التأريخ يُعيد نفسه في أربيل بسياق يختلف عن جوهر السياق الذي ورد في مقولة كارل ماركس:- -التأريخ يُعيد نفسه مرتين...-* 1-2


خسرو حميد عثمان
2021 / 1 / 14 - 17:40     

(عيناك نافذتان على حُلْم لا يَجْيءْ و في كُل حُلْمٍ أُرَمِمُ حُلْماً وأحْلَمْ) محمود درويش
في الطريق لحضور الندوة الموسعة حول تايەرتوفيق مساء يوم 27/7/1987 ** وأنا عاجزٌ، تماما، عن فهم ما يجري في عالمٍ يعجُ بالتناقضات التي تجمع بين الكوميديا والتراجيديا في كوردستان في آن واحد؛ في الوقت الذي کانت رياح سوداء مسمومة تهب على كوردستان من جميع الاتجاهات، عندما نقلت جمهورية إيران الإسلامية ثقل معاركها الي قاطعي السليمانية وأربيل بهدف وصول حرسها الثوري (الباسيج) الى بغداد من خلال وديان وجبال كوردستان، التى عشقها ووصفها تايەر توفيق بجنة لا مثيل لها على الأرض في العديد من أغانيه ومقاماته، بعد أن عجزت إيران، لربما لأسباب أخرى تتعلق بالابعاد الإستراتيجية لهذه الحرب الضروس، عن تحقيق هدفها، الوصول الى بغداد من الفاو، و"الشيطان الأكبر" يُجهز الجمهورية الاسلامية بالصواريخ المتطورة عن طريق إسرائيل ضمن صفقة سرية سُميتْ إيران - كونترا التي بدأت في عهد رونالد ريغان وإستمرعليها خلفه جورج بوش الأب والأرباح المتحققة من هذه الصفقة السرية تُحوّل سراً الى مقاتلي الكونترا المتمركزون في هندوراس وهم يُشنون حرب عصابات للإطاحة بالحكومة الثورية للجبهة الساندنية في نيكاراغوا، كما جاء في الوكيبديا. لم تكن الجغرافية المعقدة والصعبة لكوردستان عائقا أمام الباسيج لوجود تنسيق كامل مع جبهتي (جوت) و(جوقد) لمقاتلة الجيش العراقي النظامي والشعبي المٌسند بأفواج الدفاع الوطني التي كانت جلُها من الأكراد البراغماتيين، الذين فضلوا الإنخراط في هذه الأفواج التي كانت عند بداية تشكيلها تُسمى بالأفواج الخفيفة بدلاً من الخدمة الإلزامية أو الإحتياط أو الجيش الشعبي حيث حيث كانت فيها مجال واسع للمساومة: التنازل عن الراتب الشهري مقابل عدم الدوام والحصول على ورقة عدم التعرض التي كانت تُجدد شهرياً تساعد حاملها للتنقل والعمل بحرية وكانت السلطات المختصة على دراية تامة بهذا الفساد...... بالاضافة الى مفارز الأ من والأستخبارات الخاصتين ومنظمة مجاهدي خلق أيضاً. ضمن هذه التراجيديا يَقْدُم محمود زامدار على تنظيم ندوة موسعة عن الفنان تايەرتوفيق الذي كان أخر غناءه في الإذاعة الرسمية في عام 1972-1971 ***. وكان أخر أداءه لبرنامج فني في منزل " طاهر هه ناري" في أربيل بتأريخ 7/6/1987.
(يتبع)
" التاريخ يعيد نفسه مرتين، في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة، فيتغير الزمان ويتغير أبطال القصة وتبقى نفس الحبكة والحيلة” كارل ماركس
** ذهابي الى الندوة إفتراضي يعتمد على الذاكرة والمعلومات المنشوره في الشبكة العنكبوتية واليوتيوب لأنني كنتُ مختفياً عن الأنظار منذ آنقطاعي عن الدوام الرسمي في مستشفى صدام التعليمي صباح يوم 13/5/1987عندما أوصاني مسؤول حماية المستشفى الذي كان واقفاً عند البوابة الخارجية للمستشفي، وكان رئيس عرفاء من جنوب العراق لا أتذكر إسمه لأنني كنت أناديه ب"أبو إسماعيل"، كانت تسمية شائعة في العراق لمنتسبي سلك الشرطة و"أبو خليل" للجنود، بعدم الدخول الى المستشفى تصورت بأنه يمزح معي، ضحكت وقلت له: ها أبو إسماعيل تمنعني من الدخول..... أجاب: لا والله ليست مزحة قبلك عند مغادرته للمستشفى وبعد أن أدينا له التحية وهو جالس في المقعد الخلفي للمارسيدس أشَار لي بالا قترب من السيارة أمرني هذا "… إبن ..." بأن ألقي القبض عليك…، من هو هذا"…إبن…" ؟ أجاب: الأمين العام. أبعدت سيارتي عن الباب وتأملت برهة من الزمن لأقرر: ما العمل؟
*** ذكر تايەر توفيق هذا التأريخ بنفسه في مقابلة إذاعية (دقيقة 104)على الرابط:
‏https://youtu.be/w-2fncIQ_ho