مقدّمة - تحريفيّة حزب العمّال التونسي وإصلاحيّته كما تتجلّى في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ،- مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة - ، الجزء الأوّل -


ناظم الماوي
2020 / 12 / 10 - 01:54     

لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة – الشيوعيّة الجديدة
( عدد 42 - 43 / أفريل 2020 )
ناظم الماوي

حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي - الكتاب الثالث
الجزء الثاني من الكتاب الثالث :
تحريفيّة حزب العمّال التونسي وإصلاحيّته كما تتجلّى في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ،" مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة " ، الجزء الأوّل
ملاحظة : الثلاثيّة بأكملها متوفّرة للتنزيل بنسخة بى دى أف من مكتبة الحوار المتمدّن .
-------------------------------------------------------------------------------------------------

" لقد شكّل تقييم الخبرة التاريخيّة فى حدّ ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقّف الإنتهازيّون و التحريفيّون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطأ و الصواب و خلط المسائل الثانويّة بالمسائل الرئيسيّة و التوصّل إلى إستنتاج مفاده أن "البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح ". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلّة للإرتداد عن المبادئ الجوهريّة الماركسيّة ، مع إدّعاء إضفاء التجديد عليها ...

لقد بيّن التاريخ فعلا أنّ التجديدات الحقيقيّة للماركسيّة (على عكس التشويهات التحريفيّة) إنّما كانت متّصلة إتّصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهريّة للماركسيّة – اللينينيّة - الماويّة و تدعيمها . "

( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984)

---------------------------------

" هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

-----------------------------------------

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظريّة و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليديّة المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أنّ الاشتراكيّة ، مذ غدت علما ، تتطلّب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلّب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمّال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " )
------------------------------------
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذّجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين ، " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " )
---------------------------
"... حين أزاحت الماركسية النظريّات المعادية لها ، و المتجانسة بعض التجانس ، سعت الميول التي كانت تعبر عنها هذه النظريّات وراء سبل جديدة . فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال إستمرّ . و هكذا بدأ النصف الثاني من القرن الأوّل من وجود الماركسيّة ( بعد 1890 ) بنضال التيّار المعادى للماركسيّة في قلب الماركسيّة .
...لقد منيت الإشتراكيّة ما قبل الماركسيّة بالهزيمة ، وهي تواصل النضال ، لا في ميدانها الخاص ، بل في ميدان الماركسيّة العام ، بوصفها نزعة تحريفيّة .

... إنّ نضال الماركسيّة الثوريّة الفكري ضد النزعة التحريفيّة ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثوريّة الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام ، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها . "

( لينين ، " الماركسيّة و النزعة التحريفيّة " )
--------------------------------------------
" إنّ ديالكتيك التاريخ يرتدى شكلا يجبر معه إنتصار الماركسيّة في حقل النظريّة أعداء الماركسيّة على التقنّع بقناع الماركسيّة ."
( لينين ، " مصائر مذهب كارل ماركس التاريخيّة " المخطوط في مارس 1913 ، ( الصفحة 83 من " ضد التحريفيّة ، دفاعا عن الماركسية " ، دار التقدّم موسكو )
---------------------------------------------------------
" إنّ ميل المناضلين العمليين إلى عدم الإهتمام بالنظرية يخالف بصورة مطلقة روح اللينينيّة و يحمل أخطارا عظيمة على النظريّة تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى إذا لم تنر النظريّة الثوريّة طريقه . إلاّ أنّ النظريّة يمكن أن تصبح قوّة عظيمة لحركة العمّال إذا هي تكوّنت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملي الثوري ، فهي ، وهي وحدها، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة وقوّة التوجّه و إدراك الصلة الداخليّة للحوادث الجارية ؛ وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملي على أن يفهم ليس فقط فى أي إتّجاه و كيف تتحرّك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أيّ إتّجاه وكيف ينبغى أن تتحرّك فى المستقبل القريب . إنّ لينين نفسه قال و كرّر مرّات عديدة هذه الفكرة المعروفة القائلة :
" بدون نظرية ثورية ، لا حركة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ " ، المجلّد الرابع ، صفحة 380 ، الطبعة الروسية ) "
( ستالين ، " أسس اللينينية - حول مسائل اللينينية " ، صفحة 31 ، طبعة الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت )
-------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
-------------------------------------
" التحريفية فى السلطة يعنى البرجوازية فى السلطة."
( ماو تسى تونغ )
-----------------------------------
" إنّكم تقومون بالثورة الاشتراكية و بعد لا تعرفون أين توجد البرجوازية . إنّها بالضبط داخل الحزب الشيوعي – أولئك فى السلطة السائرين فى الطريق الرأسمالي ".
( ماو تسى تونغ ، سنة 1976)
-----------------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
==========================================
مقدّمة :
و نقطع خطوة جديدة في نقد الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب العمّال التونسي التحريفي و الإصلاحي المدّعى تبنّى الماركسيّة – اللينينيّة وهي منه براء . نقطع خطوة جديدة على درب القراءة النقديّة و تعرية جوانب أخرى من تحريفيّة هذا الحزب و إصلاحيّته معتمدين بهذه المناسبة على كتاب آخر للسيّد جيلاني الهمّامي ، الناطق الرسمي باسم حزب العمّال التونسي ، " مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة " ، الجزء الأوّل ، المنشور في ديسمبر 2018 في طبعته الأولى عن مطبعة الثقافة – المنستير – تونس .
وهو كتاب يقع في 230 صفحة ، خصّصت حوالي ستّين صفحة منه للتقديم و التوطئة و أصناف التقييمات و منهجيّة التقييم و مكاسب التجربة و منجزاتها التي لا يمكن إنكارها ؛ و خصّصت بقيّة الكتاب إلى فصل واحد هو الفصل الأوّل أو الجزء الأوّل فحسب الذى يُعنى بالبحث في النظام السياسي السوفياتي و نقاطه الفرعيّة عديدة و أغلق متن الكتاب بخاتمة و كلمة أخيرة.
في التوطئة تستوقفنا ملاحظة ساقها الكاتب الذى أكّد أنّه يقدّم " مجرّد مساهمة من وجهة نظره " الشخصيّة " لا يدّعى فيها " إلاّ تقديم إستنتاجات و تقديرات أوّليّة بناء على ما توفّر" له " من مصادر و مراجع تتصل بالتجربة السوفياتيّة " ( ص9) و كأنّنا بالكتاب ينطق باسم شخص و لا يلزم حزب العمّال التونسي في شيء والكاتب هو الناطق الرسمي بإسمه ؛ سوى أنّنا نلفت عناية القرّاء إلى أشياء ثلاثة في منتهى الأهمّية وهي أنّ الأمين العام للحزب ، السيّد حمه الهمّامي ، قدّم للكتاب معتبرا إيّاه مساهمة في النهوض بمهمّة شيوعيّة عالميّة و بعباراته ( ص 7 )" إنّ العودة إلى التجربة الإشتراكيّة للإتّحاد السوفياتي، تعريفا و تقييما و نقدا ، هي اليوم جزء لا يتجزّأ من الصراع الإيديولوجي ضد البرجوازيّة الإحتكاريّة ، الإمبرياليّة التي تريد أن تطم تلك التجربة و تواصل تشويهها و حجبها عن عمّال العالم اليوم و كادحيه و شبابه و نسائه و مثقّفيه حتّى يتسنّى لها تأبيد هيمنتها عليهم " مؤكدا أنّ كتاب جيلاني الهمّامي هذا " يندرج في هذا الإطار ، فهو عودة إلى التجربة الإشتراكيّة في الإتحاد السوفياتي بهدف التقييم و إرجاع الأمور إلى نصابها " ( ص7 ).
