حذارِ: ألمرحلة الاولى في الحرب المخطط لها

تمار غوجانسكي
2006 / 7 / 12 - 09:13     

"الجيش يبث كل الوقت لوزير الامن ولرئيس الحكومة، ان العملية العسكرية كان يجب البدء بها قبل عدة اسابيع، وقبل عملية اختطاف الجندي"، هذا ما قاله، المعلق العسكري، اليكس فيشمان.

لم ننتظر وقتا طويلا، حتى نرى ان المارد خرج من القمقم، وفي تعليقه تحت عنوان: "غزة: عدنا اليك للمرة الثالثة"، "يديعوت احرونوت" بتاريخ 7/6/2006 كتب المعلق اليكس فيشمان، "ان الجيش مارس الضغوط من اجل القيام بغزو عسكري الى غزة وذلك قبل اختطاف الجندي جلعاد شليط، وهذه المعلومات تؤكد التقديرات التي نشرناها في "زو هديرخ" بتاريخ 5/7/2006 بان الجيش فتش عن سبب لشن حرب جرى التحضير لها سلفا وقبل فترة طويلة من عملية اختطاف الجندي .
لقد زرعت قوات الاحتلال في الاسبوع الاول من الحرب العدوانية الخراب والدمار في قطاع غزة وقتلت عشرات المواطنين الفلسطينيين وبينهم والدة مع ابنيها، وقصفت الطائرات مدارس ومصانع ومباني الجامعة الاسلامية في غزة، وحذرت منظمات دولية من أبعاد قصف المحطات والمولدات الكهربائية وقطع التيار الكهربائي وقطع المياه واغلاق المعابر وتقليص تزويد الادوية والمواد الغذائية عن اهالي قطاع غزة، ومن جهة اخرى اعلن قادة قوات الاحتلال الاسرائيلي ان وحدات الجيش ستدخل الى غزة بناء على الاحتياجات التنفيذية ولكن ما هي حقيقة مخططات قوات الاحتلال؟ واليكس فيشمان الذي استند، كما نفترض على مصادر عسكرية،خاصة في الجيش ووزارة الامن، وصف بالتفصيل خطة الحرب، ومما كتبه: "ان تقديرات جهاز الامن هي، ان الازمة الحالية التي بدأت قبل شهر وعندما قتل افراد عائلة غالية الفلسطينية على شاطئ غزة،
استنفد ثلثها ونحن فقط في بداية الطريق واذا لم يحدث أي تطور طارئ، ستتواصل الازمة عدة اسابيع اخرى". ويتابع فيشمان في تحليله قائلا: "ان هذه المسماة، الحرب ضد صواريخ القسام، هي المرحلة الاولى في حملة عسكرية اوسع واشمل اكثر والتصديق الذي اعطته الحكومة للمرحلة الثانية من الحرب وهي، محاصرة قطاع غزة، معناه كما يقول فيشمان، انهم سيرسلون الى قطاع غزة قوات كثيرة لتستولي على اراض كثيرة لفترات زمنية طويلة، وهنا لا يدور الحديث عن عملية اقتحام مؤقتة، انما عن عملية عسكرية واضحة ومخطط لها داخل منطقة مدنية وبعد المرحلة الثانية يوضح فيشمان، ستكون المرحلة الثالثة، ويقول: "المرحلة الثالثة من العملية العسكرية البرية مخطط لها جيدا لتكون عملية تدريجية لادخال قوات كثيرة الى مناطق سكنية مأهولة والاستيلاء عليها والجيش جاهز ومستعد لازمة ستتواصل اسابيع كثيرة.
ان ما قاله ووصفه فيشمان دعمه واكده الرفض الاسرائيلي الرسمي لاقتراح رئيس الحكومة الفلسطينية، اسماعيل هنية، لوقف اطلاق النار من الجانبين ومن اجل مفاوضات لاطلاق سراح اسرى ومعتقلين، وبدلا من التوجه الى اجراء مفاوضات تقود الى الافراج عن الجندي جلعاد شليط، تصر حكومة اولمرت - بيرتس على مواصلة تعنّتها ومواصلة عمليتها العسكرية للقتل والهدم والتخريب التي تشكل خطرا على حياة الجندي المخطوف.
ومقابل المحاولة الرسمية للدفاع عن الحرب الاحتلالية بادعاءات اطلاق صواريخ القسام يتواصل باتجاه المدن الاسرائيلية، كتب الصحافي جدعون ليفي، في "هآرتس" بتاريخ 9/7/2006 تحت عنوان: "من بدأ":"لا يوجد اعنف وابشع من عنف الاحتلال الاسرائيلي الذي يفرض نفسه بالقوة على شعب كامل، والسؤال هو: من اطلق النار اولا هو بمثابة تملص هدفه تشويه الصورة".
وازاء خطة الحرب المدرجة في جوارير الجيش والحكومة، من الضروري ان قوى السلام، اليهودية العربية، توسع وتكثف نشاطاتها ضد كارثة الحرب ومن اجل وقف الاعمال العدائية ومن اجل الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين، ومن اجل البدء الفوري لدعم تسوية سياسية في صلبها انهاء الاحتلال واخلاء كل المستوطنات من المناطق المحتلة، واقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وعاصمتها القدس العربية.