تعقيب علي موقف منظمة - فيا كامبيسينا - الفلاحية بشأن قمة الأمم المتحدة للأنظمة الغذائية لعام 2021


بشير صقر
2020 / 12 / 22 - 14:28     

تسعي منظمة " طريق الفلاحين" (( La Via Campisina لوقف التطورات الحادثة في صلة الشركات العولمية العاملة في مجاليْ الإنتاج الزراعي وتسويق مستلزمات الزراعة من الاحتلال المتدرج والتسلل لعدد من منظمات الأمم المتحدة عموما وعلي وجه التحديد منظمات وبرامج الأغذية والزراعة.
وقد تمثّل هذا السعي من جانب منظمة طريق الفلاحين ( L.V.C ) في التصدي لذلك الاحتلال والتسلل الذي تقوم به تلك الشركات بموقف واضح ومحدد نوجزه في الآتي :
إدانة وشجب والتنديد بالاتفاق الذي أبرم بين المنتدي الاقتصادي العالمي ( W.E.F ) وبين الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2019 ؛ وأسفر عن إصدار قرار الأمين العام للأمم المتحدة بالموافقة علي عقد قمة الأمم المتحدة للأنظمة الغذائية عام 2021 . علما بأن الـ ( W.E.F ) هي الممثل السياسي الفعلي للشركات العولمية العاملة في مجاليْ الزراعة السابق الإشارة إليهما.
قيام الشركات العولمية المذكورة من خلال الـ (W.E.F) بإبرام اتفاقات شراكة مع عديد من منظمات وهيئات المنظمة الدولية للأمم المتحدة ( كاليونيسيف ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، ومنظمة الصحة العالمية ، واليونيسكو ). وإبداء منظمة ( L.V.C) مخاوفها من انعكاس تلك الاتفاقات علي استقلالية ونزاهة وحيادية منظمة الأمم المتحدة فيما يتعلق بحماية وتعزيز حقوق الإنسان.
البرهنة علي مخاطر قيام الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين الدكتورة ( أجنيس كاليبتا ) للإشراف علي القمة المزمع عقدها في 2021 ؛ في الوقت الذي يحاصرها فيه فشلها في وقف الجوع في إفريقيا حيث تولت ( كالبيتا ) رئاسة " التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقية " .
ذلك الفشل الذي أثار جدلا واسعا بين منظمات المجتمع المدني والحركات الاجتماعية في إفريقيا . وأفادت منظمة ( L.V.C ) بأن تعيينها مشرفة علي قمة الأمم المتحدة للأنظمة الغذائية في 2021 لا يعنيى سوى تكرار الفشل الذي جري في تجربتها السابقة في إفريقيا ؛ بل وإصرار الأمم المتحدة علي إفساح الطريق واسعا أمام الـمنتدي الاقتصادي العالمي (W.E.F) والشركات العولمية الكبري العاملة في مجالي إنتاج وتسويق الحاصلات الزراعية ومستلزمات الزراعة في تشكيل المستقبل الغذائي لشعوب العالم .. بينما يشكل جني الأرباح هدفها الأول من نشاطها الواسع في هذين المجالين.
كما أوضحت (L.V.C) أن الإعداد لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية 2021 يتسم بعدم الشمول حيث يستبعد كلا من ( الفلاحين ، وصائدي الأسماك ، والسكان الأصليين ، والرعاة ، وسكان الغابات ، والعمال الزراعيين ، ومستهلكي الغذاء في الريف والحضر ) من التواجد الفعال في القمة رغم أنهم يمثلون " قلب النظم الغذائية " ، ويفسح المجال واسعا أمام الشركات العولمية المشار إليها؛ علاوة علي حالة التعتيم التي تكتنف الدعوة إلي القمة.

واعتراضا علي ذلك التوجه سواء من جانب الـ (W.E.F) وشركاته العولمية أو أمين عام الأمم المتحدة قامت منظمة طريق الفلاحين ( L.V.C ) برفضه وإطلاق آلية مضادة تسمي ( آلية المجتمع المدني (C.S.M ) وبدعوة رئيس برنامج الغذاء العالمي بالأمم المتحدة للانضمام إلي لجنته الاستشارية التي تدعو لرفض ومواجهة توجه المنتدى الاقتصادي العالمي وأمين عام الأمم المتحدة.
هذا وقد أشارت منظمة طريق الفلاحين ( L.V.C ) إلي أن ذلك التوجه يستهدف تقويض لجنة وبرنامج الغذاء العالمي بالأمم المتحدة .

إن حرمان الفلاحين والعمال الزراعيين والصيادين والرعاة وسكان الغابات والسكان الأصليين وغيرهم ) من التواجد الفعال في القمة يعني عدم شمولها للفئات الأوْلي بالرعاية والاهتمام كما يعني سيادة منطق التمييز بين الذين يزرعون الأرض ويطعمون شعوب العالم وبين من يتاجرون في الطعام ويستهدفون الربح ، علاوة علي أنه سلوك غير ديمقراطي ويساهم في هيمنة السياسات العامة غير الديمقراطية علي كثير من موارد الغذاء في العالم.

