قصيدة -المُهلوسون- للشاعر الثائر منتظر هادي العقابي


حسين علوان حسين
2020 / 12 / 16 - 13:37     

المُهلوسون

ندخّنُ الحشيشةَ العراقية -
طعمُها يُشبه الكرّاث كثيراً -
إلّا أنها موتٌ جديد بمنتجٍ وطني .
أجَل ، نحن الملهوسون : نشرب الخمرة
تحت نصب الحرية ؛
نضاجع برد الأرصفة ؛
و نتقيأ في زوايا كل زقاق خرب ؛
و نتمنى حضناً طويلاً دافئاً مع الشمس .
نحن المهلوسون ،
نشبه الطين و نعاة العجائز ؛
بسطاءُ مثل خبز العباس ؛
نذوبُ حناناً مثل كلمة " يُمّه "؛
و أقصى نذورِنا شمعةٌ نوقدُها على شاطئ دجلة .
حين نموتُ أذكرونا
بلافتاتٍ سود :
( انتقل إلى جوار ربه شهقة حزن ترجف من البرد و الجوع .)
إنّا للعراق و إنّا إليه راجعون .
نحن المهلوسون نُريد وطناً
بلا جندي ، كلما صلّى
عانَقَتِ الرصاصةُ جبينَه ؛
و الأطفال كلما اختلطت جثثهم
ببعضَها البعض ،
كانت شواهدُ قبورهم
أرجوحةً تغنّي :
( ماجينه يا ماجينه ) .
نحْملُ أرواحَنا مثل أحراز الأمّهات ،
أرواحُنا تبكي على أجسادنا ،
ثم تقرأ لنا الفاتحة .
نحن من الآن نُطعم بعضنا بعضاً
ليكن ثواباً حين نموت .