فالنتين كاتاسونوف: -لن أتسرع في تهنئة بايدن بفوزه-


مشعل يسار
2020 / 11 / 10 - 23:11     

======
يعتقد المحلل الروسي، الدكتور في الاقتصاد فالنتين كاتاسونوف، أن الفوضى ستستمر في الولايات المتحدة، وعلاوة على ذلك، بدأت هناك بالفعل الحرب الأهلية، وإن كانت حتى الآن "والسلاح صامت".
تشارك كاتاسونوف وجهة نظره حول الانتخابات الأمريكية على قناة يوتيوب ROY TV في 9 نوفمبر الجاري من عام 2020.

قال كاتاسونوف: أعتقد أن الزعم الذي تسوقه وسائل الإعلام حول فوز بايدن لا يزال مثيراً للجدل. والأرجح، أن الصراع يمكن أن يتحول إلى نوع من المواجهة الطويلة. في العادة، إذا انتهت المباراة بالتعادل في الرياضة، تبدأ ضربات الجزاء. ضربات جزاء على شكل دعاوى وعلى شكل اتهامات مدعّمة بالأدلة، وعلى شكل اشتباكات مسلحة، وما إلى ذلك.

بشكل عام، يمكن أن نرى بالعين المجردة أن الحرب الأهلية قد بدأت بالفعل.

لقد اعتدنا على أن الناس عادة ما يطلقون النار بعضهم على بعض في زمن الحرب، ولكننا هنا نرى حرباً يتم شنها بوسائل أخرى، ليس فقط بالأسلحة النارية، على الرغم من أن الأسلحة النارية قد تظهر في المشهد لاحقًا. حتى الآن، كل شيء يقتصر على الحوادث الفردية.

التعبير الواضح عن هذه الحرب هو أن وسائل الإعلام تمنع نشر تصريحات ترامب، وهذا أيضًا مظهر حي من مظاهر الفوضى في البلاد.

ليس يخفى من يدفع بايدن إلى الواجهة - من الواضح أنه ليس بايدن نفسه، وليس الناخبين الذين دعموه، ولكنه "الدولة العميقة" إياها. هذه الدولة العميقة تعطي الأوامر، وبشكل غير مسبوق.

خلال أكثر من مائتي عام من تاريخ أمريكا كدولة مستقلة عن بريطانيا، ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل الإعلام بوقاحة ضد الرئيس الحالي. فمهما يكن من أمر، فإن ترامب هو الرئيس اليوم، وهذا بالطبع يمثل تحديًا.

لذلك، ما زلت أحجم عن القول إن كل شيء يمكن أن ينتهي بانتصار بايدن.

عموماً، لا أستبعد أن تصبح أمريكا ساحة تتصادم فيها القوى التي تنجذب إليها من أجزاء أخرى من الكوكب. ففي بلدان العالم الأخرى، هناك العديد من المؤيدين لكل من بايدن وترامب.

قال أوروبيون وكنديون وإسبانيون وأستراليون: إذا دعانا ترامب، فسنأتي إلى أمريكا حاملين أسلحتنا معنا وسنحميها. ربما يكون هذا مجرد كلام جميل، لا أدري، لكن الوضع غير عادي لدرجة أنه ليس لدي ما يكفي من الخيال لأقول ما الذي سيحدث.

حقيقة أن غبار المعركة لن يهدأ قبل حلول العام الجديد مؤكدة. فحتى حلول العام الجديد، ستستمر هذه الهمروجة بالتأكيد.

وأضاف كاتاسونوف:
... في أوائل السبعينيات، قال لي أحد الأمريكيين: "افهمني، نحن نتجه نحو الانهيار". لم أكن أستطع فهمه آنذاك بأي شكل من الأشكال. كان هناك شعور لدي بأن شخصًا من قسم الأيديولوجيا والدعاية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كان يتحدث إلي. بل إنه أضاف بعد ذلك وكأنه فاقد الأمل من المستقبل: "لم يعد يمكن فعل أي شيء".

لاحقاً ذهبت إلى سان فرانسيسكو عام 1990، وجُلت في أرجاء كاليفورنيا. عثرت على أشخاص حتى من الموجة الأولى للهجرة الروسية إلى هناك. قالوا لي: الظاهر أن الأمور لم تعد فيها رجعة إلى الوراء. أمريكا هي قاطرة العولمة، وفي المرحلة الأخيرة من التاريخ ستذوب أمريكا نفسها في عملية العولمة هذه ". هكذا كانوا يفكرون آنذاك.

والآن، انظروا، إذا أخذنا جون كينيدي الذي حاول مقاومة هذه العملية الحتمية (يقال أنه اغتيل بسبب سعيه الحثيث لجعل آلة إصدار الدولارات ملكاً للدولة وليس لآل روكفلر وجماعة "الدولة العميقة – م.ي.)، وترامب – وقد مر نصف قرن وأكثر، بدت أمريكا خلاله وكأنها كلها استسلمت للعولمة، وها هي الآن، وبشكل غير متوقع - تحاول المقاومة من جديد. ربما تحدث المعجزة وتنهض أمريكا من تحت نير المعولمين.

أعتقد أن ترامب والأحداث الجارية في الولايات المتحدة معجزة بالنسبة لأمريكا. فالأمريكيون، ودعني أذكركم بذلك مرة أخرى، كانوا في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، يتحدثون بقلق عن قرب اختفاء أمريكا حتماً. ما كان يمكن لأحد أن يتوقع وجود مثل هذه المقاومة.

ويختم كاتاسونوف حديثه بالقول: يجب على المرء أن يتعلم مقاومة محاولات تدميره. هذا ما يجب أن يفعله كل إنسان في مكانه. كل يوم وعلى المستوى الشخصي أيضاً.