إعادة الاعتبار إلى -شبه الجزيرة العربية- : تاريخٌ شِبْهُ مجهول، و افقٌ رحيب


محمد عبد الشفيع عيسى
2020 / 11 / 8 - 19:14     

فى وقت من الأوقات، خلال السبعينيات ومطالع الثمانينات من القرن المنصرم، بدا وكأن منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية "مكتفية بذاتها" فى مواجهة سائر المنطقة العربية عموماً . حينذاك كانت "فورة أسعار النفط" فى ذروتها الهائجة ، صعوداً وهبوطاً ، وإيرادات النفط تمثل المحرك للنمو على النطاق العربى العام ، مشرقاً ومغرباً. كانت الاستثمارات الأجنبية البليونية فى بلدان الخليج وشبه الجزيرة، حيث الشركات العملاقة عابرة الجنسيات، تجوب البلدان الخليجية ساعية إلى تشييد هياكل البنى الأساسية الكبرى ، ومجمعات البتروكيماويات ، وحتى الحديد والصلب ، اعتماداً على البترول وعلى الغاز، مورداً مالياً ومن المدخلات الوسيطة للإنتاج.
كان الخليج ، وشبه الجزيرة ، شاملة الحجاز ونجد وعسير (المملكة العربية السعودية) قِبْلة العمالة العربية المتنقلة ، من الشام ومصر ومن جنوب شبه الجزيرة أى اليمن شمالاً وجنوباً ، وإلى حد ما بعض بلدان المغرب الكبير ، وقبلها الآسيوية ، يضاف إليها شطر من العمالة الأوربية والأمريكية من شرائح المهارة العليا فى التخصصات العلمية – التكنولوجية .
تمت ترجمة التوجه نحو "الاكتفاء بالذات" فى الخليج ، بمعناه الواسع شاملاً شبه الجزيرة، بإقامة منظمة إقليمية فرعية هى ما سمّى – بعد لأْي – "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" أو اختصاراً، "مجلس التعاون الخليجي"، الذي تم إعلان قيامه رسميا بأبي ظبي في 25مايو 1981. كان ذلك يبدو كتوجه عربى عام، من أجل إقامة منظمات إقليمية فرعية، برز منها "اتحاد المغرب العربى" الذي أُعلِن تأسيسه في مراكش 17فبراير 1989، "ومجلس التعاون العربى" المكوّن من مصر والأردن والعراق واليمن ( بغداد: 16 فبراير 1989). حينذاك بدت "المنظمة الأم"، جامعة الدول العربية، فى طور الغروب الذى ينذر بغياب .
ولكن سرعان ما انصهر الخليج انصهاراً فى البوتقة العربية عبر الحديد والنار، خلال حروب إقليمية – دولية طاحنة، حروب ثلاثة، استغرقت إحداها (الحرب العراقية/الإيرانية) عقداً كاملاً على التقريب (1980 – 88) تلتها حربان خلال عقد و نيّف : حرب الكويت 1990/91 (دون أن ننكأ الجراح) ثم الغزو الأمريكى للعراق 2003 .

عبر "حروب الخليج الثلاثة" لم تعد العلاقة الخليجية – العربية قابة للفصام، فقد دخل الخليج فى المعادلة الإقليمية – الدولية ظالماً ومظلوماً ، برضاه أو بغير رضاه . ولم يعد أحد يتساءل : هل يمكن للخليج أن ينعزل عن محيطه العربي أو يكتفى بذاته طائعاً مختاراً ؟ بل أصبح السؤال : كيف تكون العلاقة الضرورية، الخليجية – العربية، ومن أى مدخل تصير ...؟
و انصهاراً تِلْو انصهار، عبْر تداعيات الغزو الأمريكى للعراق وما صاحبها وأعقبها من جولات التفاوض، و "التطبيع"، بين الحكومات العربية و (إسرائيل ) برعاية غربية أمريكية من أجل (السلام) و (الرخاء) طوال عقد التسعينيات ، ثم تداعيات ما أسماه الإعلام الغربى بالربيع العربى بعد 2010 مشرقاً ومغرباً، تجلّى الخليج وشبه الجزيرة العربية معاً، حبّة واحدة من حبات العقد العربى الذى لا تنفصم عراه، سلماً وحرباً، كرهاً وطوعاً، و في كل حال.
و شيئاً فشيئاً دخل الخليج وشبه الجزيرة فى أتون العقدة الكبرى للتطور العربى المعاصر إجمالاً. إنها عقدة فلسطين/إسرائيل، أو إسرائيل/فلسطين، وما يسمى بالصراع Struggle، و يقول البعض "النزاع" Conflict العربى/الإسرائيلى. وقد وصل الأمر مثلا إلى حدّ أن أصبح تطبيع إحدى أو بعض الحكومات الخليجية علاقاتها مع (إسرائيل) حدثاً خليجياً داخلياً، وعربياً قومياً، و كذلك دولياً، دون مِراء.
