المعارضة السورية و إهلاسات محمد و هستيريا إلا رسول الله


مازن كم الماز
2020 / 11 / 27 - 09:31     

لماذا يقوم شخص ما بذبح إنسان آخر لا يعرفه و هو يعتقد أنه يفعل ذلك دفاعا عن إنسان ثالث لا يعرفه لا الذابح و لا المذبوح بل شخص لا يعرفه أحد , مجرد اسم مؤلف من عدة حروف نلفظها على شكل مجموعة أصوات ؟ كيف يمكن أن يحدث هذا , و كيف نجد معظم من يسمون أنفسهم بالمثقفين , خاصة من يتباهون أنهم ضد ذبح نظام لشعبه , كيف يمكن لهؤلاء أن يبرروا الذبح ؟ تعالوا أقول لكم كيف .. استمعوا معي كيف يريد الإخوان المسلمون , أحد المتنافسين على قمعنا ( بحجة أننا ولدنا عربا و مسلمين ) و قمع كل شيء في العالم باسم محمد و إلهه , أن "نعلم أبناءنا محبة النبي صلى الله ..." : "القدوة الصالحة بأن يحبه الوالدان و أن يتبعوا سنته , قائلين دائما : نحن نحب هذا لأن رسول الله كان يحبه و نحن نفعل ذلك لأن رسول الله كان يفعله و نحن لا نفعل ذلك لأن رسول الله نهى عنه و تركه" .. "الحديث الدائم عن النبي و سيرته بما يتناسب مع أعمارهم" , "يمكن تحفيظه كل أسبوع أحد الأحاديث النبوية الشريفة القصيرة" , "الحديث عن الأخلاق الإسلامية" , "نعلمهم الصلاة على النبي" , "تحفيظهم الأدعية اليومية التي كان يتمثل بها صلى الله عليه" , "رفع الصوت بأذكار الأحوال حتى يتعلمها الطفل بتلقائية أو طلب الصمت عند سماع شيء لإثارة الانتباه" , "جلسة أسبوعية يجمع فيها أفراد الأسرة و يحدثهم عن الرسول" , "تحبيب الأبناء في القراءة المفيدة في الكتب التي تتحدث عن سيرة المصطفى" , "المكافآت المادية و المعنوية عند حفظ الأحاديث النبوية مثلما نعمل في حفظ القرآن" , "معالجة الأخطاء و المشاكل و رد كل شيء إلى الله و رسوله : عندما يكذب نرجعه فورا إلى مرجعية أن "الصدق يهدي إلى البر" و عندما يتطفل لمعرفة شيء نذكره بالحديث "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" و هكذا" , "حكاية معجزاته صلى الله عليه .. و ربط ذلك بقدرة الله و تأييده و خاصة أن الأطفال يبهرهم أي شيء فيه الخروج على المألوف , فنحكي لهم مثلا : معجزة انشقاق القمر , و اإسراء و المعراج , و الهجرة , تكثير الطعام و فوران الماء بين أصابعه" , "تعويد الأبناء على الصلاة في وقتها" .. الحقيقة أننا نمر جميعا , كلنا دون استنثاء , بهذه العملية التي لم تكن من اختراع الإخوان و لا غيرهم , إنها من اختراع محمد نفسه و "خلفائه و تلامذته" الذين حولوا سلطته الدينية إلى سجون و مدارس و مساجد و جيوش الخ الخ لا تختلف أبدا عن السجون , كلنا مسجونون فيها , نولد هناك و نعيش هناك , بل صرنا نحلم بأن تكبر حتى تشمل العالم كله .. سجون نلد لها مسجونين جدد نمارس عليهم دور السجان و نقوم بتربيتهم على احترام السجان و السجن و نهدد بالذبح بل و نذبح بالفعل كل من يحاول الفرار منها أو يشتم السجان أو يستهتر بأي من قيمه و روتين الحياة بين أسواره .. كل ما فعله الإخوان و إخوتهم أبطال الهويات القاتلة و القامعة هو أنهم مأسسوا هذه العملية و حاولوا إعادة تنظيمها و بث الروح فيها في وجه مؤسسات الحداثة المختلفة الأقل قمعا و التي تعتمد أساليب أكثر مداورة للقمع من أساليبنا البدائية الأكثر همجية .... هكذا تتم صناعتنا جميعا , لكن الصناعة لا تتوقف هنا بالنسبة للبعض منا , بالنسبة لمن حالفه الحظ أن يقع في شباك أبطال الذبح على الهوية تبدأ مرحلة جديدة من الصياغة , التلقين , التدريب , تقوده إلى "آفاق" أضيق و أكثر محدودية بما لا يقاس من وعينا العام المقموع , وعي أكثر دوغمائية و استعداد أعلى للذبح و قطع الرؤوس .. إلى أحد أهم الكتب المتداولة فيما يخص "تربية الشباب المسلم للآباء و الدعاة" : "يؤمر الطفل بالصلاة في السابعة بعد أن يدرب عليها و يرغب فيها قبل ذلك" , "يؤمر الطفل بالصوم بعد أن يدرب عليه قبل ذلك" , "يستمر الطفل في المواظبة على جماعة حفظ القرآن الكريم في المسجد" , "نلقينهم السور القصيرة في القرآن الكريم و الأذكار و الأناشيد و قصص الأنبياء