اضراب عمال شركة الزيوت في الذاكرة


امل كاظم الطائي
2020 / 11 / 5 - 14:13     

بطولات عمالية في الذاكرة
تحل علينا اليوم الذكرى الثانية والخمسين لاضراب عمال شركة الزيوت النباتية التي سطر فيها عمال الشركة اجمل تلاحم للوقوف بوجه اعتى طغيان .
لقد قالوا لا للظلم الذي لحق بهم من قبل النظام الحاكم وكانوا غاية في التنظيم والتنفيذ عكس الوعي العمالي في حينه فقد خاطبوا السلطة بكتب ومراسلات رسمية لمدة طويلة دون جدوى. ولما لم يبق باب الا وطرقوه من اجل قضيتهم التي تتلخص بمطالبتهم بالارباح السنوية البالغة قيمتها
٥ % من اصل ارباح الشركة اسوة بعمال شركة الرافدين دون جدوى او وجود حل جدي لهم. اجتمعت اللجنة النقابية في الشركة التي تمثلت بشخص العامل " عبد جاسم وجبار لفته واحمد غضبان " واخرين كثر ، وقرروا ان يقوموا باضرابهم المشهور الذي كان من المزمع اقامته يوم ٤ ت ٢ لكنهم قرروا تأجيله يوم زيادة في الحيطة والحذر، كانوا غايزة في التنظيم والحرص على التنفيذ بشكل دؤوب ونجحوا في ذلك لكنهم واجهوا لعلعة الرصاص من قبل السلطة الحاكمة في حينه وسقط العامل"جبار لفته" شهيدا برصاصاتهم المجنونة واتهموا زميله "عبد جاسم" بقتله، ارادوا تفريق جمع العمال لكنهم فشلوا في ذلك، فالتلاحم والثقة بين العمال كانت اكبر من ان تنال منها السلطة الغاشمة بقيادة "جواد فهد الميرة آمر معسكر الرشيد " وصلاح عمر التكريتي" وغيرهم.
اثبتت الدلالئل والشهود براءة العامل النقابي "عبد جاسم" بعد ان تم سجنه لمدة تزيد على تسع شهور قضى بعض منها بسجن انفرادي، تولى الدفاع عنه متطوعا في حينه كل من المحامي مؤيد الخطيب والمحامي كاظم الطائي.
لو اعدنا بتمعن قراءة تاريخ الحركة العمالية في العراق لوجدنا ان لتقابات العمال دور مميز وبطولي في التصدي للظلم الذي عانوا منه لحقبات طويلة وقيامهم لاكثر من اضراب مثل اضراب عمال شركة السكة الحديد وعمال شركة النفط في عيت والحديث يطول ولكن تم تهميش الطبقة العاملة في العام ١٩٨٧ حينما قرر مجلس قيادة الثورة تحويل العمال الى موظفين والغاء شريحة كبيرة ومهمة من المجتمع لهم دورهم في المجتمع لقد غرر بهم في حينه بحجة ان المجتمع ينظر للعامل نظرة لاتوازي نظرتهم الى الموظف او المعلم واستسلم العمال في حينه فقد انطلت عليهم الحيلة في حينه ولكن بعد استلام راتبهم الاول بعناوين وظيفية جديدة كانت الكارثة فقد تم حجب مخصصاتهم وتم تنزيل سلم رواتبهم وكان ذلك تمتيك من قبل مجلس قيادة الثورة لتخفيض الرواتب وتقليل النفقات لاسناد ميزانية العراق الاي انهكتها حرب ضروس لمدة ثماني اعوام.
وبقيت منذ ذلك الحين الطبقة العاملة تعاني فقد تم الغاء اتحاد نقابات العمال وبقيت هذه الشريحة مغيبة رغم تاريخها المضئ .
نامل اليوم ان تتلاحم كل فئات الشعب مع شرفاء انتفاضة تشرين فقد بلغ حجم الظلم في العراق اقصاه ووصلت جراة من هم على رأس الهرم ان يتحاوزوا حتى على الحقوق المدنية لرواتب المتقاعدين والموظفين وتجاهل الشعب برمته رغم خروج الملايين والتنديد باقالة الحكومة وتغيير الدستور ولكن التاريخ يعيد نفسه فقد واجهوا شباب الانتفاضة نفس مصير عمال شركة الزيوت واجهوا الموت والغدر بدم بارد ورصاص مدفوع الثمن بصدور عارية رغم سلمية المظاهرات، نأمل ان يتم التغير في العراق لايقاف الفساد المالي والاداري والاستحواذ على ثروات العراق لصالح دول الشر فقد سىئمنا الوعود الكاذبة والمماطلة ولا دندري ان كا في العمر بقية لنتنسم الحرية والعيش بكرامة ام سنواجه نفس المصير.
المهندسة امل الطائي