أنه إذا كانت هناك رغبة في إجراء تغييرات حقيقية في النظم الغذائية .. فلابد من سماع صوت هؤلاء المنتجين الفقراء والجوعي والمستهلكين الذين هم في حقيقة الأمر " قلب النظم الغذائية " . كما سبق القول ، ولكي يحدث ذلك لابد من :

بناء أنظمة غذائية وإيكولوجية ( بيئية ) من السكان المحليين ، والقيام بإصلاح زراعي حقيقي ، ودعم تعميم البذور المحلية.
والقيام بتغييرات منهجية لمواجهة أزمة المناخ الحالية التي تسببت فيها نظم الزراعة الصناعية ونظم الغذاء التي تفرضها هذه الشركات العولمية.
وتحويل السياسات التجارية الحالية إلي دعم وحماية الإنتاج المحلي للغذاء وتعزيز الإنتاج الفلاحي علي كل المستويات وحماية الأسواق المحلية.
كذلك دعم حقوق الإنسان وحقوق العمل لضمان تنفيذ إعلان الأمم المتحدة بشأن الفلاحين وسكان المناطق الريفية.
ومع اتفاقنا – في لجنة التضامن الفلاحي/ مصر مع ذلك التوجه.. وتأييدنا لموقف منظمة طريق الفلاحين ( L.V.C ) من قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية في مسارها العام الذى تضمنه مقالها المؤرخ نقدم المقترحات والملاحظات التالية ونري أن تأخذها منظمة طريق الفلاحين ( L.V.C ) في الحسبان ؛ لكي لا يقتصر الموقف من اتفاق المنتدى الاقتصادي العالمي (W.E.F ) مع أمين عام الأمم المتحدة بشأن القمة القادمة 2021 علي الملاحظات السياسية ويتخذ الصبغة العملية:
أولا : المقترحات :
1-الشروع في قراءة جملة اتفاقات الشراكة التي أبرِمت بين الـ (W.E.F ) وشركاته العولمية وبين كل من منظمات الأمم المتحدة التالية:
( اليونيسيف ، اليونسكو ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، منظمة الصحة العالمية ) واتخاذ موقف نقدي منها وتبيان الصلة التي تربطها بالموقف من التعديل الحقيقي الذي نستهدفه للنظم الغذائية.. حيث أن ذلك سيضيف لمناصرينا قطاعات واسعة من المثقفين والسياسيين والنقابيين في كثير من بلاد العالم وهو ما يوسع دائرة المتعاطفين وجبهة المقاومة كثيرا.
2-الشروع في تعميم عقد مؤتمرات محلية في كثير من المناطق التي تضم مناصرين وأعضاء لـمنظمة طريق الفلاحين ( L.V.C ) ؛ وذلك لمناقشة المواقف المتعارضة من " قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية 2021 " وهو ما يرفع وعي الجمهور الذي يؤيد موقفنا ، ويزيد من معدل المقاومة للقمة .
3-كتابة المزيد من الشروح والإيضاحات لموقف منظمة " طريق الفلاحين " ( L.V.C) المعارض لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية 2021 .. وترجمتها للعديد من اللغات .. ونشرها لتغطي معظم بلدان العالم.
4-استحداث لجنة داخل ( L.V.C ) لتلقي المقترحات والملاحظات علي مل يتم نشره وما يستجد من تصورات لدي الأعضاء والمناصرين.
الملاحظات :
حيث أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ( F.A.O ) تتشكل من ممثلي الحكومات ( وزراء الزراعة ) علي المستوي الدولي . ولأننا نعرف أنها منذ ما قبل مؤتمر 1996 ، 2000 تتخذ موقفا متوافقا مع أفكار المنتدي الاقتصادي العالمي (W.E.F ) والشركات العولمية – علي الأقل في منطقة الشرق الأوسط ومصر- تري لجنة التضامن الفلاحي / مصر أنه لايمكن التعويل علي موقفها .. ولا يمكن الاستشهاد به في مواجهة مواقف الـمنتدي الاقتصادي العالمي (W.E.F ) . ولذا نري ضرورة مراعاة هذه الملاحظة مستقبلا ووضعها في الاعتبارحيث أننا – ومن خلال تجارب ولقاءات مباشرة معها – نعرف جيدا تقديراتها .. وندرك مدي الخطر الذي يُتَوقع من مشاركتها في مثل هذه الفعاليات.
وفي النهاية – يهم لجنة التضامن الفلاحي / مصر- التأكيد علي أن الـ (W.E.F ) يملك إمكانيات إعلامية ومادية وسياسية تمكنه من تحويل أفكاره وتصوراته إلي واقع عملي.. لذا فإن مواجهته يتطلب إمكانيات علي نفس المستوي ، ولأن ذلك لن يتوفر لنا بسهولة.. فلا مجال لمقاومته إلا باستنفار مزيد من المناصرين في كل بلاد العالم .. إضافة إلي أهمية رفع مستوي الوعي لدي جمهورنا من الفلاحين وصيادي الأسماك والعمال الزراعيين والرعاة والسكان الأصليين ومستهلكي الغذاء وكل الفقراء والجوعي.
إنها حقا مهمة ثقيلة .. لكنها ليسنت مستحيلة ..
فإلي الأمام ،،

الإثنين 21/12/2020 بشير صقر
لجنة التضامن الفلاحي / مصر
Peasant Solidarity committee/ Egypt