هذا إذن هو الخليج، وهذه شبه الجزيرة العربية، قطعة منا نحن العرب إجمالا، ونحن قطعة منه ومنها، لا تنفصم عُرانا، ولا نخالها تنحلّ وشيجتها أيّ يوم من الأيام، فهل هذا أمر فريد unique ..؟ لا ليس ذاك .
وقد يُخيّل لشطر أو لجمهرة من المثقفين وللنخبة الثقافية والسياسية فى منطقة الخليج وشبه الجزيرة أنفسهم ، وقد يخيل لشطر أو للجمهرة من المثقفين وللنخبة خارج الخليج وشبه الجزيرة، فى المشرق بمعناه المحدد، ووادى النيل، و المغرب العربى بمعناه الواسع، أن الخليج وشبة الجزيرة منعزلان، أو معزولان تاريخياً ، ماضياً و حاضراً ، وربما مستقبلاً أيضاً، عن سائر الوطن العربى الكبير. ولربما أن هذا ما يبدو من ظاهر الأمر، ولكن ليس كذاك فى باطنه من أيّ وجه .
و من المفيد جداً فى هذا الباب أن نعود إلى التاريخ البعيد والقريب لنسجل بعضا من أوجه الحقيقة .
هل نحن فى حاجة إلى الرجوع إلى آثار حضارات العصر الشرقى القديم ..؟ لندلف إلى الإشارة نحو شذرات منه، لنقول إنه بالتوزاى مع الحضارة المصرية القديمة (عصر "قدماء المصريين) كما يقال ، أو ما يسمى لدى البعض بالفراعنة، وحضارة العراق القديم وخاصة من بابل و آشور، كانت هناك حضارة "اليمن الكبير" القديم. ولنذكر هنا أننا نميل إلى احتمال تصديق الرؤية التاريخية التى حاول إثباتها المؤرخ كمال الصليبى ، ومن بعده تلميذه "زياد منّى" ، ثم المؤرخ المجتهد كثيراً فاضل الربيعى ، من أن أحداث التوراة لم تقع فى فلسطين، وإنما وقعت فى شبه الجزيرة و فى اليمن بالذات. إن ما هو متوفر من دلائل آثارية فى اليمن وجنوب شبه الجزيرة، مما أشار إليه هؤلاء المؤرخون الثقات ، يدل على ذلك بالإيجاب . كما أن "التدليل بالسلب" قائم، حيث لم تتوفر دلائل آثارية تنفى "الفرضية اليمنية" كما لا تتوفر أدلة يمكن ان تثبت، من قريب أو من بعيد، الفرضية اليهودية-الصهيونية الرائجة، حول احتمال وقوع الحدث التوراتى فى فلسطين. وفى القرآن نفسه، وإن لم يكن كتاباً في تعليم التاريخ بمعنها الضيّق، إشارات كافية حول حضارة سبأ اليمنية القديمة والحضارات الأخرى التى (سادت ثم بادت) فى جنوب و في شمال شبه الجزيرة ، وشمالها الشرقى والغربى، من "إرم ذات العماد" و عاد ثمود (والحضارة الثمودية) وصولاً إلى ما تدل عليه الأعمال الأدبية ، الشعرية والنثرية قبل الإسلام من آثار حضارية عند شاطىء الخليج من الناحية الغربية -ما أطلق عليه د. سيد نوفل فى مطلع الستينات من القرن المنصرم (الحدود الشرقية للوطن العربى) بكتابه المعنون على هذا النحو .. تلك حضارة المناذرة عند "البحرين" الحالية (من حيث أتت جحافل لقبائل "الهلالية" في العصر الفاطمي) و عند "قَطَر" أيضا( حيث الشاعر العربي القديم "قطري ابن الفُجاءة") في الشمال الشرقي لشبه الجزيرة. و انظر هنا مثلا إلى القصائد العصماء للنابغة الذبياني أيام (الملك) النعمان ابن المنذر، و إلى قصر "الخورْنق" ، التى اشتق منها العرب الفاتحون في جنوب مصر اسم "الكرنك" فى "الأقصر" .. و كل ذلك بالتوازى مع حضارة "الغساسنة" عند حدود الشام مع شبه الجزيرة.
ولنرجع أيضا إلى ما أشار إليه طه حسين فى كتابه عن الشعر ثم الأدب الجاهلى، من أن العرب لابد كانت لهم حضارة، مدنيّة مادية وثقافة أدبية، زاهية قبل الإسلام، وإلا ما نزل القرآن ليخاطبهم بهذه اللغة السامية السامقة، لفظاً ومعنىً، وليدلهم على بعض من وقائع تاريخهم القريب والبعيد، زماناً ومكاناً.
