الكنديون بانتظار التطعيم الإلزامي الذي سيكرسهم أغناماً طائعة


مشعل يسار
2020 / 12 / 17 - 13:18     

وافقت الحكومة الكندية على لقاح Pfizer - وهو نفس اللقاح الذي تم تداوله على الإنترنت والذي تسبب في مقتل وشلل العديد من الأشخاص. وقد تعاقدت الحكومة مع سبع شركات لتوريد 194 مليون جرعة لقاح والحق في شراء 220 مليون جرعة إضافية. يبلغ عدد سكان كندا بالمناسبة 38 مليون نسمة فقط.

من غير المعروف أين ستذهب بقايا اللقاح المشترى من قبلها، لكن كندا اشتهرت دائمًا بالتبرع باللقاحات للدول الفقيرة. وقد تبرعت الحكومة بالفعل بمبلغ 600 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لتطعيم الشعب المتعثر في هذه البلدان بالذات.

المواطنون الكنديون انفسهم، الذين كانوا يتساءلون منذ تسعة أشهر عما إذا كان التطعيم سيكون إلزاميًا وكان الكثيرون بينهم يخافون منه، أعلنت حكومتهم أنه سيكون طوعياً، لكن الذين لم يتم تطعيمهم قد يواجهون مشاكل في السفر والعمل والمدرسة وحتى الذهاب إلى المسرح. هذا، على وجه الخصوص، ما قالته وزيرة الصحة في أونتاريو كريستينا إليوت. وذكرت شركة CTVnews أنه "سيتم بين أبريل ويونيو تحصين 15 إلى 19 مليون نسمة من سكان البلاد، وبحلول ديسمبر 2021، سيتم تطعيم جميع الـ 38 مليونًا، رغم أن التطعيم طوعي، كما زعموا".

كل هذا قيل على الرغم من أن استطلاعات الرأي في الشبكات الاجتماعية في الربيع المنصرم أظهرت أن أكثر من 70٪ من الكنديين يعارضون التطعيم الإجباري. في غضون ذلك، نشرت مصادر رسمية أرقاماً معاكسة تماماً، تشير إلى دعم السكان وتحمسهم لفكرة التطعيم.

وإذا ما ازداد الوضع سوءاً فجأة؟

القول بأن العديد من الكنديين يخافون من اللقاح لا يعني شيئًا. فطيلة الأشهر التسعة التي مضت منذ بداية الحجر الصحي، كان الناس ينشئون مجموعات في الشبكات الاجتماعية تحت شعارات ضد نظام الأقنعة، وضد إغلاق الاقتصاد، وضد التطعيم الإجباري المحتمل. يناقشون إلى أين سيهربون - إلى أي دولة إذا ما بدأ التطعيم القسري، ويكتبون أنهم لا يستطيعون النوم من الخوف. وتعرض بيل غيتس للعديد من الشتائم في هذه المجموعات. فطوال أشهر الحجر الصحي، كانت أعمال الاحتجاج (ولا تزال) تترى في مدن البلاد.

من أقوالهم: "تخيل لقاحًا يحتاج إلى التهديد لقبوله. لقاحاً من مرض مميت لدرجة أنك تحتاج إلى اختبار لفهم أنه موجود عندك".

مخاوف التطعيم نوعان. أولاً، اللقاحات غير موثوق بها لأنها صنعت على عجل، في ستة أشهر فقط. ومن المعروف أن اللقاحات يمكن أن تكون لها تأثيرات طويلة الأمد. في عام 2009 أصيب نحو ألف طفل في بريطانيا بإعاقة بعد تلقيحهم ضد أنفلونزا الخنازير. لقد تضررت أدماغتهم بشكل دائم. لهذا السبب يعبر الناس عن مخاوفهم. وقد ردت الحكومة مؤخرًا على هذه المخاوف بقانون حول تعويض أولئك الذين سيصابون بمضاعفات؟!!.

