أنا وحفيدتي والمطر


قاسم حسن محاجنة
2020 / 12 / 12 - 12:42     

شاعرة وقصيدة
ذات لحظة ، تعهدتُ لنفسي أن أكتب عن أُختين شاعرتين ... لكنني لم ألتزم بالعهد المقطوع ..
ولكن الاحتفال بالمطر ، بين الجدة وحفيدتها ، هو احتفاء بالحياة ، هو الماضي في المستقبل والمستقبل الآتي من الماضي ..
الرقص تحت المطر هو حلم جنوني يراود الكثيرين ، وأنا بينهم، لكنني لم أجرؤ كغيري على هذا الفعل ، على هذا المرح والفرح الطفولي...
الشاعرة ابتسام أبو واصل محاميد، تشدنا لكي نمرح ونفرح ونواصل الحياة . وهي إحدى الأختين الشاعرتين ... المبدعتين ...
اللتين سأكتب عنهما وعن غيرهما ذات يوم ... فكثير من الشاعرات مغيبات لكنهن حاضرات بقوة ...!!
أنا وحفيدتي والمطر

جالسةٌ على مقعدِ الصَّمت
أرتشفُ فنجان قهوتي بصمتٍ
تلاحقني غياهب المجهول
أنظر من خلف زجاج نافذتي
أرقبُ المطر ...
هلَّ رذاذُهُ ملاكاً على قلبي
جاءت جذلى تعانقني
تُردِّدُ بلهفة واستغراب
جاء الشتاء جاء الشتاء
جدتي جدتي ينزلُ المطر
براءةُ الأطفال في عينيها
بلهفةٍ أمسكت يدي
تخاف أن يرحل المطرُ
قبلَ أن تحضُنَهُ بكفيها الصغيرتين .
خرجنا معاً
إبتسمنا ابتسامتها الشَّقيَّة
تحتَ رذاذِ المطر
مطر .... مطر ....مطر ....مطر
نعيش فرحة المطر
فرشنا أجسادنا بساطاً
تحتَ أقدامِ المطر
والوجهُ ندياً يناجي السماء
والعيون تجتاحها قطرات المطر
لطيفة رقيقة ناعمة
تدغدغ وجنتانا الخجولة
درنا ودرنا ودرنا ودرنا
تحت سعادة المطر
جنون أتاني من خلف المدى
حلَّقنا سويَّة
أَنا في مدنِ ضبابي
وهي في مدنٍ بَهية
أَنا في قسوة ِ الماضي
وهي في براءة الآتي
تغمرها السعادةُ
ويلفُّني الضَّباب
ترفرفُ فوقَ الغمام ِ
أملٌ يحتويها يداعب قلبها الصغير
ورعبٌ يغلِّفُني
صقيعٌ يحاصِرُ قلبي المُتيَّم
تُفزعُني مدائِنُ أحلامِها
نقَرت بأنامِلِها على باب اشتياقي
تهُزُ سكونَ قلبي
أَخشى أَن يخرجَ عن كتمانهِ
أن تفضَحَني نبضاتي
كموسيقى تراقِصُ روحي
تمرُ بينَ سحابِ أنفاسي
ينتابُني فرحٌ مفاجئٌ
قابعٌ في طياتِ ذاتي
تسعَدُ مساماتي
للمسِ الرَّذاذِ وقُبلةِ المطر
خلفَ أسوارِ الغيمِ العتيقِ
ترفرفُ روحي
ورحيقُ عطري يفضَحُني
وشوقي لفرحةٍ تُرجِفُني
تغازلُ زهوري
تبوحُ بجُنونِي
متى ستخرجُ من خوفِها ذاتي ؟
متى ستنفضُ الغبارَ عن ثوبي ؟
متى ستمطرُ لأَزهُوَ من جديد ؟
وأَفَقتُ على صغيرتي
ما زالت تراقصُ المطر
وترنو للبعيد
بسحرِ أحلامِ الطُّفولة
أرقُبُها ويرقُصّ قلبي فَرَحا
متى سيغرقني المطر ؟
فأعودُ لفرحِ الحياةِ وصغيرتي لحياةِ الفرح
ابتسام ابو واصل محاميد