قصيدة : في جسدكِ بركة عطر


احمد صالح سلوم
2020 / 11 / 23 - 22:04     

منذ أن حاورت
تاريخ الهوى فيك
يا سيدتي..
فقدت احساسي بتعريف التجارب
التي اغتسلت بفعل الحب
ولم تسعفني وصايا حكماء
تحدثوا عن امراة في الواقع
أوالخيال
لا ادري..
ولم أجد أي قالب يناسب
ما استخلصته من حواراتي معك..
ففي عينيك عرش
يحكم بلا جيش
ولا قانون
ولا اعراف
وفي جسدك إحساس مهيمن
يغرق من اقترب
من قصرك الجنسي
ببركة عطر
و شمس لا تغيب عن أعضائه ليلا
ولا نهار..
........................................
في زمنك شيئا نسميه الطفولة
فمفرداتك
برئية
صافية
ولغتك انسيابية
لا افتعال
ولا تصنع
ولا تعجرف
ولا ابتذال..
وسلطتك مطلية بجاذبية
لا يرضى من عرفها
الا ان يرتاح في واحاتها الغناء
..............................................
أحاول يا سيدتي
ان ارسم وجهك
فتتبرأ مني فرشاتي
واناملي فهي لن تسامحني
ان نسيت تفصيلا نام
فوق نهديك
او خمر استوطن في ثغرك
وعجزت تعابيري عن وصفه..
فبات مهجورا في الوصف
وهو شكل المبتدأ والخبر في علم النساء
.......................................
أحاول يا سيدتي
ان ارسمك كوثن حي
له نكهة الحب
ونكهة الشعر
ونكهة بلاد بها عبق الياسمين
فأصاب بكل اللعنات
فرائحتك بعد حمام دافئ
تفيض بي
وتصيبني بنزيف
يرحل بي الى جنوب العالم
وشمال المحيطات
ويلتهم كل ما فيني من دم
فكيف احرقت صبغياتي الوراثية
وما اكتسبته من زمن والوان
بدقلئق معك
لم يعد في حياتي ثابتا واحدا يلوح امامي
ولا نصا قابل للتأويل
ولا سطرا يسمح لي بالكتابة
حتى انتهاء وصف خلية واحدة مما فيك
..............................................
يا سيدتي
منذ ان حاورت تاريخ الهوى فيك
صرت مفقودا
في عصر بيزنطي
لا تدلني مخطوطاته على فهم لك
و لاتساعدني الواح البردى الفرعونية
بتفسيرك
ولا مكتبات النت
وكل ما كتب فيها
عن الغرام


...............................................................