خيالُ المآتة و إمام أبو الخرگ


ييلماز جاويد
2020 / 12 / 7 - 10:21     

خيال المآتة نُصبٌ يصنعه الفلاح على شكل إنسان يضعه في حقله ليخيف به الحيوانات ويبعدها كي لا تعبث في الحقل أو تأكل المحصول ولكن في الواقع لم يُخف أي خيالٍ للمآتة حيواناً . أما " الإمام " المفترض في المثل فهو مرقد شخصية دينية يزوره الناس بنيّات حسنة ويدعون ربهم عنده ليستجيب لدعائهم ويقدمون القرابين و النذور عند إستجابته لدعائهم وفك عقدة قطعة القماش التي يعلّقونها على أحجار ذلك المرقد ، أو مجلس مرجع يستقبلهم ويتأمّلون منه الوساطة عند الرب ، وكثرة قطع القماش غير المفتوحة على مرقد أيّ إمام تدل على ضعف إستجابة الرب لدعاء الداعين ولذا يُسَمّى " إمام أبو الخرگ " .
الآن لدينا الإثنان : فخيال مآتتنا صنعته الكتل السياسية على مقاس تعرف أنه لا يخيف الحيوانات الكاسرة وهي صاحبتها فصارت بالتالي تصول وتجول في الحقل على هواها تجندل هذا وتقتل ذاك ، تسرق مال العام والخاص وتخطف بشراً وترمي جثثهم بعد أن تجبي الأتاوة من أهلهم و لا حراك من خيال المآتة يوقفها أو يردعها حتى لو سمّي رئيساً لمجلس الوزراء أو قائداً عاماً للقوات المسلّحة . أما " الإمام " الذي عندنا فقد طالت فترة حسن النية في إعتباره ، لقد بُنيَت آمالٌ عريضة لإستجابة الربّ إلى دعاء المؤمنين وطال إنتظارهم و زاد على سبعة عشرة عاماً ولم تُفتح أية عقدة أمل معقود عليه ولو أنه معروف عندهم بالإمام أو آية الله وكأن أفيوناً سقيَ به أولئك أو عملاً سحريّاً قد جعلهم لا ينطقون و لا يرفعون عند بابه راية مكتوبٌ عليها " إمام أبو الخرگ " .