاهم بان اي تحول من حال الى حال مختلفة، لم ولن يتم من دون حراك متواصل. و بـ "الحركة بركة " كما يقال.. وفي سياقه تكشف الجهود المبذولة لاستنهاض حالة الانتفاض في ساحات التظاهر مستوى القناعة والاصرار لدى القوى الديمقراطية رواد الحرية. يلمس ذلك في مضمار المواجهة بين طرفي معادلة الصراع الطبقي القائم .. بين طبقة اغنياء سراق طغاة، وبين طبقة فقراء مسلوبين كل شيء، ما عدا شيّمهم المتمثلة بالارادة والوعي.
هبطت نسبياً حدة المواجهة في ساحات الانتفاضة، بفعل ظروف موضوعية قاهرة، والتي دارت رحاها بين صدور عارية تُقتنص برصاص غادر، وبين اطراف عارية صدورها تماماً عن اي واعز من ضمير، وبلا شعور انساني، ولا حس وطني.. مقتصر القول: ما العمل بعد فشل وسقوط ما سمي بـ " العملية السياسية "..؟. لا شك ان الامل كل الامل يشمخ. بلا غنى عن التمسك بحراك الشارع واستنهاض شتاته الذي ما برح يستلهم العزم من تضحيات شهدائه في مختلف سوح الوغى، الذي بات كالبركان الذي يبعث بدخان ينذر بثورته الحتمية. ولكن هذه المرة ينبغي ان يحكمها قيد وحدة قواها المحركة والقائدة ورصانة برنامجها السياسي ولا بأس حتى برنامجها الانتخابي المعبرين عن مطالب الجماهير.
التيارالديمقراطي احد اهم اطراف "حراك الشارع " ورائداً في انبثاقه، يعلمنا اليوم بالاستعداد لانعقاد مؤتمره الثالث في شهر اذار القادم. غير ان الجمهور الملسوع بنار الكدح المهلك، والفقر المدقع، و ضياع المستقبل المخيف، وانعدام العدالة، وفقدان معالم الدولة، لن يكفيه عقد المؤتمرات بقدر ما ينتظر نتائجها التي ينبغي ان تخبز ما اختمر في موقد الانتفاضة التشرينية، بمعنى استكمال مشوار التغيير.
تلوح في الافق غيوم سوداء تتلبد منذ تشكيل حكومة الكاظمي حيث جيء برئيس الوزراء بقبول الكتل المتنفذة عن مضض. وكان مقيداً بشروط ، لو التزم بها ستسقطه الجماهير لا محال. واذا ما خالفها يكون قد وضع نفسه تحت رحمة من اتى به الا انه يكون في حماية الجموع الثائرة. غير انه ظل كفاقد بوصلته حيث ظهر متّبعاً سياسة " خد وعين " التي لا تتناسب مع ارادة الاحزاب الحاكمة، ولا تقبلها قوى الشارع المنتفض ايضاً. ومثل هكذا" زكزاك سياسي" لم يسجل له التاريخ نجاحاً يذكر. انما تنتصب بمواجهته حتمية الازاحة من اي طرف عندما يمتلك القدرة والظرف المناسبين لذلك. بمعنى من المعاني اذا لم يقرع جرس انقاذ البلد وبهمة نضال فذة تغادر مربعات الكلام و التنظيرالسياسي والانتقال الى الفعل الملموس، فالكارثة حاضرة وتبدو مرئية.
هنا يأتي هدف التغيير حاكماً ملزماً لكل من يعنيه مصير البلد، فالانخراط في حراك الشارع بات فرض عين، ولم يتوقف الامر عند الباحثين عن بناء الدولة الديمقراطية العادلة. انما يشمل المغيبين عن الوعي، و الغافلين عن هذا الواجب الوطني الملح.. يقال ان انتخابات قادمة كفيلة بالتغيير. غير انها مازالت في عداد السراب، ما دامت تحت رحمة السلاح المنفلت ومسخ الديمقراطية ورخاوة القوانين الضامنة لسلامتها.