لن يكون هناك نقود - مجموعة البنوك الستة الكبرى تقرر... متى تغلق تماماً أبواب المعتقل الكبير


مشعل يسار
2020 / 12 / 6 - 23:26     

أبواب معسكر الاعتقال الإلكتروني على وشك الإغلاق. وسيحدث هذا بمجرد إصدار البنوك المركزية الستة الكبرى في العالم – أو ما يسمى G6 - عملة رقمية واحدة هي تعمل على تحقيقها منذ فترة طويلة. وقد تحدث الدكتور في الاقتصاد الروسي فالنتين كاتاسونوف عن هذا فقال إن البنوك المركزية بدأت في أواسط شهر يونيو/حزيران الكبار G6 تعد الخطة "B" لاعتماد التحويل المصرفي الرقمي غير النقدي في التبادل البضاعي من خلال مناقشة موضوع لطالما بدا غريباً وبعيداً ألا وهو اعتماد العملة الرقمية.
بالمناسبة، يسميها الكثير من الناس بشكل غير صحيح العملة المشفرة cryptocurrency. لكن العملة المشفرة هي شيء سري للغاية، مجهول الهوية وغير شفاف.
بالنسبة لمُصدري هذه العملة، أي البنوك المركزية، يفترض أن تكون هذه الوحدة النقدية شفافة للغاية. ومن خلال سلاسل الكتل أو البلوكشينات blockchains، سوف يتتبعون مسار كل دولار وكل عملة أخرى.
الخطة "B" بدأوا يعملون بها منذ فترة طويلة وها هم يجهدون الآن لتحسينها.
الستة الكبار The Big Six، أو ما يسمى G6، هي ستة بنوك مركزية رائدة: الاحتياطي الفدرالي (الأميركي)، البنك المركزي الأوروبي، بنك إنجلترا، بنك اليابان، البنك الوطني السويسري، بنك كندا. وهي معاً تطور عملة رقمية جماعية عالمية.
يقول كاتاسونوف: خلال وقت ما، لن يشعر عامة الناس بأي تأثير على حياتهم لأن كل إصدارات العملة ستذهب إلى الأسواق المالية. ولن يدخل منها شيء إلى القطاع الحقيقي للاقتصاد، ولن يدخل شيء إلى سوق السلع الاستهلاكية، التي يتعامل معها الإنسان العادي.
لذلك، سينشأ شيء غريب يتعارض مع أي كتب مدرسية في الاقتصاد، كالتي تنص على أن المعروض من النقود يجب أن يكون متوازنًا مع قيمة السلع.
من المعلوم أنه إذا تطور عرض النقود في السوق بمعدل متسارع، بدأ التضخم والتضخم المفرط inflation, hyperinflation. ولا تزال أمريكا وأوروبا تصارعان خطر الانكماش المالي deflation.
للمقارنة، يبدو الأمر وكأن ثمة خزاناً مائيا لا يفتأون يملأونه ويملأونه طوال الوقت إلى أن ينفجر في مكان ما.
آنئذ سوف يندفع كل هذا إلى القطاع الحقيقي للاقتصاد ويجرف معه كل شيء. وسيبدأ التضخم المفرط في سوق السلع الأساسية. فما حصل في جمهورية فايمار في ألمانيا في أوائل العشرينات من القرن الماضي سيبدو مزحة بالمقارنة مع ما سيحصل...
وهم يفهمون هذا: يدركون أن هذا الخزان، عاجلاً أم آجلاً، سوف يخترق ماؤه السد مع كل العواقب المترتبة عن ذلك. ويستعدون طبعاً للأمر.
سيكون هذا بالفعل نظامًا من الأموال غير النقدية تمامًا. لن يكون هناك نقود.
لقد كان الصينيون أول من أفلت منه كلام عن هذا.
على الورق، انتهى كل شيء في مكان ما في ثمانينيات القرن الماضي، وقد تحول الجميع إلى الوسائط الإلكترونية.
لا، هذه النقود التي نتحدث عنها ليست نقودًا إلكترونية، إنها عملة رقمية.
وقد قال البنك الشعبي الصيني إن هذه هي العملة الرقمية هي التي ستحل محل اليوان النقدي.
لم يقل الآخرون هذا، لكن يمكن للمرء أن يخمنه.
لن تظهر في الحال عملة رقمية عالمية واحدة، إلا أنها ستكون عملة غير نقدية.
وهذا يعني أن باب معسكر الاعتقال الإلكتروني سوف يغلق تماماً.
ربما سيجد الناس بعض الطرق والأساليب التي تتيح الخروج من معسكر الاعتقال هذا. فهناك أشكال للتبادل العشوائية، مثلا، كما وصفها ماركس في "رأس المال". وربما يدخل الناس في صفقات مقايضة ...
بشكل عام، هذا مشابه للخطوات حيال الموقف الذي وصفه جورج أورويل. أي عندما يراقب الأخ الكبير كل عطسة وكل حركة لشخص ما، وحتى أفكاره – فهناك لديه أيضًا مفهومُ "جرائم الفكر" التي تلاحقها "شرطة الفكر" ... ".
هكذا سيصبح التقدم التكنولوجي في المجال الرقمي ممهداً لعبودية جديدة في ظل الرأسمالية. فإذا لم تقم ثورات اشتراكية تؤمم الثروات الكبرى التي تمتلكها قلة لا تتعدى الـ1% وتجعل التملك جماعيا فقط عبر الدولة أو أية أشكال أخرى، توازيه سلطة سياسية ديمقراطية شعبية محمية بشتى القوانين، فإن البشرية سترى بأم العين تجسيداً لما سبق وقاله ماركس من أن "التاريخ يعيد نفسه مرتين، بدايةً في شكل مأساة، ثم في شكل مهزلة".