سياسة الوجهين في عراق اليوم.. جهل ام تجاهل ؟


علي عرمش شوكت
2020 / 12 / 31 - 16:24     

تسعى القوى السياسية العراقية المتنفذة، الى اخضاع سلوكها لـ" قوانين السوق" مثل العرض والطلب " والمزاحمة المجردة " اي التي تخلو من مبدأ العطاء الافضل.وبذلك تفقد التغطية عن اهدافها الجشعة كما تنزع في ذات الوقت براقعها ذات الصبغة الزائفة " الشرعية " التي اكتسبتها عن طريق الانتخابات غير النزيهة . وبما ان هذه القوانين هي المعتمدة التي غايتها الكسب المادي المباشرعلى حساب الحقوق والحريات العامة. يحسب ذلك جهلاً الى حد الغباء المطلق. بعواقب ردة فعل المواطنين التي ستفقدهم بالضرورة الكسب المادي المعنوي على حد سواء والمتمثل بعدم رضا الناس وتراكم غضبهم.
في الايام الماضيات وفي غضون ازمة الصواريخ التي اطلقت على المنطقة الخضراء لم نسمع غير المطالبة برحيل" قوات الاحتلال " وقد تصاعدت هذه اللهجة الحماسية للحد الذي خلقت شعوراً وقلقاً لدى الشارع العراقي بان ما يحصل هو بداية هجوم عسكري على الوجود الامريكي في العراق لا احد يتكهن بمداه و عواقبه. وتتصاعد المطالبة بطرد القوات الاجنبية من المنطقة " وقطع ارجلها " على حد تعبير الرئيس الايراني السيد " روحاني " والمليشيات المسلحة السائرة في فلكه. حتى وصل الامر الى انتزاع قرار برلماني عراقي لذات الهدف. وكان غير مكتمل، بسبب امتناع السنة والاكراد عن المشاركة فيه . الا ان هذه الوجهة من التحرك السياسي لدى الجهات المتخاصمة مع الادارة الامريكية بقضها وقضيضها قد تغيرت بين ليلة وضحاها الى العكس تماماً وغدت التصريحات تتوالى الى وجهة تحريم قصف السفارة الامريكية في بغداد بل وتزامنت مع صدور تصريحات من ذات الاطراف بالتبرؤ من الجهات التي قامت باطلاق الصوارخ على المنطقة الخضراء !!.
ويمكن ان ننسب قطع تزويد العراق بالغاز الايراني بصورة مفاجئة والمتزامن مع صخب الاحداث والتراجع عنه على حين غرة لوجهة معاكسة. ننسبه الى سياسة الوجهين السائدة لدى الاوساط المسماة بـ " محور المقاومة " وعند هذا المستوى من تأزم الاوضاع لا يغرب عن بال احد مفاعيل تزايد تواجد القوات الامريكية الضاربة في المنطقة .. بوارج وغواصات نووية وطائرات استراتيجية B 52} { وغيرها وما تشكله من مخاطر فادحة وبسلوك عدواني استفزازي صلف .. واذا ما كان هذا هو المتحكم بمسار الاحداث وادى الى تغيير المواقف. لماذا كان بعيداً عن حسبان المعنيّن. فهل هو جهل بمخاطرهذه السياسة ام تجاهل غير مسؤول، فاقداً لاي واعز من ضمير ازاء ما سيصيب الشعب العراقي جراء التصادم العسكري المدمرالمحتمل جداً،والذي ليس لشعبنا فيه ناقة او جمل.. ؟ لكون فرسان هذه السياسة بمنآى عن عواقبها، التي سيقتصر وقودها المهلك على مال وبنين شعبنا العراقي.
نعم كان للاستدراك المبكر وتعقل المواقف النسبي مقبولاً، وبخاصة اذا مابني عليه مستقبلاً وتم التقيد به . وجرى الابتعاد عن نفس " الفزعة والمراجل والجود بما لا يملكه الامير" الذي ليس له مكاناً في قاموس السياسة الحكيمة. ويتوجب الحذر من المناورات بغية التأمل بظهور المنقغذ الامريكي { بايدن } لان ذلك يعد من قبل ابسط الناس سذاجة سياسية وشبيه بالذي يترجى من الذئب حراسة قطيع الاغنام.