التعليم والضفائر الفوشيا في مصر


عبدالله محمد ابو شحاتة
2020 / 11 / 30 - 22:46     

بعد أن خرجت مصر من تصنيف جودة التعليم، وتحققت نكتة الفنان الكوميدي أحمد أمين وغينيا سبقتنا في النهاية، وبدلاً من أن ننتظر إجراءات وخطط واضحة تجعلنا نتجاوز هذا الوضع المزري، لم نصطدم إلا بحوادث إجبار الفتيات على الحجاب في المدارس الحكومية والخاصة على السواء، والتي كانت آخرها حادثة إجبار طالبة على الحجاب في أحد المدارس بمحافظة الشرقية، ليخرج علينا السيد وزير التعليم ليقول أنها حادثة فردية، وكأنه قادم من عالم أخر ولا يدري أن هذه الحوادث أصبحت روتين يومي يؤكده جرأة وتبجح مديرة المدرسة سابقة الذكر و المسؤولين فيها عندما وصل بهم الأمر إلى مهاجمة والدة الطالبة بكل وقاحة على مواقع التواصل معتبرين أنهم بأجبارهم الطالبة على الحجاب لم يمارسو سوى حق من حقوقهم الأصيلة، لتؤيدهم بعدها جماعات الذباب الألكتروني المؤمن بطبعه والتي لا تتذكر أن هناك شئ يسمى الحرية الشخصية إلا حين ترتدي أحد المشاهير الحجاب، بينما ينسوها حين تُجبر أخرى على أرتدائه، فالحرية عند هؤلاء لا تسير إلا في جانب واحد، وهو الجانب الذي يوافق أهوائهم، وتنتههي الوقعة في آخر الأمر كسابقاتها دون تدخل حازم أو رادع أو حل جزري لتلك الأنتهكات، لنتفاجئ بعدها بأيام قليلة بواقعة لا تقل هزلية عن سابقتها وهي واقعة ضفائر الريستا ، حين منعت إحدى المدارس طالبة من أستكمال يومها الدراسي بسبب ضفائر الريستا ذات الأطراف الفوشيا ثم أنتهت الواقعة بفصل الطالبة ثلاثة أيام وأجبارها على لم شعرها حتى لا تقلدها التلميذات الأخريات على حد تعبير إدارة المدرسة،
فما الذي يا ترى تقدمه في الواقع تلك المدارس لأطفالنا غير ثقالفة الأجبار والقمع والفاشية الدينية، وما الذي تعلمهم إياه سوى داء الحشرية وفوبيا الأختلاف، وما الذي يمكن أن نرجوه من تلك الأجيال التي لم تحظى بتربية سوية ولا بتعليم سليم، في ظل سيطرة التيار السلفي والأخواني على مؤسسة التعليم، غير ضمان إستمرار التخلف والأنحطاط الثقافي لسنوات أخرى قادمة، فبدلاً من أن يكون التعليم هو القاطرة التي تقودنا إلى الأمام، يتحول في إلى الحائط الذي يدفعنا إلى الخلف،