باقية و تمدد , هستيريا إلا رسول الله ( 2 )


مازن كم الماز
2020 / 12 / 6 - 12:35     

الإخوة , الإخوان , و معهم مهووسو الهوية , الذين يغتصبون حياتنا لأننا ولدنا عربا و مسلمين , غاضيون هذه الأيام لغولناز , شابة مسلمة هندية قتلها شاب هندوسي حرقا لأنها رفضت الزواج منه .. يا إخواني و يا إخوانهم : أنتم تبكون غولناز التي أحرقها حبيبها لأنها مسلمة و هو هندوسي , بينما لم يصرخ الفتى شيفا أكبر و هو يحرق جسد حبيبته التي لن يفوز بها , ترى لو كنتم إخوان فرنسا , ماذا كنتم ستقولون إذن عن قطع رأس باتي .. يا إخواني و يا إخوانهم , من كتب مطالبا بالعدالة لغولناز متهما ملايين الهنود و الهندوس بالعنصرية و الإسلاموفوبيا لأن شابا قتل حبيبته : لو أنكم كنتم مكان السيدة لوبين أو كنتم إخوان فرنسيين ماذا كنتم ستكتبون عن قطع رأس باتي .. قتل في فرنسا في السنوات القليلة الأخيرة قرابة 250 فرنسي على يد إسلاميين غاضبين يقول معظم مثقفونا أنهم إنما فعلوا ذلك بسبب الاستعمار و العنصرية و الإسلاموفوبيا .. 250 فرنسيا , أي خمس مرات من سقطوا في "مجزرة" كفر قاسم أو من خمس إلى مرتين و نصف من سقطوا في "مجزرة البيضاء ببانياس" على يد أبطال الجيش الأسدي أو ثمان مرات من قتلوا في ضاحية عدرا العمالية على يد ثوار إسلاميين لا يقلون معاداة للعولمة و ما بعد الحداثة و الاستشراق أو الاستعمار عن يساريينا و ليبراليينا .. لكن هؤلاء ال 250 فرنسي لم يسقطوا في أية مجزرة بحسب أبطال الهوية , أبطال التسامح و الحرية و أبرز أعداء النيوليبرالية و ما بعد الحداثة , أبطال الذبح على الهوية .. إن وصف مذبجة ما بأنها مجزرة أكثر تعقيدا , ليست القضية أبدا في فعل القتل و لا في عدد القتلى , إنه في هوية القتلة و المقتولين .. هكذا يصبح تسمية قتل 250 فرنسي بمجزرة إسلاموفوبيا و عنصرية و استمرار للاستعمار بينما يصبح قتل نصف أو ربع أو خمس هذا العدد في كفر قاسم أو البيضاء أو القبير أو عدرا مجزرة .. هذه هي الحرية و العدالة التي يبشرنا بها مهووسو الهوية و الذبح على الهوية .. يستطيع هؤلاء الأبطال بكلمتين عن الاستشراق و الاستعمار و الإسلاموفوبيا أن يقلبوا الجريمة دفاعا عن النفس , و الضحية إلى معتدي و القاتل إلى ضحية .. ما كان يمكن أن يكون مسرحية شكسبيرية تراجيدية حوله هؤلاء الرفاق و الإخوة إلى مسرحية هزلية بالدماء .. إن نكتهم السوداء الدموية المكررة عن الاستعمار و الإسلاموفوبيا و ما بعد الحداثة هي التي تصوغ اليوم عالما من الدماء و الكراهية يطالب فيه هؤلاء بحقهم في ذبح الجميع و قمع و استعباد الجميع .. إنه قرآن داعش , دواعشنا , أحفاد ابن الوليد و الحجاج و قراقوش و ابن تيمية و صلاح الدين .. قتلة من ظهر قتلة .. ذباحين من ظهر ذباحين

مقال إخوان أونلاين عن غولناز
https://www.ikhwanonline.com/article/242257/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%BA%D9%88%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2-%D9%8A%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%A5%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%B4%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D9%82%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%8A%D8%AF-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%B3%D9%8A

