أُحِبُكِ صديقتي


فؤاد أحمد عايش
2021 / 1 / 1 - 17:13     

أنا يا صديقتي نصفُ حكاية … أو ربما نصفُ أنشودةِ خريفٍ سقطت سهوًا من شجرة تفاحٍ لم يتقاسمها آدم وحواء … وهناك … هناك حيث نُسِيَ نصيبي العابث من تعب الزمن … قد بَحَّت حناجر البوح صُراخًا … وأنا أهذي حروف اسمٍ لم أتبينه بعد.

كل أساطيري عادةً ما تنتهي هكذا … يتعطل السردُ لينتحرَ المغزى على حافة النص … فدعيني صديقتي أبدأ كلامي ببعض ألغاز العرب.

هلاَّ أخبرتني كيف تكونين وطنًا وغربةً ؟.
كيف تكونين بعيدةً قريبةً برغم انهزام كل المنافي وكل الصحاري ؟.

اشرحي لي قبل البداية ، قصة آدم وحواء وأخبريني بعض الشيء عما دار فوق ظهر السفينة … سفينة نوح وروح الخيانة.

لا … لا تُصغي لذلك الصوت الذي يعلو بداخلكِ … فقد يكون صداهُ الوجعَ … فألمُ الصديقِ كلَيْلةِ شؤمٍ تقاوم نفسها رغم الصعاب ، وتقرع بكل تأنٍّ طبول الوهن.

كوني صديقتي وإن لم نمشِ سويًّا ونأكل سويًّا ونحلم سويًّا … ولا حتى أخذنا صورةً سويًّا أو شربنا سويًّا ولو كأس نبيذٍ على نخب فعلٍ ماضٍ وحاضرٍ لضميرٍ تائهٍ كشبه الغائب أو المُستتر.

صديقتي ... هلاَّ قرأتِ لي كفّي ؟ ودقّقتِ في تفاصيل الخطوط وقلتِ إنها رمزُ دروبي ، وأن دربي طويلٌ ؟ طويل …؟ ولخصتِه في كلامٍ مُنمّق … وأشعلتِ لي عودَ ثِقابٍ … يُنيرُ طريقي ويحرق كوابيسي على عتبة المنتظَر.

أَعيدي عليَّ قصة بائع الكعك الذي قاوم الظلم ولم ينتصر … أَعيدي عليَّ قصة الحلم الأمريكي … لكن أرجوكِ لا تذكري لي القومية العربية لأن لا التاريخ ولا الجغرافيا قد منحانا فرصةً لعناق القدر.

سأكتفي بحقي الشرعيّ في أن أدوسَ بِلاط الفرح بلحظةٍ واحدة من كل خريف … أغرِفُ من قدحِ المحبةِ عِرجون امتنان … لكل أشيائي المُبعثرة … أكوِّنُ حينًا لعبةَ نردٍ أو لعبةً أُخرى … أَمتطِيني أحيانًا كي أصنع لنفسي أرجوحة حياة.

كوني صديقتي في هذه الليلة وارحلي باكرًا … باكرًا … قبل صلاة الفجر … فهم إن رأوكِ سيقولون عنّا فجرةً زُناةً .. عصينا ولم نستَتِر.