الخدمات !


ادم عربي
2021 / 1 / 20 - 16:04     

الخدمات من منظوري الشخصي!
على ذكر الخدمات تحقق أو لا تحقق فائض قيمة ، ان اي خدمة تدخل في تكاليف الانتاج وهي لذلك تساهم في انتاج فائض القيمة ، المشكلة التي يقع فيها الرفاق انهم ينظرون اليها منعزلة عن عملية انتاج القيمة التبادلية . ان خدمة الطبيب مثلا ، حسب راي الرفاق ، لا تنتج سلعة مادية وهي لذلك لا تنتج قيراطا من فائض القيمة ما يعني انها نشاط لا قيمة له الا للطبيب وهكذا مع المعلم والتاجر والمصرفي ، ان خدمات كل هؤلاء تدخل في التكاليف الكلية التي تطرح في نتيجة المطاف من سعر السلعة ، في الاقتصاد الاشتراكي تعامل الخدمات كجزء من التكاليف واذا كانت تكاليف الخدمات ضارة للمجتمع لعوملت معاملة السرقة ويدخل صاحبها السجن. ناخذ خدمة شركات الاعلان ، خدمات الاعلان وما أشبه تخلق فائض قيمة وخدمة الاعلان كأي خدمة اذا قامت بها شركة اعلان فان العمال الذين يؤدوها يستلمون أجورا عن عملهم وشركة الاعلان تربح بنتيجة ذلك من خلال نشاطها . فمن أين جاء الربح ؟ الربح هو حصيلة مردود الاعلان ناقصا تكاليفه ، وتكاليف الاعلان هي كل ما ينفقه صاحب أو أصحاب شركة الاعلان بما فيها أجور العمل. رب العمل لا يحقق ارباحا بدون خدمات العمل أي بدون استخدام قوى عمل العمال ، وقوة عمل العمال تقاس بمتوسط وقت العمل المبذول في انجاز خدمة الاعلان وما يسميه ماركس بوقت العمل الضروري. بوقت العمل الضروري يقوم العامل بعمله مقابل أجره لكن الأجر الذي يستلمه العامل في نهاية وقت العمل لا يساوي قيمة العمل الذي قدمه خلال وقت العمل ، بل أقل منه بعبارة أخرى أنه انتج خدمات خلال وقت عمله أكثر من قيمة أجره ، أما الفرق فيذهب الى رب العمل أي شركة الاعلان وهذا ما يطلق عليه ماركس فائض القيمة. وبطرح كافة التكاليف من هذا الفائض يحصل رب العمل على ربحه .| التكاليف غير الضرورية من وجهة نظرنا هي مصدر رزق لرب العمل ، في الاشتراكية تحاشوا الاعلان لأنه تكلفة لاداعي لها.
قيمة السلعة الخدمية تقاس بقيمة قوة العمل المبذول خلال وقت العمل وهو الأجر ، ومثلا لو اخذنا عامل في شكة تنظيف بيوت ، أو تصليح السيارات في ورشة التصليح لوصلت للنتيجة ذاتها ، فالخدمة سلعة يبذل في سبيلها عمل بشري وتكاليف مادية وما ينطبق على انتاج السيارة ينطبق على تصليحها. خدمة الطبيب سلعة فهي ليست كالهواء أو الماء الموجود في الطبيعة حرا ، فخدمة الطبيب مكلفة جدا وهي جزء من تكاليف التعليم منذ الابتدائية حتى تخرجه وهذه تستقطع من الدخل القومي كتكاليف ، اما مردودها فينعكس بصورة غير مباشرة على انتاجية العمل فانتاجية العمل واحدة من عوامل زيادة الدخل القومي، تصور عامل ضعيف ومريض وقارنه بعامل صحيح الجسم والعقل فالثاني تكون انتاجيته أعلى كثيرا وهذه اذا أخذت على نطاق ورشة عمل أو معمل أو المجتمع ككل فان الدخل القومي يكون أكبر في دولة طبقتها العاملة أصحاء بعكس طبقة عاملة أكثر عمالها ضعيفو البنية لم يحصلوا على حد أدنى من السعرات الحرارية .