النوع الثاني يتعلق بالوضع حيال فيروس كورونا ككل. ليس لدى الناس إجابات على العديد من الأسئلة: من أين أتى الفيروس، ألم يُتشر عن عمد من مختبر بيولوجي، ألم يُزمَع التطعيم ضده لتقليل عدد السكان، لجعلهم عُقَماء، للتأكد من أن الناس لن يصلوا إلى سن التقاعد، لن يلتهموا الأموال العامة. في هذا الصدد، يتذكرون السارس، الذي كان اندلاعه في عام 2003، والذي كان أيضًا مرضًا رئويًا يشبه الإنفلونزا. فقد مات أقل من ألف شخص بسببه في العالم، وكان خرجَ ذاك الفيروس من العدم واختفى بسرعة وكأنه لم يكن، مما أثار الشكوك في أنه كان أول اختبار لوباء عام 2020 الآتي. بالمناسبة، الاسم الكامل للفيروس الحالي هو SARS-Cov1.

"يا أمّة العناق عبر الكمّامة. دعونا ندعم الشركات الصغيرة. كل يوم سبت ابتداء من شهر أبريل ... استيقظوا وانهضوا !اجتماعات حاشدة تقام في جميع أنحاء البلاد ضد إغلاق الشركات وارتداء الأقنعة وضد التطعيم الإلزامي".

"مراكز عزل" أم مراكز اعتقال؟

لا يزال الحظر بكل أشكاله وألوانه قائمًا في كندا. حظر العمل في معظم الاستثمارات، حظر الاجتماعات، حظر التواجد في الأماكن العامة بدون أقنعة. العديد من الأطفال يدرسون عن بُعد أو ينقطعون تمامًا عن المدرسة - يتلقون تعليمهم في المنزل.

ليس لدى الكثير من الكنديين أصدقاء مرضوا بالكوفيد، ولو واحد فقط في خلال تسعة أشهر. لذا تكتسب نظريات المؤامرة شعبية متزايدة في كندا. وكذلك يدور الحديث حول أن الحقوق الأساسية قد سلبت من الكنديين.

وصل الأمر إلى حد أن الصحفيين سألوا رئيس الوزراء جاستن ترودو مباشرة عما إذا كانت معسكرات الاعتقال تُبنى في البلاد لأولئك الذين لا يريدون تلقي التطعيم. ثمة قصة عن هذا أظهرت الكثير من المقاطع الدعائية على موقع يوتيوب في نوفمبر. وقيل أن هذه هي معسكرات في مانيتوبا. في مارس، كانت الأحاديث عن "معسكرات اعتقال" على مستوى أصحاب نظريات المؤامرة. ومع ذلك، في الخريف تم طرح هذا السؤال على الحزب الليبرالي الحاكم من قبل عضو في البرلمان - وهناك فيديو في هذا الشأن. وسأل عن ماهية "مراكز العزل" (كما هو مذكور في الوثائق الرسمية(.

قيل له أنها مخصصة للحجر الصحي للمسافرين الذين ليس لديهم مكان للاستراحة بعد طول ترحال. فقال النائب "لكن الوثائق لا تذكر شيئا عن مسافرين". في وقت لاحق، ظهرت قصة المقطورات، وطرح الصحافيون على ترودو السؤال أمام كاميرات التلفزيون. فأجاب أنه يجب على المرء أن يقرأ ويستمع إلى "وسائل الإعلام الرئيسية" وألا يصدق المعلومات المضللة (!). ومع ذلك، لم يشرح ما هي هذه المقطورات. هو لم يقل ما كان يتوقعه منه الكثيرون، بل أجاب: "ليست هناك أية معتقلات، ولن تكون أبدًا! فما يظهر في الفيديو هو مقطورات للعمال الموسميين الآتين من المكسيك".
يبدو أن السلطات في معظم بلدان العالم خاضعة جميعا لمافيا دافوس العالمية، وهناك تكافل وتضامن فيها جبناً أو مصلحةً والأرجح الاثنين معاً، ويبقى على الشعوب أن تدرك الحقيقة الساطعة وهي أن "الرب خلق الناس، والرئيس لينكولن أعطاهم الحرية، والعقيد كولت جعلهم متساوين" (العقيد كولت أميركي ابتكر أول مسدس في التاريخ).