وما لنا نذهب بعيداً نحو الشرق القديم ، وها هو الشرق الوسيط ، اعتباراً من القرن السابع الميلادى ، لتصبح منطقة شبه الجزيرة العربية مركز الشرق الأدنى القديم، انطلاقاً من مكة ومن يثرب (المدينة) ، وهما أبرز حواضر التجارة والشعر فى شبه الجزيرة، ثم الفقه فالفتح .
ومن مكة والمدينة، انطلق الإشعاع شمالاً غربياً نحو الشام (الدولة الأموية) ، ثم شمالاً شرقياً نحو بغداد (الدولة العباسية)، ثم إلى أقصى الغرب فى أقصى جنوب أوروبا الحالية من الأندلس، حيث قرطبة ، وما جاورها ، وعاصرها أو ما أعقبها من مدن زاهية .

وكان أن خبا نورالازدهار الكبير لعالم الإسلام والعرب، وبدأ التهديد الخارجى القوى مع الغزو الصليبى للشام وفلسطين اعتباراً من مطلع الألفية الثانية ، ثم الغزو المغولى بالغاً أقصاه فى احتلال بغداد عام 1258 متزامنا مع تعاظم نفوذ المماليك لثلاثمائة عام تقريباً .
حينذاك ران الركود النسبى مخيمّاً على المنطقة العربيّة ، وأثبته صعود الثنائيّ : الأتراك العثمانيون السادة الجدد للعالم الإسلامى وبخاصة منذ دخول القسطنطينية عام 1453 ، و "النهضويون" الأوروبيون بدءً من المدن الإيطالية، خاصة جِنْوه و البندقية، مع مطلع القرن السادس عشر ، بالتزامن مع زحف القوط "الأسبان" على آخر معاقل الوجود العربى الإسلامى فى الأندلس، بسقوط غرناطة عام 1492؛ جنبا إلى جنب تحول طريق التجارة العالمية الذي كان يهيمن عليه العرب على أيدى المماليك، ليصير الطريق دائراً حول "رأس الرجاء الصالح" الذي اكتشفه البرتغاليون عام 1487التفافاً من المحيط الهندى، إلى شرق آسيا .
وبرغم تحول طريق التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا ، بعيداً عن الشاطىء العربى ، فقد ظلت منطقة الخليج وساحل شبه الجزيرة الجنوبى ( من اليمن ) خاصرة و حاضرة للتجارة، ومركزاً لنمو "طبقة التجار" كمحرك للنمو الاقتصادى عبر قرون.
وانطلاقاً من ذلك، مع بزوغ الامبراطوريتيْن البريطانية والفرنسية (وقبلهما أسبانيا والبرتغال وهولندا)، وخاصة الامبراطورية البريطانية المتطلعة إلى آسيا الشرقية وجنوب شرقى آسيا وشبه القارة الهندية –بدءً من تأسيس "شركة الهند الشرقية البريطاية عام 1600-كان لابد أن تمتد أعين المستعمرين البريطانين إلى الخليج وشبه الجزيرة بكل العناية والاهتمام .
لم يكن الأمر يستدعى احتلالاً مقيماً دائما للبريطانيين فى شبه الجزيرة والخليج، وإنما نقاط للحماية والتحصين، و ردع سلطة "التجار المحاربين" .
ثم كان صراع النفوذ بين القوة الدينية السياسية لتحالف آل سعود – محمد ابن عبد الوهاب، وبين والي تركيا أصلا على مصر، محمد على، في مطالع القرن التاسع عشر، يمثل شكلاً آخر من أشكال الصراع على هذه المنطقة المحورية كمحطة عبور أساسية بين شطرىْ العالم القديم: أوروبا عبر المتوسط، وآسيا عبر المحيط، وبالقرب من بحر الظلام (المحيط الأطلنطى) وبحر القلزم (البحر الأحمر) ... اتصالاً بالقارة السمراء الخضراء، إفريقيا، خزان الثروات المختمر غير بعيد عن آسيا وعن أوروبا أيضا.
بزوال خطر محمد على بعد هزيمته فى آسيا الصغرى والأناضول وفرض معاهدة 1840 عليه من قبل الأوروبين ومن ثم انحصار نفوذه فى سلالته المباشرة داخل حدود مصر، لا يتعدّونها؛ وبوفاته عام 1948أصبح المجال مفتوحاً أمام الاستعمار البريطانى بغير شريك.

وفى الأجواء الملبدة بالغيوم المشحونة، تأهباً من الكتل الدولية الكبرى المتصارعة قبيل الحرب العالمية الأولى ، كان الصراع بالغ الاحتدام بين تركيا العثمانية وبريطانيا (العظمى) .
