مقالات صديقه.العراق:الحراك الجماهيري في العراق و كردستان , ثورة مستمرة !. بقلم الرفيق(صادق عزيز)


تيار الكفاح العمالى - مصر
2020 / 12 / 25 - 01:05     

.منذاوائل دسيمبر الجاري انطلقت موجة جديدة من الاحتجاجات الجماهير في اقليم كردستان . فقد شهدت مدينة السليمانية وحلبجة و عددا كبير من الاقضية و النواحي (اقضية كلار و كفري و جمجمال و دربنديخان و رانية و قلعة دز و عددا اخري من الاقضية و المدن) تجمعات جماهيرية غاضبة ضد سياسية حكومة الاقليم كردستان في تاخير دفع الرواتب و الاستقطاعات و سوء الخدمات و الاوضاع المعيشة الصعبة .
ان الدوافع الرئيسة لهذه الموجة من الاحتجاجات التي هي امتداد لاحتجاجات اكتوبر الجماهيرية الثورية تنبع من الاوضاع الاقتصادية المزرية التي تعاني منها الشغيلة و عموم الجماهير المهضومة في العراق في ظل النظام الاجتماعي القائم المبنية على اشد اشكال الاطظهاد الطبقي , نظام المحاصصة الطائفية و القومية الدينية . اذ ترزج عشرات الملاين من مواطني العراق و كردستان تحت مستوى الفقر و البؤس و العوز وغياب ابسط مستلزمات العيش و الحياة الامنة من جهة و وجود الثراء الفاحش لطغمة من الراسماليين الجشعيين و زعماء الاحزاب و الكتل السياسية من جهة اخرى .
ووفقا للتقاير الامم المتحدة فان مستويات الفقر قد تضاعفت في كردستان العراق منذ 2018 و ان اكثر من ثلث العائلات لا تحصل على اكثر من 300 دولار اريكي شهريا . لقد اتسعت الشرخ الطبقي اكثر فاكثرمع تفاقم الازمات الاقتصادية و المالية المصتعصية
و قد واجهة حكومة الاقليم احتجاج الجماهير المحتجة بالعنف المفرط و القمع و التنكيل لمئات المشتركيين في الاضطرابات , مستخدمة في مواجة مئات الالوف من الموظفين و الشبيبة العاطلة عن العمل الطلاق الطلقات النارية الحية و خراطيم المياه و الغازات المسيل للدموع و الخانقة بشكل لم يسبق لها مثيل . فقد زج بمئات الالوف من عناصر الشرطة و المخابرات واجهزة امن و الاستخبارات بل و حتى استعانة بقوى البيشمركة لتخويف الجماهير و الحد من تطور الاحتجاجات كمن اعلن الحرب .
لقد سعت البرجوازية الكردية الحاكمة بعد ان فشلت كل قواها السياسية القومية و الدينية الليبرالية بركب الموجة , سعت الى اجهاض الحراك الجماهير من خلال استخدام القوى المضادة للثورة من جهة و زج عناصر مندسة و مخربة داخل الحراك لتحريف مسار الحراك الثوري من جهة اخرى . وعليه حاولت القوى المضادة للحراك من اشاعة اراء حول ضرورة استخدام السلاح و خوض المواجهة العسكرية او العوة للتظاهر و التجمهر في غياب استعداد الثوري للجماهير . و قد باءت هذه المساعي في ظل نموالوعي الاجتماعي للحراك بالفشل و الاحباط هي الاخرى .
كانت للاحتجاجات الجماهيرية المتوالية خلال الاعوام المنصرمة و انتافضة اكتوبر الاخيرة و المستمرة , خصائص و سمات طبقية محددة تميز كل مرحلة من مرحل الحراك عن سابقتها و تغني عموم انتفاضة اكتوبر و الحراك الجماهير دروسا و تجربة نضالية متميزة .
ان بوادر ظهور منظمات جماهيرية من قلب الحراك و تضمامن سكان الاحياء و المدن مع الشباب المحتجين و ايوائهم خشية التنكيل و الاعتقال و حمايتهم في صورة ( لوحة ) تضامنية شعبية رائعة مع المشاركيين في الاحتجاج و تمرد عناصر من قوات الاسايش و البيمشركة عن اداء الواجب القومي و ان كانت محصور تعد احد اهم خصائص حراك ديسمبر في كردستان . ان الحراك و الانتفاضة تبو و كانها ثورة مستمرة .
نشرت المقالة ( الافتاحية ) باللغة الكردية في العدد (12) من صحيفة ” ريجار “. ارتاينا للضرورة نشر الترجمة العربية للافتاحية في موقع “البديل الاشتراكي “