سنة سعيدة أيها الامازيغ!


عذري مازغ
2021 / 1 / 12 - 19:55     

" أياسكاساذ إيغوذان ثفسوسث غيفي
وخا للان إذفليون،
إشعل أومارك ذيكي العافيث"
يا أيتها السنة الجديدة، أنت خفيفة علي
برغم الثلوج فيك، تدفؤني الأشواق"
شعر مرتجل مني بالمناسبة، اليوم أحب ان اكون لاذعا اكثر
نحن الامزيغ نحتفل بكل اعياد الميلاد وبدون خلفيات احتراما للشعوب التي أبتدعت اعيادها، لكن حين نحتفل باعيادنا يكثر علينا الغلو: "عيدنا بالارض عيد وثني" ربما نعم لكن في اتقادنا الأصح وبدون مراوغة في التدين: الارض في المغرب هي إلهنا، حتى فرنسا عندما احتلت المغرب انتبهت إلى ارتباطنا بالأرض والسماء، لا أقصد سماء الشعوب الأخرة، سماؤنا نحن هي المطر، نحن مرتبطون ارتباطا وثيقا بالمطر والأرض، وعيدنا السنوي هو احتفال بارتباطنا بالأرض والمطر.
نحن نحتفل لاعترافنا بإنسانيتكم بأعياد خرافاتكم، نحترم خرافاتكم أيضا لاننا نحترم الآخرين كشعوب لها الحق ان تبدع في احتفالاتها: اعيادكم مزيفة او هي تخطع لتقييم مزيف، أعيادنا أيضا مزيفة تخضع لتقييم تقدير مزيف، لا أحد يعرف يوم ولادة المسيح، لا أحد يعرف يوم ولادة محمد الرسول، ومع ذلك نحترم التقييم المقدم لنا منكم كثقافات واردة، تقييمنا نحن نسبي هو تقييم فلاحي مرتبط بالارض وليس بولادة نبي ولا حتى باحتلال شيشانق لمصر، تاريخنا مرتبط بالارض وأعمق من تاريخ شيشانق الامزيغي، وبما أن كل الشعوب أبدعت في خلق تواريخ ميلاد انبياء بشكل مزيف تماما، من حقنا نحن ايضا ان نخلق لتاريخنا أسطورات مجيدة متماهية مع تاريخ وقائع معينة.. نحن شعب يرفض أن يهيمن عليه الآخرون بتأريخاتهم المزيفة، نحن شعب يقبل الإعتراف بمقومات تزييف تاريخ شعوب مقابل اعترافهم هم أيضا بتزييف تقويم تاريخنا، الكل بدا في تقويم تاريخه بنقطة الصفر، الكل له الحق ان يختار موقع صفره، نحن ايضا لنا الحق أن نختار موقع صفرنا والفرق بيننا وبينكم هو فرق في التحديد الجغرافي والبيئي، نحن لنا تاريخ يتوافق مع إنتاج الناس عندنا بشكل مرتبط بالارض والمطر والفلاحة.
سأذكر قليلو الإحترام لثقافتنا وأعيادنا، في المغرب وطيلة اكثر من سنوات استعمار فرنسا وجزء من استقلال المغرب الشكلي، كانت توزع يومية للتأريخ وتعلق في كل الإدارات العمومية وفي المساجد أيضا، زكانت تضم تاريخ الميلاد والتاريخ الهجري والتاريخي المغربي الفلاحي، وفي كل سنة كان الناس يحتفلون في 13 يناير بالسنة الفلاحية الجديدة بطق خاص يتميز بتعدد الخضر في السكسو (سأقول السكسو وليس الكسكس كتعبير موضى على اكلة الكسكس )، كانت هذه الوجبة تحدي للطبيعة في ذاتها، رمز للتحدي،حيث الخضر موسمية ومنعدمة في فصل الشتاء، يجب نحن الامازيغ ان نتحدى الظرف ونعمل سكسوا بخضر متنوعة وكانت ماضيا تلك الخضر هي عروق نباتات معينة.
فلماذا يجب أن نومن بتقييمات مزيفة لاعيادكم وانتم لا تومنون بتقييمات أعيادنا ولو في قالب تزيفيها التاريخي، لا يعرف مولد النبي محمد بدليل الرواة أنفسهم، لا يعرف يوم مولد المسيح بدليل اختلاف الأرثوديكس ومسيحيي روما حول ولادته وأكثر من ذلك كانت الأشهر الرومانية متضاربة فأغوسطوس زيد نسبة لقنصل روماني بشكل لم يكونوا مرتبطين بالأرض كما الأمازيغ والتراث الروماني حافل بسنوات هي أكثر طولا من السنة الحقيقية .
هي قلة احترام أن تعتقد بان سنتنا مزيفة وسنتكم على أحسن مايرام في الوقت الذي كان أعظم فيلسوف في القرن 19 يعترف بأنها تقويمات مزيفة وهو نيتشة.
لست مع التقليد فالمائدة الأمازيغية الآن متنوعة بالمشروبات وبالأكل، من حقنا ان نشرب الجعة والنبيذ احتفالا بعيدنا لا أن نتقيد بمائدة قرون المجاعة في المغرب .
كل أعياد الميلاد هرج من عيد المولد النبوي حتى عيد مولد المسيح ولا حق لأحد أن يقول لنا يجب أن نلتزم بعيد لا يصدع في الفضاء: العيد هو احتفال يبيح كل ما يخل بالإلتزام في العمل، هو طلقة الروح ومرحها..