و من هنا نلمس تبنّى هذ الكتاب من قبل الأمين العام للحزب و تنويهه بأهمّيته و بانّه أنجز مهمّة ذات بعد عالمي . هذه واحدة . و إليها نضيف ، تصريح هذا الأمين العام نفسه ( ص 8) بالتالى ذكره : " كما إخترنا موعد مؤتمرنا الرابع لنشر هذا الكتاب ، مع عدد آخر من الكتب ..." و " نحن " في " كنّا " تحيلنا على أنّ الكتاب خرج عن نطاق شخص كاتبه ليصبح ترجمة لمواقف جماعيّة تتجاوز الناطق الرسمي و الأمين العام لتشمل قيادة الحزب المركزيّة . و قد تأكّد هذا أكثر ، ثالثا ، في وثائق المؤتمر الوطني الخامس الذى إنعقد في 19/23 ديسمبر 2018 حيث ورد في"التقرير السياسي للجنة المركزيّة " وعلى وجه التحديد في الصفحة 11 من كتاب " المؤتمر الوطني الخامس : الوثائق والمقرّرات( 19/23 ديسمبر 2018 )"، سنة النشر 2019 عن مطبعة الثقافة المنستير : " و قد أضافت اللجنة المركزيّة إلى كلّ ذلك [ أربع وثائق مذكورة في فقرة سابقة ] جملة من الوثائق الأخرى ، بعضها يعالج موضوع التكتّل الذى ظهر أخيرا في حزبنا و بعضها الآخر يقدّم محاولة تقييميّة للتجربة الإشتراكيّة في الإتّحاد السوفياتي ..." .
و هكذا نظرا لكون المؤتمر لم يصدر نقدا مباشرا أو غير مباشر لهذه المحاولة التقييميّة كما قالوا فهو بشكل من الأشكال قد تبنّاه أو صادق عليه فلم يعد الكتاب بالمرّة قراءة شخصيّة في تجربة الإتّحاد السوفياتي الإشتراكية بل أضحى بالكاشف من وثائق مؤتمر الحزب و بذلك هو ملزم للحزب كافة .
و قد حصرنا كلّ الحرص ، محترسين من السقوط في الأخطاء الـتأويليّة ، على وضع هذه النقاط على هذه الأحرف كي نستبق من سيشاكسنا بالإعتراض الذى قد يبدو وجيها و هو ليس كذلك بأنّ السيّد جيلاني الهمّامي أعرب في توطئة كتابه عن " وجهة نظر شخصيّة " و بأنّه بالتالى لا يصحّ أن ننسب إلى حزب العمّال التونسي المواقف التي يتضمّنها الكتاب . و الأكيد أنّنا ما كنّا لننسب مضامين الكتاب لذلك الحزب لولا حججنا المتينة التي عرضنا فنحن ننبذ الأداتية و البراغماتيّة المتنافيتين مع مبادئ علم الشيوعية و في نقاشاتنا و جدالاتنا نتوخّى كما تعلّمنا من بوب أفاكيان ، مهندس الشيوعيّة الجديدة / الخلاصة الجديدة للشيوعية ، البحث عن الحقيقة الماديّة الموضوعيّة مهما كانت باعثة على الشعور بالسرور أو الشعور بالأسى و المرارة ، بعيدا البعد كلّه عن التزوير و التلفيق و الشتائم .
كما نتوخّى في نقاشاتنا و جدالاتنا مبدأ آخر مميّزا لأنصار الشيوعيّة الجديدة / الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، ألا وهو خوض الجدال حول أمّهات المسائل بما يعنى عدم السعي البتّة وراء تصيّد زلاّت ثانويّة ( مطبعيّة أو لغويّة أو معرفيّة ثانويّة ) لذلك نركّز بؤرة إهتمامنا على أهمّ و أقوى حجج الذين ندخل معهم في جدال . و تجدر الملاحظة بالمناسبة إلى كون نعوت إنتهازي و تحريفي و دغمائي و إصلاحي ليست شتائم تنال من شخص ما و إنّما هي مصطلحات تدخل ضمن المنهج الماركسي و تعكس حقائق مادية موضوعية و لا غنى عنها ماركسيّا لتوصيف الخطّ الإيديولوجي و السياسي لمنظّمة أو حزب ما ينحرف عن الماركسية أو يسعى لتكريسها بدغمائية و جمود عقائدي أو يعمل عملا إصلاحيّا ، من أجل إصلاح الدولة القائمة و ليس عملا ثوريّا ، من أجل الإطاحة بالدولة القائمة و إحلال دولة جديدة محلّها .
و هنا ننكبّ على نقد وثيقة من وثائق حزب العمّال التونسي تدّعى البحث العسير و الإجتهاد المضني و الموضوعيّة لإكسائ تقييمها بشيء من المصداقيّة الزائفة ، و نوجّه نقدنا لأهمّ القضايا المتّصلة بالخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب و ذلك في إطار مواصلة المساهمة في الإضطلاع قدر الإمكان بمهمّة توضيح خطوط التمايز بين الماركسيّة الثوريّة و الماركسيّة المفرغة من روحها الثوريّة ، بين الشيوعيّة الحقيقيّة و الشيوعيّة الزائفة ، بين الشيوعيّة الثورية من جهة و التحريفية و الدغمائيّة من جهة أخرى ، قصد المساعدة على تسليح المناضلين و المناضلات و الجماهير العريضة ، المتطلّعين إلى تفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا لإنشاء عالم آخر ممكن و ضروري و مرغوب فيه، عالم شيوعي، قصد المساعدة على تسليحهم بالنظريّة الثوريّة التي دونها لن توجد حركة ثوريّة هدفها الأسمى تحقيق هذا العالم الشيوعي لتحرير الإنسانيّة من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