لا تتوقف كوميدياهم السوداء هنا , و لأنهم "لا ينطقون عن الهوى" و لأن الهوى هو كل ما لا ينطقون به , و لأن السذاجة القطيعية هي سيدة العبث بلا منازع اليوم و أبدا فإن إبداعهم التفاهة و الابتذال هو اليوم بلا حدود .. طبعا يحلق وسام سعادة كالعادة وحيدا , يتساءل هذا الرجل الذي يجمع بين أبي تمام و ابن أخيه ابن تيمية : "هل العلمانية مفهوم علماني تماما ؟" .. رحم الله يا وسام الذي قال "و فسر الماء بعد الجهد بالماء" .. لكن الدكتور زياد ماجد أثبت أن القطيعية تنتج سذاجة و هبل لا تقل عن أستاذ الجميع في هذا المجال وسام سعادة و أن الدكتور ماجد ليس أقل قدرة على انتزاع الضحك و هو يخبرنا أن "التطبيع كما الممانعة أداة لتكريس استبداد مديد" تاركا إيانا و كل البشر في حيرة , إذا كان التطبيع و الممانعة خاطئين سياسيا فماذا نفعل إذن و رب الكعبة .. الحقيقة أننا أمام حالة إنسانية و فكرية و نفسية معقدة , إننا ندور حول أنفسنا دون أن نفهم اين نحن و لماذا نفعل , من يهتم , من يسأل , من يجرؤ على السؤال أو على التفكير , استمع إلى ما يقوله سعادة ثم ماجد : استعمار , استشراق , ما بعد حداثة , لقد قضي الأمر يا أخي , إنه السمع و الطاعة بشكله القطيعي , الداعشي .. سعادة أول الثنائي المرح , يريد أن يقول أن العلمانية يمكن أيضا أن تكون دينا أو لاهوتا , لكن داهية العرب هذا لا يقصد أن ينزه العلمانية من أي لاهوت أو نزوع لامتلاك المطلق و لأن تصبح سلطة على العقل و الجسد بل يريد أن يرد هذا الحق إلى دين ساداته أو دين أجداده و آباءه ... يهرب سعادة من سؤال أهم بكثير من سؤاله الكوميدي " هل الدين هو دين بالفعل ؟ هل الإله هو إله بالفعل ؟ طبعا لا يملك لا هو و لا إخوته من أبطال الهوية سوى السكين إثباتا لأن إلههم هو إله بالفعل .. سكين تحارب الاستعمار و الاستشراق و الإسلاموفوبيا في كل عقل يحاول أن يفكر بحرية , في كل جسد يحاول أن يعيش كما يريد .. أما زياد ماجد , ثاني الثنائي المرح , فإنه يذكرنا بالسياسة الستالينية و كل نظرائها السلطوية و الشمولية , إسلامية كانت أو هوياتية , قومية , عروبية , علمانية , يسارية , الخ : كما أن ستالين لم يفرض على نفسه نهجا أو خطا سياسيا واضحا و احتفظ بحرية مطلقة في أن يغير و يشكل سياسته كل يوم وفق مصالح طغمته , عندما كان من الممكن أن يتحالف اليوم مع هتلر و يحاربه غدا تحت نفس الحجج و المبررات , أن يتحالف اليوم مع تشرشل ثم يعد لحرب نووية ضد بلاده في اليوم التالي .. إن زياد ماجد يأخذنا إلى هذا المستوى من التنظير السياسي , لتصبح القضية ليست في السياسة نفسها بل في من ينتهجها .. هناك من هم على خطأ أيا تكن سياساتهم و هم الخصوم السلطويون طبعا , و هناك من هم على حق أيا تكن سياساتهم , قد يكونون عبد الناصر أو إردوغان أو تميم أو بن سلمان أو بن لادن أو هتلر أو أي أحد في العالم , كل ما هناك هو أن يكون قادرا على أن يزاود , أن يمارس أي ديماغوجيا , أن يكذب , يقتل , أن يقنع جماعة ما بأية طريقة بأنه ممثلها أو زعيمها أو حاميها من أخطار غير مرئية و من أعداء وهميين كالماسونية أو مؤامرة ما عالمية , قد تكون في يوم يهودية أو شيوعية أو علمانية أو غربية أو مسيحية أو شيعية , طبعا على طريقة الفارس المقدام دون كيشوت .. لا شك أن هناك الكثيرين ممن تؤهلهم مؤاهبهم للانضمام إلى هذا الثنائي المرح و لا شك أن المنافسة في هذا كبيرة و هائلة .. تزخر صحف تركيا و قطر و السعودية و إيران الناطقة بالعربية و ما نكتبه أنامل مثقفي قطعاننا المختلفة بهذا الهبل و الهراء , الكوميدي و العبثي لدرجة الموت , تماما كسخرية السكين من قدرة أي عقل على التفكير أو قدرة أو رغبة أي جسد على الاستمتاع , تماما كسخرية هذا النقاش , كسخرية نقد العلمانية و نقاش كل مختلف و أي آخر و نقض الاستشراق و ما بعد الحداثة بالسكاكين ..

مقالي سعادة و ماجد
https://www.alquds.co.uk/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d9%87%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

https://www.alquds.co.uk/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d9%83%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9%d9%8c-%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d8%b3%d8%aa/