فائض القيمة التي يحصل عليها رب العمل سواء نتجت عن نشاط مقبول في المجتمع أو غير مقبول مثل القمار وانتاج المخدرات هي قيمة فائضة نتجت عن قوة عمل العمال فهي قيمة محايدة بمعنى أيا كان مصدرها فالعمل غير المشروع له مخاطره وقد يؤدي بصاحبه الى السجن وهذا ما يضعه صاحب العمل بالاعتبار عندما يقرر قيامه بنشاط من هذا النوع. الاشتراكية تحرم مثل هذا النشاط ويحرم في الدول الاسلامية لذلك هو غير موجود لكنه موجود في الدول الرأسمالية ومثيله الدعارة. فما دام العمل المبذول مقابل أجر وهناك أرباح فبالتأكيد هناك فائض قيمة . في الرأسمالية كل شيئ حلال . أما التمييز بين خدمات مهمة وأخرى غير مهمة فتعتمد على من يقوم بتصنيفها فالاقتصاد الاشتراكي يميز بشكل واضح بين خدمات انتاجية وهي تلك المرتبطة بنقل وتوزيع المنتجات كخدمات النقل والاتصالاات ويطلق عليها بالخدمات الانتاجية أو المنتجة، وينتمي اليها التعليم والتدريب والتحسين التكنولوجي وهذه مهمة لزيادة الانتاجية وتعمل مباشرة على تحسين نوعية الانتاج وترفع في النتيجة من قيمته التبادلية اما الاعلان والاسراف فيه فلا يؤخذ بها الانادرا جدا لانها ترفع من تكلفة البضاعة.الخدمة سلعة لها قيمة استعمالية وتبادلية ، أنا أصلح سيارتي فقيمة عملي استعمالية لأنها تنتهي عندي لكن اذا قمت بفتح ورشة عمل وبعت خدماتي للاخرين بالساعة أو باليوم فيعني انني ابيع خدماتي للآخرين وادفع للدولة ضريبة على ما أحقق من دخل ، الدخل من بيع سلعة الخدمة وبعد طرح تكاليف خدمتي من مواردي فالحصيلة فائض قيمة وهذا المثال ينطبق على ورشة تستخدم عاملا واحدا أو مائة عامل المهم ان السلعة تم تبادلها بالنقد عبر سعر خدمة العمل المقدمة مني كعامل أو مجموع عمال الورشة. الخدمة في هذه الحالة هي سلعة تم بيعها مقابل سعر والسعر يمثل قيمة السلعة( الخدمة) التبادلية وبفضلها تحقق فائض قيمة. المشكلة ان لفظة الخدمة لدى كثير منا لا تمثل سلعة ولذلك ليس لها قيمة تبادلية كالسلعة المادية. خدمة تصليح أو صناعة السيارة عندما تباع للجمهور لافرق تحقق قيمة فائضة. خدمات ورشة التصليح يمكن التحقق منها ماديا انها حولت السيارة العاطلة الى سلعة لها سعر تباع به لانها استغرقت وقت عمل وللوقت قيمة كما يقول الغربيون الوقت نقد وهو واقع نلمسه في تصليح السيارة كما في صناعتها.
المشكلة ان الرفاق لا يعتبرون الخدمة سلعة ، فمتى ما حسبوها ينتهي الاشكال ، الم يحسب ماركس قوة العمل سلعة؟ ما المشكلة من تطبيق معادلة نقد - خدمة - نقد ، الطبيب في المستشفي يعمل حتى وقت محدد ويستلم مقابل خدمته نقدا تماما كما يستلم عامل ورشة لتصليح السيارة أو الأثاث فخدمته مرئية بالمواد التي استبدلها بقطع الغيار التالفة مضافا اليها خدمته التي يقيسها بالدقائق أو الساعات. صاحب الورشة التي يعمل فيها العامل بعد جمع التكاليف مضافا لها أجور عمل العمال يطرحها من مجموع الايرادات فيحصل على فائض قيمة يراكمها فيتزايد دخله بفعل فائض القيمة هذه.