مقالٌ في سؤال


ييلماز جاويد
2020 / 12 / 14 - 00:16     

" لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جدّاً ما أبحرت " عبارةٌ رمزية قالها نزار قباني ولحنها محمّد الموجي وغناها عبد الحليم حافظ فيها درسٌ لِمَن يفقه .
في السياسة لم يفهم هتلر الدرس وفاتته الفائدة وباتأكيد كان نادماً على ما فعل قبل أن ينتحر . كذلك بينوشيت قاتل ألليندي الذي إستصدر قانوناً يحميه من المساءلة لم يعرف أنه سيساق إلى المحكمة على الرغم من تجاوز عمره التسعين فَيُدان وعندها عض إصبع الندم يوم لا ينفع الندم ، أم نوري السعيد الذي تفاخر يوماً أن دار السيّد مأمونة فصار ساعة كان يُسحَلُ في شوارع بغداد وهو متنكّرٌ بملابس النساء يقول في داخله لعلّي لم أظلم هذا الشعب ، وصدام الذي كان يتضاحك وهو في موقع الآمر بقتل رفاقه أو بدفن أبرياءَ في مقابر جماعية أو حرق مدن كاملة بمواد كيميائية لم يخطر بباله أنه سيقف يوماً على خشبة مشنقة ومن تحت قدميه من الحشرات القذرة التي توفّقت بفعل الزمن الأغبر تنادي " مقتدى .. مقتدى " وعند ها ندم على أفعاله على الرغم من ضبط نفسه وتمثيله دور الصلابة ! أما القذافي الذي كانت تُسطّر أسطر في وصف عنوانه فكان ندمه لما فعل عندما وجدوه في أنبوب من أنابيب مشروع للمياه القذرة ، فهل تتّعض ضفادِعنا ، اليوم ، والتي نفخت نفسها حتى تصوّرت ذاتها عمالقة جبارة وتفقه درس التاريخ وتعلم أن يوماً للحساب لا بدّ آتٍ وأن الشعوب وإن أمهلت إلاّ أنها لا تهمل ؟