وسيرة الرسول" , "أمرهم بالصلاة و هم أبناء سبع" , "تقييم أفعال الطفل و الحكم عليها بالخير أو بالشر و من ثم استحسانها أو استهجانها" . "و لا تنس أيها الأب المسلم أن الاختلاط شر و مناف للتربية الإسلامية حتى في الروضة و المرحلة الابتدائية" , "و الفصل بين الجنسين صفة أساسية من صفات المجتمع المسلم يجب تأصيلها في نفوس الأطفال و سلوكهم منذ نعومة أظافرهم" . أما في المسجد فإلى جانب كل ذلك ستجد "دراسة إحدى قضايا المسلمين : مثل فلسطين و أفغانستان و غيرهما كثير" , الهدف من ذلك كله : "لم يعد الشاب متمركزا حول ذاته بالصورة التي كان عليها في طفولته ... إنما صار خط "الغيرية" واضحا و بارزا في نفسه و في حياته .. أما الشباب فإنه اليوم مشغول بالمجتمع من حوله" .. ثم بعد أن تنجز عملية تدمير فرديته و شخصيته و يكف عن أن "يتمركز خول ذاته" تأتي معسكرات التدريب حيث "التدريب على ممارسة الجندية" , "التدريب على الحراسة و الأمن و الدفاع المدني" , "التدريب على التكتم و السرية" , "التدريب على القتال و اسلحة القتال" .. هذا الكتاب منتشر بين الإسلاميين و هو من بركات واحد من أبناء بلدي على العالمين و الذي هو بالمناسبة دكتور في التربية .. لا حاجة لأن أقول لكم و لا للكاتب أن أسلوب التلقين و غسيل الدماغ هذا محايد تماما , يمكن بنفس هذه الطرق "تعليم" الأطفال محبة أي إنسان , من هتلر إلى ستالين مرورا بجنكيز خان و ليس انتهاءا بمحمد , أو كره أي شيء في هذا العالم , اليهود , العرب , الزنوج , المثليين , البنغاليين الخ الخ .. تعالوا الآن لأقص عليكم هذه النكتة التي تستحق أن تذكر بعد أن قرأت لكم تفاصيل عملية القمع المنظم لشحصية الطفل و جنسانيته و عقله التي يريد إسلاميونا و رفاقهم أن يفرضوها مجددا علينا "كبديل" عن استبدادات أخرى .. شخص آخر من بلدي , ما يفترض أنه بلدي و من بركات قومي الأخرى الكثيرة هذه الأيام على العالمين : الدكتور محمد بسام يوسف الذي يعرف بأنه كاتب و عضو في رابطة أدباء الشام , هو من سيقص علينا هذه النكتة .. ينقل كاتبنا عن "دكتور" آخر اسمه غرونييه : "إني تتبعت كل الآيات القرآنية ذات الارتباط بالعلوم الطبية و الصحية و الطبيعية .. فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق ( كل الانطباق , تمام الانطباق ) على معارفنا الحديثة .. فأعلنت إسلامي ... و لو أن كل صاحب علم من العلوم قارن جيدا كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلمه كما فعلت أنا لأسلم بلا شك , إن كان عاقلا خاليا من الأغراض" .. يفترض بعد هذا الكلام أن يكون الدكتور بسام و صديقه غرونييه هم أول من يدعم العلم المعاصر و حرية التفكير و التعبير .. إن أي نبي يعتقد أن حرية التعبير و التفكير تعني حرية كل إنسان في الاعتقاد بما يقوله و حريته بانتقاد غيره من الأنبياء "المزيفين" دون شك , لكن انتقاد ما يقوله ليس أبدا بحرية تعبير و لا تفكير بل هي جريمة , ليس فقط بحقه بل بحق البشرية كلها من ايام "سيدنا" آدم حتى "يرث الله الأرض و من عليها" : كفر , عدوان صارخ , عنصرية , إسلاموفوبيا أو غزو ثقافي , اي شيء , اي مصيبة إلا أن تكون حرية تعبير و تفكير .. هذا مفهوم .. لكن محمد حسب دكتورنا ليس من هؤلاء رغم أن أحدا من العلماء ما عدا غرونييه هذا لم يصل لنفس هذا الاستنتاج عن قرآن محمد و العلم الحديث .... ما الذي يريده دكتور بسام إذن بعد أن "أثبت" بشكل دامغ و دون الحاجة لأي دليل أو نقاش أن قرآن محمد و العلم الحديث ليسا إلا شيئا واحدا : إنه يريد حرية التفكير و التعبير له و لغرونييه هذا فقط , لماذا , لأن كل من لا يقول بقولهما ليس "عاقلا" و عنده أغراض ما , أما داروين و ديكارت و نيوتن و برونو و كوبرنيكوس و آينشتاين و مدام كوري , فكلهم غير عقلاء و ليسوا منزهين من الأغراض .. إذا كان هذا حال هؤلاء بالنسبة لدكتورنا فماذا عني و عنك ؟ و ماذا بعد ذلك عن حرية التعبير و التفكير و الديمقراطية ؟ يسخر دكتورنا العزيز من "ديمقراطيتهم" , حيث "من الممكن أن يقرر العامة مصير فضيلة أخلاقية أو مصير خطيئة اجتماعية أو آلية استخدام عدوان فاضح على أديان البشر و عقائدهم فكل ذلك مجرد حرية رأي و تعبير ( يا ويحي , اللعنة , لا حول و لا قوة إلا بالله ) .. "بينما في نظامنا الشوري الإسلامي المقر من أربعة عشر قرنا فلا مجال للاجتهاد في موضع نص قطعي شرعي ... و هذه هي الضمانة الأكيدة لتحقيق العدل و القسط بين الناس و لعدم الوقوع في هاوية الهوى البشري" .. هل يسمع دكتورنا ما تقوله شفتاه ؟ عدم السماح بأي اجتهاد هو ضمانة العدل و القسط بين الناس , ضمانة أكيدة للعدل و القسط ؟ لكن بماذا يفخر علينا الرجل ؟ بالأربع عشر قرنا و قد وجدت حقائق مطلقة و قتلة و ذباحين على الهوية قبل محمده بقرون أم بالنص القطعي الشرعي و ما أكثرها ؟ لكن الرجل قلبه علينا , بفرض نصهم القطعي الشرعي الذي جاء منذ أربعة عشر قرنا إنما يريدون حمايتنا من هوانا , من هوى أنفسنا , من عقولنا , من أنفسنا .. الرجل يستمر بصف الكلمات خلف بعضها التي لا أستطيع فهمها أو تفسيرها كمقدمة لمحاولة مناقشتها , قبولها أو رفضها : "من الذي يملك رؤية إنسانية راقية للإنسان الكريم و احترام حقوقه : أأصحاب "ديمقراطية" القرن الحادي و العشرين الذين يعتبرون العدوان على عقائد الناس مجرد حرية رأي يحق لهم ممارستها حتى لو قلبت هذه الحرية المزعومة عاليها سافلها ؟" .. إذا لم يكن هذا الكلام تهديدا مباشرا بالذبح فهو في الحقيقة بلا أي معنى خاصة أن الدكتور يوسف يعنون كلامه هذا باستعداده لفداء رسوله .. ربما سيفديه في المرة القادمة , رغم أن كثيرين سخروا من رسوله لكنه ما يزال يتوعدهم بالعقاب الإلهي فداءا لرسوله , لا شك أنها المرة القادمة , أحذركم , لن تنجو من غضب الدكتور و رفاقه .. أتساءل إن الدكتور بسام نفسه يمكنه أن يشرح ماذا يكتب .. الجميل في الموضوع هو أن الدكتور بسام و إخوانه الإسلاميين و معظم المعارضة السورية يصرخون في مواجهة إعلام النظام الأسدي أن "الشعب السوري" , أو "العامة" كما وصفنا , جاهزون "للديمقراطية" خلافا لما يقوله النظام لكننا لسنا جاهزين بعد "لديمقراطيتهم المزعومة" أي لحرية التفكير و التعبير و لا لحريات أبعد , تلك التي تتعلق بالمساواة بين الجنسين و حرية المختلفين جنسيا الخ .. نحن جاهزون فقط لأن يحكمنا هؤلاء بدلا من الأسد لكن ليس لأن نحكم أنفسنا بأنفسنا , لنكون سادة أنفسنا , لا تنسوا أنهم يريدون حمايتنا من هوى أنفسنا , من عقولنا لأنهم غير متأكدين من أننا "عاقلون و مجردون عن الأغراض" , لسنا مؤهلين لنجد في العلم المعاصر ما وجده غرونييه و بسام يوسف دون الداعي أصلا لأن يذكروا ما وجدوه و كيف و أين و لا أي داعي لأن يناقشونا في هذا , بل إن السؤال و الشك في هذا هو بحد ذاته علامة على قلة العقل و وجود أغراض ما عند السائل .. ليس الإسلاميون وحدهم من يخشون ذلك , المعارضة السورية كلها بكل مناضليها و منظريها ليست واثقة من إمكانياتنا بعد و لذلك تردد تماما ما يقوله يوسف و رفاقه عن حرية التعبير و التفكير عندما يتعلق الموضوع بمحمد و إهلاساته

"كيف نعلم أبناءنا محبة النبي صلى ..." , موقع إخوان أونلاين
https://www.ikhwanonline.com/article/241976/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%86%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85

كتاب تربية الشباب المسلم للآباء و الدعاة
http://www.ikhwan.wiki/index.php?title=%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85_%D9%84%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A9#.D8.A7.D9.84.D8.B7.D9.81.D9.88.D9.84.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D9.87.D8.A7.D8.AF.D8.A6.D8.A9

دكتور محمد بسام يوسف , فداك نفسي يا رسول الله , موقع إخوان سوريا
https://ikhwansyria.com/%d9%81%d9%90%d8%af%d9%8e%d8%a7%d9%83%d9%8e-%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84%d9%8e-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/