أنتقل إلى بيان مثقفين عرب و فلسطينيين عن الهولوكوست و اللاسامية و نضال الشعب الفلسطيني .. إخوان , لماذا نشرتم بيانكم بالانكليزية , سامحكم الله يا إخوان .. كيف تكتبون أن حق تقرير المصير يجب ألا يشتمل على اقتلاع شعب آخر أو منعه من إدارة أرضه أو محاولة تأمين الغالبية في داخل الدولة .. إخواني , شو رح يصير إذا قرأت ماري لوبين أو حزب البديل من أجل ألمانيا ما كتبتوه , كل ما كتبتوه و طالبتم به اسمه عنصرية و إسلاموفوبيا و ما بعد حداثة و ما بعد كولونيالية إذا أراد الأوروبيون أن يفعلوه .. اتصوروا الأوروبيين يقولوا نفس هالكلام عن بلادهم .. ليش ورطتونا بهالورطة .. كان يكفي أن ترددوا كليشهاتكم المقدسة عن العنصرية و ما بعد الحداثة و الاستشراق و ذنب الرجل الأبيض , ضروري تتحمسوا و تقولوا عن حق شعوب , كل الشعوب , أن تقرر مصيرها و تكون أغلبية داخل أراضيها و تدير أمورها كما تريد , إذا قالها الأوروبيون فإنها عنصرية أوروبية وقحة و سيؤدي إلى تزايد العنصرية و الإسلاموفوبيا و سيكون دفعة لما بعد الحداثة و ما بعد الكولونيالية و العياذ بالله .. الله يسامحكم بس .. ثانيا , كيف بتتورطوا و بتقولوا إنه "من الضروري فضح و مواجهة معاداة السامية و مهما كان مظهره فيجب عدم التسامح مع العداء ضد اليهود كيهود في أي مكان في العالم" .. إخوان : أتحداكم فردا فردا , أتحدى أشجع شجعانكم , أن تنبسوا بنصف كلمة , أن تهمسوا بهمسة , عن ما يقال كل دقيقة في بلادنا و بلادكم من المحيط إلى الخليج عن "أحفاد القردة و الخنازير" .. أنا أراهنكم بألف دولار أو تسعمية يورو أن يفعل أيا منكم ذلك .. أتحداكم و أراهنكم بالف و أربعية دولار أن يقف أحدكم ليدافع عن ما قلتوه من أن "الدعم الحقيقي لتقرير مصير شعب لا يمكنه تجاهل حق الأمة الفلسطينية و لا أية أمة" .. أتحداكم و أراهنكم أن تقولوا نفس الشيء عن الأكراد أو الأمازيغ أو الأقباط أو عن أية جماعة عرقية أو أقلية تعيش بين قطعانكم أقصد شعوبكم .... الحقيقة أن فلسطين و الاستعمار و الاستشراق و ما بعد الحداثة و النيوليبرالية و الإسلاموفوبيا ليست إلا سور و آيات من قرآن داعش القرن الحادي و العشرين , جملة من الكليشهات , الأحكام القاطعة , السكاكين , "القوانين" التي لا تحتاج إلى برهان و التي يمنع منعا باتا مناقشتها أو تحديدها أو محاولة فهمها أو فكفكتها , قوانين , آيات داعشية يتم التعامل معها تماما كطعام الكلب في تجربة بافلوف , بطريقة تؤدي إلى نفس الإحساس و الفعل الغوبلزي بالرغبة في تحسس المسدس كلما سمع كلمة ثقافة أو تفكير أو اختلاف أو نقد أو حرية تعبير .. إن فلسطين و الاستعمار و ما بعد الكولونيالية ليست إلا بعض أركان دين إسلامي متجدد يحمل نفس الهوية القطيعية لكن بلغة القرن الواحد و العشرين , يحمل نفس العداء للعالم و للآخر و للاختلاف و للحق في الاختلاف خاصة لكل من ولد مسلما أو عربيا ناهيك عن الحق في التفكير أو التعبير بحرية , ليس فقط لكل من ولد عربيا أو مسلما بل لكل إنسان على هذه الأرض .. قد يبدو غريبا أن يكون سيد قطب و عبد الناصر من أبرز أنبياء و كهنة هذا الدين القديم المتجدد , الأسد و معارضيه , القذافي و خصومه الإسلاميين و اليساريين , صدام و قتيله الصدر و الدوري و الزرقاوي و الحكيم و الصدر الابن , الحريري و نصر الله , أن يكون كل هؤلاء سدنة هذا الدين و حراس هيكله .. دين قديم جديد لا يمكن إثباته إلا بالطريقة التي عامل بها بافوف كلبه أو بالسكاكين .. هكذا يصبح ما قاله زياد ماجد تحصيل حاصل , إن السياسة حق حصري لسدنة هذا الدين القديم الجديد , لا وجود لحقيقة , كل ما يقوله هؤلاء هو الحقيقة و ما يفعلوه هو العدالة و قمعهم هو جوهر الحرية حتى لو ذبحوا الملايين أو استعبدوا الملايين .. إننا نعيش تماما في 1984 , حيث الحرب هي السلام و الجهل قوة و السمع و الطاعة المفروضين بقوة كليشهات مقدسة و بالسكاكين هي الحرية ..

بيان المثقفين العرب و الفلسطينيين
https://www.alquds.co.uk/%d9%85%d8%ab%d9%82%d9%81%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%8a%d8%af%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%85-%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%81%d8%a7%d8%ad-%d8%b6%d8%af-%d9%85/