في الحركة الشيوعية العربيّة و العالمية راهنا ، التحريفيّة و الدغمائيّة سائدتان تغلّفان أفكارهما المعادية لروح الثوريّة للماركسية بالجمل الماركسية ما يفيد أنّهما ترفعان راية الماركسية لإسقاطها، فيما النظريّة الثوريّة ، الشيوعية الثوريّة و قمّتها اليوم الشيوعية الجديدة / الخلاصة الجديدة للشيوعية محاصرة في ركن و عليها أن تكسر القمقم و تدحر التحريفية و الدغمائيّة و تفتكّ قيادة الحركة الشيوعية عربيّا و عالميّا و دون ذلك لن توجد حركة أو حركات ثوريّة حقّا لا عربيّا و لا عالميّا . إنّه صراع حياة أو موت فحيث تسود التحريفيّة و الدغمائيّة ، لن توجد ثورة شيوعية بمعنى هدفها الأسمى الشيوعية سواء في المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ( ثورة وطنيّة ديمقراطية / ديمقراطية جديدة كجزء من الثورة البروليتاريّة العالمية و بقيادة شيوعية إيديويولوجيا و حزبا ) ؛ أم في البلدان الرأسماليّة – الإمبريالية ( ثورة إشتراكيّة بقيادة شيوعية إيديولوجيا و حزبا ) .
في عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية بتيّاريها ، ما من شكّ في أنّه حيثما وجدت و تطوّرت قيادة شيوعيّة ثوريّة حقّا ، ستتوفّر إمكانيّة ( و لا شيء غير إمكانيّة ، من منظور مادي جدلي ، و تحويل تلك الإمكانيّة إلى واقع يحتاج ظروفا موضوعية و أخرى ذاتيّة و قد تفشل المحاولة لعوامل شتّى ) قيادة الشعب في صنع التاريخ و جعل عجلة التاريخ تدور إلى الأمام ؛ و أينما ينعدم وجود هكذا قيادة شيوعية ثوريّة حقّا ، ستظلّ الطبقات السائدة تتحكّم في مسار الصراع الطبقي و تخدع الطبقات الشعبيّة بأساليب في منتهى التنوّع .
و لا يخفى على متابعي مجمل جدالاتنا و المتمعّنين فيها أنّها تندرج في هذا الإطار و تنأى تماما عن التهجّم على الأشخاص قصد النيل منهم أو من سمعتهم . ننقد الفكر ، ننقد الخطّ الإيديولوجي و السياسي و لن نكفّ عن القيام بذلك كلّما شعرنا بحاجة الحركة الشيوعية الثوريّة إلى ذلك فهذا حقّنا الذى لا نتخلّى عنه و لا نسمح لأحد أن يجادلنا فيه ، و كذلك نجدّد القول إنّنا لن نكفّ عن الدعوة إلى خوض الجدال الإيديولوجي و السياسي لمزيد توضيح خطوط التمايز و نرحّب كلّ الترحيب بمن يتناول أعمالنا بالنقد كما يحلو له أو لها و ترحيبنا مشروط بتجنّب القذف و الشتائم و حتّى من لم يستطع أن يمسك نفسه عن كيل الشتائم ، نطمئنه أنّنا ملتزمون بقراءة آرائه و إن كان أمسك بحقيقة ما و كان صائبا / كانت صائبة في نقده / في نقدها ، لن نفوّت فرصة الإستفادة من الحقائق التي قد يمسك بها و عن تصحيح أخطائنا دون مداورة و بجرأة و نكون له / لها من الشاكرين و طبعا لن نكون له / لها من الشاكرين على شتمنا ، أليس كذلك !
و موقفنا هذا ليس موقفا مخاتلا أو مخادعا أو ما شابه و إنّما هو موقف مبدئي نحاسب أنفسنا عليه و بوسع الرفاق و الرفيقات محاسبتنا عليه ، نابع من قناعتنا الراسخة بصحّة و عمق و شمول مقولة بوب أفاكيان التي لن نملّ من ترديدها لعظيم فائدتها في التعاطي الشيوعي الصحيح مع المعرفة و الحقيقة : " كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ."
و جنّدنا قلمنا لتولّى نقاش جوانب من كتاب الناطق الرسمي باسم حزب العمّال التونسي حسب المحاور الخمسة التالية :
1- إستمرار التزوير الخوجي للحقائق بصدد الماويّة .
2- المنهج الخوجي الهمّامي المناهض للماديّة الجدليّة .
3- المسكوت عنه و دلالاته التحريفية و الإصلاحيّة .
4- كتاب ذاتي طافح بالدغمائيّة التحريفية الخوجية .
5- الشيوعية الجديدة / الخلاصة الجديدة للشيوعية تشتمل على التقييم العلمي المادي الجدلي الوحيد للتجارب الإشتراكية للبروليتاريا العالمية و منها التجربة الإشتراكية السوفياتيّة .
و إلى ما تقدّم أضفنا ، بعد الخاتمة ، ملحق :
الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------