وقد ظنّ الرجل القوى فى شبه الجزيرة ، الشريف حسين ، فى (مكة) أنه فى مقدوره قيادة "الثورة العربية الكبرى: عام 1916 فى منطقة الشام للاستقلال عن تركيا بمساعدة البريطانيين .. وكان ما كان من الإخلال بالوعد البريطانى ، لتتحول المنطقة العربية المشرقية بأكملها (الشام بالمعنى الواسع بما فيه فلسطين والعراق) إلى ساحة لاقتسام النفوذ بين بريطانيا وفرنسا ، ولترسم خريطة القسمة عبر خطوات متلاحقة ، ثم ترسيمها من خلال "عصبة الأمم" . ولعل أبرز خطوة فى هذا السبيل كانت فرض الانتداب البريطانى على فلسطين مع النص فى وثيقة الانتداب على تنفيذ (وعد وزير الخارجية البريطانى بلفور للزعيم الصهيونى روتشيلد) باقامة ملاذ لليهود فى فلسطين Homeland . وهذا ما كان بالفعل عبر ثلاثين عاماً (1919-1948) حتى وقوع النكبة وفق التسلسل المعروف .
بالتزامن مع ذلك، ومع إعلان قيام الدولة الموحدة فى وسط شبه الجزيرة العربية، المملكة العربية السعودية) عام 1932، كان قد أطل مع تعاظم الاستعمار البريطانى – الفرنسى ، عصر البترول.
بذلك أضيف عامل جديد بالغ الخطر للأهمية الجيوبولتيكية لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة، حيث لم تعد مجرد منطقة محورية رابطة بين جناحى العالم (آسيا – أوروبا)، ولكنها أصبحت أيضا، و"بالمصادفة الجيوفيزيقية" الكبرى، إن صح التعبير، الموطن الأهم للاحتياطيات البترولية فى العالم .
ولما انتقل زمام القيادة فى العالم الغربى، بعد الحرب العالمية الثانية، من ثنائى بريطانيا و فرنسا ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة "الانسحاب البريطانى" فى أول السبعينات(مطلع1971) من الخليج ، فقد أُفسِح المجال لإعلان قيام كيان توحيدى ملىء بالأمل "الإمارات العربية المتحدة" في 2 ديسمبر 1971، و انتقل زمام الهيمنة فى الخليج وشبه الجزيرة إلى أمريكا دون منازع .
ومع أمريكا التى أصبحت راعية للكيان الصهيونى إسرائيل بدلاً من بريطانيا، ربيبة الكيان قبل 1948 ، فإن محور "أمريكا – اسرائيل" صار يمثل القوة الطاغية الساعية إلى الهيمنة على (البترول والطريق) إذا صحت العبارة.
بذلك يكون شبه الجزيرة والخليج محطّ الأنظار، وملتقى البصر والبصيرة للجميع. وتشاء الأقدار أن يكون الشاطىء العربى من الخليج منطقة "تخلخل سكانيّ" شديد، مع تعاظم اكتشافات النفط، ليس من البترول فقط ، وإنما من الغاز أيضا وخاصةً، لاسيما فى أجزاء من الخليج فى مقدمتها قطر . ومع الثروة البترولية–الغازية ، ثراء ماليّ شديد، مع كم سكانى عربى خفيف، بل وبالغ الخفّة، خاصة فى (الإمارات العربية المتحدة) وبصفة أخصّ فى كلّ من إمارتىْ دبىّ وأبو ظبي .
ليس غريباً من ثم أن يسعى تحالف (أمريكا – إسرائيل) لامتداد النفوذ صوب (الخليج – شبة الجزيرة) طريقاً عالمياً ونبعاً للنفط ومصدراً لا ينضب للثراء المالى . فهل يكون غريبا أيضا أن يسعى "التحالف" المذكور إلى فرض "علاقة طبيعية" مع الكيان الذى طال عزله وانعزاله ، أى (إسرائيل) ..؟؟!!
ومع كل ذلك، يبقى شبه الجزيرة العربية، بما فيه الخليج، شطرا قوي الجانب عظيم المكانة، في العنقود المتلأليء للوطن العربي الكبير، الذي تمركزت من حول بلدانه الحالية حضارة العالم الإسلامي طوال العصور الوسطى تقريبا، ودع عنك حضارة الشرق القديم. ونأمل أن يكون في هذا المقال شيء من رد الاعتبار لشبه الجزيرة والخليج، حيث تاريخ مجهول أو مجهّل، مع أفق مستقبلي رحيب، سعيا إلى تكتيل القوى العربية المجمّعة، للمشاركة في بناء مستقبل العالم، انطلاقا من بناء جماعة عربية متقدمة، وفي القلب منها الشعب العربي الفلسطيني إحقاقا لحق تقرير المصير القومي لهذا الشعب، كما ينبغي له أن يكون.