تهنئة بمناسبة فوز السيد جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية


الشيخ إياد الركابي
2020 / 11 / 8 - 19:10     

 
 
في البداية  نُقدم  التهنئة  الخالصة  لمناسبة  فوزكم  الصريح  والناجز  وثقة  الشعب  الأمريكي  العارمة  بكم  ،   جاء ذلك في لحظة تاريخية حاسمة  تمر بها الأمة   الأمريكية  ، لتكون المنقذ والقائد  لهذه  الأمة  بعدما  أعترآها  الكثير من التصدعات والخيبات  ،  بفعل  تلك العقلية  التي تحكمت  وبظل  أخطاء  استراتيجية  وتراكمات وعمل غير محسوب  قامت به   ، وكنا وكان العالم  مثلنا  يراقب  و يترقب  تلك اللحظة  التي  تحقق  له  الإنتصار والخروج  من تلك الكبوة  التي جاءت على معظم  النظام الدولي العام     .
وأسمحوا  لنا  من خلالكم أن نهنأ  الشعب الأمريكي على صبره وصموده وثباته   وإستماعه لكلمة الحق  التي أزهقت  الباطل   ، وقد  عزز ذلك  مواقف    وإجراءات   من القوى  الليبرالية  والعلمانية  ذات الأهلية   والتي بفعلها  إعادة  الوضع إلى  طبيعته  وإعادة أمريكا إلى موقعها اللائق  ، وإنتشالها  من الفوضى  والإنقسام والعدم  والنزعات العنصرية والتجييش الباطل  في الشارع   ، وهكذا  كانت كلمة الحق هي الفيصل في رسم  سياسات  المستقبل من أجل بناء عالم جديد .
السيد الرئيس : هناك جملة من الأشياء  والقضايا  والملفات  تنتظر الرؤية والحل ،  وهي تحتاج  إلى حزم  وشجاعة  وسرعة  ،   بعدما عبثت بها اليد المراهقة وخربت على العالم ما كان منتظراً ومعهوداً   ،  وكان حقاً  علينا  التذكير ببعضها  للتاريخ والأيام والزمن ،  ونحن شعب العراق  الذي دمرته الحروب والفتن والمواقف الإرتجالية  ، أشد الناس ترقباً  لما كان سيحصل  ،  وأشده حلماً  في أن تكون  ولاياتكم    من أجل تنظيم  الوضع  ومساعدة قوى الحرية فيه ليكون لها  الدور الرئيس   في  بناء العراق  الجديد   ، وأدخال العراق  في منظومة العالم  الحر   ،  وحذف كل ما يعيق  أو يحد   من  حركته ونموه وتقدمه.
ونحن  وأنتم   شهود   على ما يمر به   العراق الشعب والدولة  ،  منذ سنيين  من دمار  وتفتيت ممنهج   ،  وهيمنة  لثلة من الفاسدين  والمنحرفين  على شؤونه ومقدرات شعبه  ، وقد حان الوقت لكي تعطوه نصيباً من  الوقت  و الحق  لما يستحقه   هذا الشعب  من نصرة  ومؤازرة  وعون   ،   وذلك  من أجل   أن يستقر  ويهدأ ويُعاد بنائه من جديد  و رفع المعانات والظيم عن شعبه  المظلوم  .
السيد الرئيس  :  أن  شعوب  ودول  الشرق  الأوسط   غارقة  في بحر من الظلمات ، وإليكم  عيونها  وقلوبها  وعقولها  ترنوا  على أمل ورجاء  ،  في إن تدعموا عجلة التقدم والتحرر   لشعوبها  والتأكيد  الحصري واللازم   في  بناء منظومة  القيم  في  العدل والحرية والسلام   هناك  ، على  أسس وقواعد   متينة  ورصينة  ،  من خلال صنع السلام الحقيقي بين العرب وإسرائيل  وذلك   يتطلب منكم جهداً غير مسبوق لتجعلوا  منه  سمة لعصركم  المنتظر  .
بعدما أضطربت الموازين والقيم وتحطمت الكثير من الإتفاقيات والعهود والمواثيق ، ان خبرتكم في ادارة الصراع قادرة على إيجاد ما هو مناسب من الحلول  لكي  ترضي الجميع ،   صحيح  أن  ليس كل ماكان في المرحلة الماضية سيء وممقوت  ،  بل إن في بعضه ما يمكن التأسيس عليه والبناء والعمل   .
السيد الرئيس :  إن ثقة  الشعب بكم  وأنتقال  العهدة إليكم  سيضاعف  من العزيمة  والإصرار والإرادة   ،  والواجب يقتضي حماية ذلك  كله  من خلال صياغة  المواثيق وحمايتها  من العبث  عند كل دورة  ،  من خلال ترسيخ  مفهوم قوة النظام  والقانون وحماية الدستور ،  وتلك ستعيد  للشعب الأمريكي  عنفوانه وحجمه  الطبيعي و لمعانه وبريقه .
إننا  نؤمن بالتغيير إيماننا بالوحدة ، ولهذا نؤيدكم في مسعاكم ونواياكم الطيبة التي نعرفها عنكم   عن  قرب و ما نعلمه عنكم ، وهذا يزيدنا عزماً وإصراراً على أنكم ستأخذون ما قلناه على محمل الجد وستعملون مع أصدقاء لكم في الشرق ، في تسوية الخلافات وردم الهوة وتقريب وجهات النظر ، بعزيمة غير مسبوقة لما يتطلبه ذلك وما ترجوه منا شعوبنا وأهالينا  .
السيد الرئيس : أملنا يزداد  في  أن مساعي بناء العالم الجديد التي أسسها قياديوا الديمقراطية في العالم ، ستجد لها نصيباً وافراً من أهتمامكم وشغلكم ، وسيكون لنا ولبعض المحبين جهداً  في صناعة العالم الجديد .
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم  
 
أخوكم
08  - 11  - 2020