الميلاد(الثائرُ يولد مصلوباً)


شوكت جميل
2021 / 1 / 1 - 04:45     

كلماتٌ مرَّهْ:
ذاك المولودُ بنورِ جناحيه
لم يُخْلقْ للأرضِ العَتِمهْ
ما يولد من النورِ تقاتلهُ الظلمهْ
لا يورفُ زهرٌ في سبخِ الدِمْنهْ

ما أقصر عمرُ الثائرْ
ما بين المولدِ في مِذْودْ
و الموتِ على خشبهْ

و حياةٌ قاسيةٌ فظّهْ
لا رفقةَ للثائرِ فيها غيرَ الأوجاعْ

مجروحٌ في بيتِ أحبائهْ

لا مسندَ يسندُ رأسهْ

و التاجُ على رأسِ السفلهْ

لا وكرَ يؤنسُ بؤسهْ

و العرشُ سريرُ القَتَلهْ

لكنّ الثائرَ لمْ يستعذبْ يوماً قصرا
أو تاجاً ....أو ملكا
بل عشقهُ في زخمِ البؤساءْ

أن يخلقَ من طينِ الطرقاتِ و عرقِ الإنسان حياهْ

أن ينفذَ حدُّ المسمارِ بأوتارهْ
و الحربةُ بين ضلوعهْ
فوقَ الخشبهْ …

علَّ القطراتْ
قطراتُ دماهْ
تتسربُ في الطين إلى جمجمةِ العادهْ
و عظامِ الأحبار النَخِرهْ
فتنبت بشرا!

يتداعون من فوق الربوهْ
نحو الأرضِ المقفرةِ الجدباءْ
خصباً و نماءْ
في كلٍ منهمْ
سَمْتُ الينبوعِ بأطرافه و ضلوعهْ