تعددت الاطروحات لحل الازمة في العراق والباعث واحد


علي عرمش شوكت
2020 / 12 / 12 - 20:06     

تلاحقت الاطروحات السياسية من قبل الكتل التي ساهمت بحكم العراق منذ سقوط النظام عام 2003 وكانت جلها وكأنها في حالة تزاحم واللحاق بالعربة الاخيرة بعد ان بدأ قطار المغادرة بالتحرك. وكأن في ذلك الخلاص من اعصار جارف تلوح نذره في الافق. ربما يوجد شيء من هذا القبيل.. كانت بعناوين مختلفة شكلاً الا انها متشابهة مقاصدها.. ظاهرها معالجة ازمة النظام المستعصية.وجوهرها غير ذلك، والمضحك المحزن ان الذين كانوا طيلة الفترة الماضية سبباً بتدهور الامور، اليوم ذاتهم من يتسابقون بالادعاء لاصلاح مخلفاتهم التي غير قابلة لاي ترميم مثل ما يبتغون. انما ادراكهم بان استمرار الامر على ما هو عليه يعني الاعصار المتوقع سيجرف الجميع. وصار شعورهم يحس بقرب قيام الكارثة. فغدا دافعاً لطرح مبادرات تقتصر على مجرد {عناوين } لم تلمس مفاعيلها.. غير انها رامية الى التمترس خلف دعوات لا تمت للتغيير باية صلة مباشرة، بل هي عبارة عن تمترس قلق خلف " خط صد تحالفي" هذا اذا ما تم طبعاً .. املاً ان يقيهم حساب الشعب الغاضب.
من يطلع على ما طرحه السيد الصدر " حماية الدين والمذهب وترميم البيت الشيعي" وكذلك ما جاء بطرح السيد عمار الحكيم " كتلة عابرة للطوائف " ويتبعه السيد حيدر العبادي بطرح " وثيقة شرف " واخيراً لحق بهم السيد الكاظمي " حوار شامل " ايضاً، وبالخلاصة لا يجد المطلع ماهو متلامس بصورة مباشرة مع الاصلاح والتغيير وانما يذهبون الى ضواحي الخراب الذي حل بالبلاد ويكرسون جهودهم على لملمت شتات انصارهم الذي كان من افرازات الانتفاضة بمعنى انهم يحاولون قدر المستطاع الابتعاد عن طرح السبل الجدية المباشرة لتغيير الحال المزري الذي يعيشه الشعب العراقي. بل يعدون امورهم لمواجهة التغيير القادم لا محال.
وعند القراءة المتمعنة لهذه الطروحات ومن ثم الكشف عن خلفياتها يتضح ان البعض يطرحها بدافع ارضاء ومجاملة لقوى الاسلام السياسي املاً بان تأتي الى مربعه وبالتالي يأخذ الزعامة. وبالتفسير الشعبي { يحوز النار لكرصته ـ لقرصته } ليس الا. والاخر ليركب الموجة بغية تبرئة نفسه من مشاركته في خراب البلاد اي " اذ ما جاءه الموت فلا نزل القطر " والبعض الاخر يريد الاصلاح من خلال المناشدة المجردة وحتى يبدو مترجياً من الفاسدين ذلك فلا تعدو اطروحته عن كونها " النفخ في جربة فارغة " لانه لا يجرؤ لتحديد نمط التغيير وماهي ابعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تتطلبها عملية المعالجة الجذرية التي لاتقبل التأجيل.
ومن دواعي التوازن في متابعة الاطروحات التي تصدر عن القوى السياسية لمعالجة الاوضاع المتردية في العراق يقتضي ان نسلط الضوء على ما يطرح من معالجات موضوعية جديرة بفعل التغيير وبتفاصيل ملموسة ولم تكتف بالعناوين فقط، كالتي ذكرناها آنفاً، ونختصر بعينة من تلك الاطروحات حيث نجده برسالة { المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي } التي قُدمت الى السيد مصطفى الكاظمي في 11 تموز 2020 . والتي تجلت بثلاث نقاط اساسية منطوية على معالجات موضوعية صائبة وهي : 1 : تقديم الرؤية والمنهج 2 توفير متطلبات نجاح عملية الاصلاح والتغيير. 3 الاصلاح والتغيير ضرورة وليسا خياراً والزمن ليس مفتوحاً. ومع ديباجة وخاتمة مهمتين.. ندعو للاطلاع عليها في موقع الحزب ..