شعرية سيد حجاب والدستور المصرى الأخير


سعيد العليمى
2021 / 1 / 9 - 18:14     

شعرية سيد حجاب فى صياغته لمقدمة الدستور لن تغير الواقع الاستغلالى القمعى المرير للنظام الرأسمالى القائم والمأزق التاريخى الذى يواجهه - هذا دستور الجناح القومى الفلولى العسكرى للثورة المضادة مع بعض الواهمين من المثقفين ممن اختيروا فى لجنة الخمسين ولم يكن ليختلف الامر لو صاغ المقدمة شاعر آخر هو احمد عبد المعطى حجازى . ماقيمة دستور يتغنى باعذب الكلمات عن الكرامة والحرية - بينما يصدر قانونا يصادر الحق فى التظاهر والاعتصام والاضراب والتعبير عن الرأى - ثم يعد لقانون آخر يجعل كل مايمكن ان تقوم به تعبيرا عن رأيك ارهابا - ثم يصرون على محاكمتك عسكريا - وباسم صفقات ما لاتكون الدولة حتى دولة مواطنة يتمتع فيها المصرى بحق الاعتقاد الا فى حدود ديانات ثلاث - ثم المضمون الطبقى للدستور الذى يكرس الليبرالية المتوحشة ؟؟؟ لهذه الاسباب سأقاطع التصويت على الدستور ....درس هام للثوار وابو الثوار الذى ابدى اقواله امام لجنة الخمسين فهذا هو المغزى الحقيقى لكل العبارات الجميلة حول الكرامة والحرية ورأس افريقيا فى الدستور وكذلك للسادة الذين يرون رفض الاخوان والدولة الدينية ينبغى ان يجعلنا "ننحاز"
للعسكر : ( مش انت أبو الثوار؟، فرد عليه : أيوه وهاتحمل أكتر من كده .. فنظر المأمور إلى أحد أفراد الأمن الذي اصطحبه إلى القسم، ثم صرخ فيه : انت ليه ما قطعتش على دماغه الجزمة اللي في رجلك. ) ابو الثوار الذى شارك بمقترحاته الخائبة فى الدستور يعتبره مأمور القسم مستحقا لتقطيع حذاء على رأسه حين وقف متظاهرا وحده وهو لايخضع من ثم لشروط قانون تقويض التظاهر الجديد . ولايمكن ان يكون الامر استثناءا . من العار ايها المثقفون الانتهازيون ان تغطوا بورقة تين حكم العسكر او حكم الاخوان فكليهما جناحا الثورة المضادة ... والحال وفقا لسلوك المأمور تستحقون مااستحقه ابو الثوار ! --( ماهو الدستور ؟ صحيفة من الورق سطرت عليها حقوق الشعب . ولكن ماهو الضمان الذى لدينا بأن هذه الحقوق سيعترف بها فعلا ؟ يكمن الضمان فى قوة طبقات الشعب التى باتت واعية بهذه الحقوق , بعد ان استطاعت كسبها . دعونا لانسمح اذن بأن تضللنا الكلمات – التى تليق بثرثارى الديموقراطية البورجوازية فحسب – دعونا الا ننسى للحظة ان القوة يبرهن عليها بالانتصار فى خضم النضال , واننا لازلنا حتى الان بعيدون عن ان نكون قد حققنا انتصارا كاملا بعد . دعونا لانصدق الكلمات الجميلة , لأننا نعيش فى ازمنة لازال الصراع المكشوف فيها جاريا , وتختبر فيها كل الكلمات والوعود على الفور فى تحققها العملى , بينما توظف الكلمات والبيانات والوعود عن الدستور لخداع الشعب , ولاضعاف قوته , وبعثرة صفوفه , واغواءه بأن يتخلى عن سلاحه . مامن شئ يمكن ان يكون اكثر زيفا من هذه الوعود والكلمات ,... لقد تلت وعود الدستور افظع واقبح اعمال العنف وحشية , وبدا انها صممت خصيصا بقصد ان تعطى الشعب بعد موضوعا صارخا عن المغزى الحقيقى لسلطة الاوتوقراطية الفعلية . ان التناقض بين الوعود والكلمات وقصاصات الاوراق , من ناحية , وحقائق الواقع من ناحية اخرى قد بدت اكثر اتضاحا بما لاحد له . لقد بدأت الاحداث تزودنا بتاكيد صارخ عن حقيقة اعلناها منذ زمن طويل لقراءنا , وسوف نكررها المرة بعد الاخرى , اى , الى ان يطاح بالسلطة الفعلية للقيصرية , فان كل تنازلاتها , حتى ان بلغت جمعية تأسيسية , هى سراب , ووهم , ونتف من الخداع . --- ف . ا . لينين